تقاريرفلسطين

تقرير يفضح جرائم الاحتلال بحق عائلات غزة: آلاف القتلى ومجازر مستمرة

في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة والذي بدأ منذ السابع من أكتوبر 2023، شهدت المنطقة سلسلة من المجازر الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق العائلات الفلسطينية.

فقد أكدت أحدث الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة أن جيش الاحتلال قد ارتكب نحو 7160 مجزرة أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.

وتُظهر هذه الإحصائيات حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها أهل القطاع، حيث تم تدمير العديد من العائلات الفلسطينية بالكامل، فيما لا يزال العدوان مستمرًا.

الإحصائية الجديدة تكشف عن تفاصيل مروعة تتعلق بالعائلات الفلسطينية التي تم استهدافها بشكل خاص من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

من بين هذه المجازر، تم مسح نحو 1410 عائلة بالكامل، حيث سقط جميع أفرادها ضحايا لهذا العدوان البربري.

ومن المؤلم أن هذه المجازر أسفرت عن مقتل 5444 فردًا من العائلات التي تم القضاء عليها بالكامل، ليصبح هؤلاء ضحايا حرب لا تُغفر ولا تُنسى.

فيما يتعلق بالعائلات التي لم يتم القضاء عليها بشكل كامل، بل بقي منها ناجٍ واحد فقط، فقد تم توثيق نحو 3463 عائلة من هذا النوع. فقد سقط فيها نحو 7934 فلسطينيًا بين قتيل وجريح، وهذا يعكس بشاعة الهجمات التي استهدفت تلك العائلات، حيث كان الاحتلال يسعى بشكل ممنهج إلى تدمير كل ما هو فلسطيني، واستهداف العائلات بشكل خاص من خلال الهجمات الجوية والقصف المدفعي الذي لم يستثنِ أي منطقة أو حي.

أما عن العائلات التي نجا بعضها من المجازر ولكن فقدت أعدادًا كبيرة من أفرادها، فقد بلغ عددها نحو 2287 عائلة. وفي هذه العائلات، فقد سقط نحو 9577 فلسطينيًا جراء هذه الهجمات التي لا تميز بين كبير أو صغير، وبين رجال ونساء. فالجميع كان عرضة للقصف والقتل المتعمد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يراعي أية معايير إنسانية أو قانونية في تعامله مع المدنيين في غزة.

وبينما تتواصل هذه المذابح، تزداد حصيلة الضحايا بشكل مرعب، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن حصيلة العدوان على القطاع منذ بداية الهجوم وحتى الآن قد تجاوزت الـ 44 ألفًا و249 قتيلًا فلسطينيًا، في حين بلغ عدد المصابين أكثر من 104 آلاف و746 مصابًا. ولا تقتصر هذه الإحصائيات على الأفراد الذين فقدوا أرواحهم أو أصيبوا في المجازر الوحشية، بل تشمل أيضًا آلاف العائلات التي تعرضت للمجاعة والتهجير القسري والدمار الكامل لمنازلها.

وفيما يتعلق بالعائلات الفلسطينية الأكثر تضررًا من هذه المجازر، فقد سلطت الإحصائيات الضوء على بعض الأسماء التي شهدت أكبر عدد من القتلى بين أفرادها. عائلة النجار، التي فقدت 520 فردًا من أفرادها، تصدرت قائمة العائلات التي تضررت بشكل كبير من العدوان الإسرائيلي. وتليها عائلة المصري التي قتل منها نحو 287 شخصًا، ثم عائلة عاشور التي فقدت 217 فردًا. أما عائلتا حجازي وعوض، فقد فقدتا 199 و198 فردًا على التوالي، مما يعكس حجم الكارثة التي حلت بتلك العائلات.

وفي هذا السياق، يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى عن ارتكاب أبشع أنواع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، متجاوزًا كافة الحدود الأخلاقية والإنسانية. فقد أثبتت الإحصائيات أن العدوان على غزة ليس مجرد صراع بين طرفين متنازعين، بل هو حرب إبادة جماعية تستهدف المدنيين الأبرياء والعائلات الفلسطينية بشكل مباشر. هذه المجازر التي ترتكب بحق الأطفال والنساء والشيوخ تمثل نموذجًا صارخًا للوحشية التي لا يمكن تبريرها، والتي تُظهر فشل المجتمع الدولي في اتخاذ أي إجراءات حاسمة لوقف هذه المذابح.

تستمر مأساة غزة في ظل غياب أي أفق لحل سياسي يوقف هذا العدوان الممنهج. ومع تصاعد أعداد القتلى والجرحى، يزداد الحزن والألم في قلوب ملايين الفلسطينيين، الذين يعيشون يومًا بعد يوم تحت تهديد الموت والهدم. إن العدوان على غزة ليس مجرد هجوم على الأرض الفلسطينية، بل هو هجوم على الإنسانية جمعاء، وهو بمثابة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي تجرم استهداف المدنيين.

إن ما يحدث في غزة هو بمثابة جريمة حرب تحتاج إلى محاكمة دولية للمسؤولين عنها. فمن غير المقبول أن تستمر هذه المذابح دون أي تدخل جاد من المجتمع الدولي لوقفها. الفلسطينيون في قطاع غزة بحاجة إلى الدعم الفوري لإنقاذ أرواحهم، وإلى محاسبة من يقفون وراء هذه المجازر التي تذكرنا بمجازر تاريخية سابقة ارتكبت بحق شعوب أخرى. ومع ذلك، لا يزال الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقه في الحياة والكرامة، ويواصل المقاومة رغم كل أشكال العدوان والإبادة الجماعية التي يتعرض لها.

المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى