استشهاد وجرحى في غارة إسرائيلية على مدرسة بغزة وحزب الله يهاجم تل أبيب
شهدت مدينة غزة جريمة جديدة بحق المدنيين بعد أن استهدفت غارة جوية إسرائيلية مدرسة كانت تؤوي نازحين فارين من القصف المكثف على الأحياء السكنية وتسببت الغارة في استشهاد العشرات وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال معظمهم كانوا يحتمون داخل المدرسة التي كانت ملاذًا آمنًا لهم بعد أن أجبروا على ترك منازلهم إثر التصعيد العسكري المتواصل على القطاع ولا تزال فرق الإسعاف تعمل على انتشال الجثث من تحت الأنقاض وسط صعوبات كبيرة نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة المستهدفة
الغارة جاءت في إطار حملة عسكرية واسعة تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أسابيع واستهدفت بشكل مكثف المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية ما أسفر عن تدمير واسع في المنازل والمدارس والمستشفيات إلى جانب مقتل وإصابة المئات من المدنيين الغالبية العظمى منهم من الأطفال والنساء وتتعمد قوات الاحتلال في هذا السياق استهداف أماكن اللجوء المؤقتة التي يلجأ إليها السكان بحثًا عن الأمان مما يفاقم معاناة المدنيين المحاصرين في القطاع
وتتزامن هذه الغارات مع الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية والاحتياجات الأساسية مما يعقد جهود الإنقاذ والإغاثة بشكل كبير في ظل انهيار النظام الصحي في غزة بفعل الدمار المستمر الذي يطال المرافق الصحية والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية
وفي رد فعل فوري على هذا التصعيد نفذ حزب الله اللبناني سلسلة من الهجمات النوعية باستخدام الطائرات المسيرة استهدفت عدة مواقع عسكرية حساسة في مدينة تل أبيب وضواحيها وتعتبر هذه الهجمات من أكبر العمليات التي شنها الحزب خلال الفترة الأخيرة حيث تمكنت المسيرات من الوصول إلى أهدافها بدقة وإلحاق أضرار كبيرة في البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية ويأتي هذا التصعيد من حزب الله في إطار رده على الهجمات الإسرائيلية المتواصلة ضد المدنيين في غزة
الهجمات التي نفذها حزب الله استهدفت مواقع عسكرية تعتبر ذات أهمية استراتيجية في تل أبيب من بينها مراكز قيادة وتحكم ومحطات رادار ومنظومات دفاع جوي وتسببت في إحداث ارتباك كبير في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي لم يتمكن من التصدي لجميع المسيرات بسبب الطبيعة المفاجئة للهجوم ونوعيته التي اعتمدت على طائرات مسيرة متقدمة قادرة على التحليق لمسافات طويلة وتنفيذ عمليات دقيقة
ويعكس هذا الهجوم من حزب الله تصعيدًا كبيرًا في المواجهة بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل حيث أعلن الحزب أن هذه الهجمات تأتي ردًا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في غزة وتهدف إلى كسر الهيمنة العسكرية الإسرائيلية والرد على استهداف المدنيين ومواقع اللجوء وقد أكد الحزب في بيان له أن المقاومة اللبنانية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأنها ستواصل توجيه ضربات نوعية ضد أهداف إسرائيلية حتى يتوقف العدوان
من جانبها سارعت إسرائيل إلى الرد على هجمات حزب الله بشن غارات جوية مكثفة على مناطق في جنوب لبنان حيث استهدفت مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله لكن الحزب أكد أن الغارات لم تؤثر على قدراته العسكرية وأنه لا يزال قادرًا على توجيه ضربات جديدة في أي لحظة وأشار إلى أن عملياته العسكرية ستستمر طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية على غزة
وفي سياق متصل دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل لوقف التصعيد المتبادل بين إسرائيل وحزب الله وحماية المدنيين خاصة في قطاع غزة حيث يعيش السكان في ظروف إنسانية كارثية تحت الحصار والقصف المتواصل وأعربت الأمم المتحدة وعدة منظمات حقوقية عن قلقها العميق إزاء التصعيد المتزايد داعية إلى ضرورة التوصل إلى هدنة فورية تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر
التصعيد المتبادل بين إسرائيل وحزب الله إلى جانب الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة يعكس وضعًا إقليميًا متفجرًا حيث تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة نحو حرب واسعة قد تشمل أطرافًا أخرى في المنطقة خاصة مع تزايد التوترات في الضفة الغربية والمناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل ويشير مراقبون إلى أن استمرار التصعيد دون تدخل دولي لوقفه قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل أكبر مما سيؤثر على الاستقرار الإقليمي
ويؤكد المحللون أن الغارات الإسرائيلية على غزة ليست مجرد عمليات عسكرية عابرة بل تأتي في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنية التحتية في القطاع وإضعاف قدرة الفلسطينيين على المقاومة وذلك من خلال استهداف المدنيين والمرافق الحيوية ومحاولة فرض واقع جديد في القطاع عبر تكثيف الضغط العسكري والنفسي على السكان في محاولة لدفعهم إلى الاستسلام
من جهة أخرى يرى محللون أن هجمات حزب الله الأخيرة على تل أبيب تعد تطورًا لافتًا في تكتيكاته العسكرية حيث يعتمد الحزب بشكل متزايد على الطائرات المسيرة التي أثبتت فاعليتها في تحقيق أهداف نوعية ضد المنشآت العسكرية الإسرائيلية ويعتبر هذا التحول في استخدام التقنية العسكرية جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تغيير ميزان القوى على الأرض من خلال الاعتماد على تكنولوجيا حديثة يمكنها تنفيذ هجمات دقيقة بأقل تكلفة