التحديات العسكرية لإسرائيل: الحاجة الملحة لتعزيز القدرات الجوية والبرية
كشف تقرير عبري حديث أن التوترات الحالية التي تمر بها إسرائيل بعد قرار وقف إطلاق النار، تشير إلى ضرورة ملحة لاستعادة وتعزيز قدرات جيش الاحتلال من خلال تحسين أسلحته ومعداته العسكرية.
أفادت صحيفة “الجروزاليم بوست” أن التحدي الأبرز الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي يتمثل في الحاجة إلى إعادة تسليح شاملة تشمل طائرات مقاتلة، مروحيات، دبابات، ومدفعية. وأوضح التقرير أن الوضع الأكثر خطورة هو في سلاح الطيران، حيث تضررت أسراب طائرات الأباتشي بشكل كبير خلال الصراعات الأخيرة، مما يُظهر ضرورة إيجاد بديل ودعم لهذه الطائرات.
وأشار التقرير إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية قد استنفدت قدرات طائراتها بشكل كبير، إذ تراكمت لديها آلاف الساعات من الطيران لكل طائرة، مما يتجاوز الحد الأقصى للعمر الافتراضي المخطط له. هذه الظروف تستدعي من الحكومة الإسرائيلية التعجيل في شراء أسراب جديدة، خصوصاً من طائرات إف-15 وإف-35.
كما ذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية قامت مؤخرًا برفع بعض القيود المتعلقة بالمساعدات العسكرية لإسرائيل، لكنها أخرت أيضًا بعض شراء المكونات الأساسية مثل القنابل الثقيلة والصواريخ. ومنعت كذلك توريد مروحيات “أباتشي” المستعملة لدعم منظومة الدفاع الجوي.
في ظل تصاعد التوترات العالمية، بما في ذلك النزاع في أوكرانيا والتوترات بين الصين وتايوان، أصبح هناك سباق تسلح حقيقي في مختلف أنحاء أوروبا وأماكن أخرى، مما يزيد من التحديات أمام إسرائيل.
وأمس الأربعاء، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: إن “العامل الثاني في اتخاذ القرار بوقف إطلاق النار هو الحاجة إلى تجديد الذخائر والمعدات”.
ولفتت الصحيفة إلى أن من بين الخيارات التي تدرسها القوات الجوية الإسرائيلية حالياً، الاستعانة بعدة طائرات هليكوبتر نقل من طراز “بلاك هوك”، والتي تستخدم في النقل وإجلاء المصابين، وتركيب أنظمة أسلحة مثل الصواريخ جو-أرض والمدافع وأنظمة إضافية، لكي تعمل كمركبة جوية للدفاع عن الحدود، وتقلل إلى حد ما من الحاجة إلى طائرات هليكوبتر أباتشي.
وفجر أمس، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” و”إسرائيل” حيز التنفيذ، لينهي أكثر من 13 شهراً من المواجهات العسكرية عبر الحدود وشهرين من الحرب المفتوحة بين الطرفين.
ويأتي وقف إطلاق النار في لبنان، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، لليوم 419 على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.