توازن القوى في لبنان: مستقبل حزب الله بعد اتفاق وقف إطلاق النار
في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، يتجدد النقاش حول قدرة الحكومة اللبنانية في استعادة سيادتها، وتأثير ذلك على مستقبل حزب الله، وفقًا للمسؤول السابق بالمخابرات الإسرائيلية آفي ميلاميد.
تتجه الأنظار الآن إلى كيفية تصرف الحكومة اللبنانية بعد الإعلان عن وقف الأعمال العدائية لمدة 60 يوماً، حيث يُتوقع أن يشهد لبنان تغييرات جذرية في ديناميكيات القوة. وقد أشار ميلاميد إلى أن حزب الله، رغم التحديات التي يواجهها، لا يزال يلعب دوراً بارزاً في الساحة السياسية اللبنانية، مما يثير تساؤلات حول قدرته على استعادة قوته العسكرية والبقاء في مراكز القرار.
وقال ميلاميد: “إن التحدي الأهم يكمن في استعادة السيادة اللبنانية في ظل هيمنة حزب الله، مما يجعل الوضع محفوفًا بالمخاطر. يبقى التساؤل الرئيس ما إذا كان حزب الله سيتمكن من إعادة بناء قوته، وهو ما قد يمهد الطريق لصراع مستقبلي أكثر حدة.”
كما تطرق ميلاميد إلى أن حزب الله يعد من أكثر الجماعات غير الحكومية تسليحاً في العالم، في حين أن قرار الأمم المتحدة الصادر بعد الحرب الإسرائيلية اللبنانية في عام 2006 دعا إلى “ممارسة السيادة الكاملة” في لبنان، لكنه لم يحقق النتائج المرجوة.
ويشير الاتفاق الأخير إلى سحب مقاتلي حزب الله 40 كيلومتراً عن الحدود الإسرائيلية، مع تنفيذ رقابة أكثر صرامة على تحركاتهم، مما يعكس جهود لبنان لضبط الوضع الأمني، وتعزيز سيادته. وهو ما يتطلب تعاوناً فعّالاً بين القوات اللبنانية والأمم المتحدة.
وأضاف ميلاميد: “إذا استطاع لبنان أن يطبق هذا الاتفاق بفعالية، خاصة مع دعم من المجتمع الدولي، فقد يتمكن من استعادة المزيد من السيطرة على أرضه.”