إيران تشيد بوقف العدوان على لبنان وتدعو لضغوط دولية لوقف الحرب في غزة
أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن ترحيبها بوقف الهجمات على لبنان، مؤكدة دعمها الكامل للحكومة اللبنانية في مواجهة التحديات التي تتعرض لها.
وشددت على أن إيران ستواصل الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه في كافة المجالات لضمان استقراره وأمنه. وأوضحت الوزارة أن من واجب المجتمع الدولي التدخل لوقف التصعيد وضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات مستقبلاً، داعية جميع الأطراف إلى احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن إيران تعتبر وقف العدوان على لبنان خطوة مهمة نحو استعادة الهدوء والاستقرار في المنطقة، مضيفاً أن هذا الأمر يجب أن يكون مقدمة لمبادرات دولية أكبر تهدف إلى ضمان السلام الدائم في المنطقة. وأشار المتحدث إلى أن بلاده تؤمن بأهمية الحلول السلمية لتسوية الأزمات، مشدداً على أن أي تصعيد عسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيدات وتأجيج الأوضاع.
وتأتي هذه التصريحات الإيرانية في وقت حساس تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، لاسيما في ظل استمرار الحرب في غزة التي تتعرض لقصف مكثف من قبل القوات الإسرائيلية. وأوضح المتحدث أن إيران تدين بشدة هذه الأعمال العسكرية ضد غزة وتعتبرها جرائم حرب يجب أن يتوقف المجتمع الدولي عندها، مشدداً على ضرورة ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها فوراً. وأكد أن إيران لن تتوانى عن تقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني وحكومته في مواجهة هذه الاعتداءات.
وفيما يتعلق بالدور الذي يجب أن تلعبه الدول الكبرى، دعت إيران إلى ضرورة تدخل القوى العالمية لفرض وقف فوري لإطلاق النار في غزة والعمل على وضع حلول دبلوماسية لإنهاء النزاع القائم. وأشارت إلى أن استمرار الصمت الدولي على ما يحدث في غزة يعتبر مشاركة ضمنية في الجرائم التي تُرتكب ضد المدنيين العزل. وأضافت الوزارة أن العالم مطالب باتخاذ موقف حازم وواضح تجاه ما يحدث، مشيرة إلى أن الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني لا يمكن أن تكون موضع تفاوض أو مساومة.
وبحسب البيان الصادر عن الخارجية الإيرانية، فإن إيران ترى أن الحل السياسي هو المسار الوحيد لإنهاء الأزمة المستمرة في غزة. وشددت على ضرورة وقف التصعيد العسكري فوراً وفتح قنوات الحوار بين الأطراف المختلفة للوصول إلى حل شامل ومستدام. كما دعت إلى اتخاذ خطوات جادة من قبل المجتمع الدولي لضمان حماية المدنيين وإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة في غزة. واعتبرت أن دعم الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحساسة يعد مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع، مشددة على أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه الجرائم.
وتعتبر طهران أن استمرار الهجمات على قطاع غزة يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة ويعزز من مشاعر الغضب والعداء بين الشعوب، محذرة من أن ذلك قد يؤدي إلى إشعال صراع أكبر يصعب احتواؤه. وفي هذا السياق، دعت إيران الدول الإقليمية إلى توحيد مواقفها والضغط من أجل وقف فوري للعدوان والعمل على إحلال السلام في المنطقة.
من جهة أخرى، أكدت الخارجية الإيرانية على أهمية استقرار لبنان باعتباره جزءاً أساسياً من الأمن الإقليمي. وقالت إن أي تهديد للبنان هو تهديد لاستقرار المنطقة بأسرها، محذرة من مغبة استهدافه مجدداً. وأكدت أن إيران ستستمر في الوقوف إلى جانب لبنان في مواجهة أي تهديدات خارجية، وستسعى جاهدة لدعمه في كافة المحافل الدولية من أجل الحفاظ على سيادته وأمنه.
كما طالبت الخارجية الإيرانية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث في المنطقة، داعية إلى ممارسة ضغوط فعالة على إسرائيل لوقف هجماتها على غزة ولبنان على حد سواء. وشددت على أن الاستمرار في التصعيد لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والمعاناة للشعوب، مشيرة إلى أن الطريق الوحيد لحل الأزمات في المنطقة يكمن في الحوار والتفاوض وليس في الحلول العسكرية.
وفي الختام، كررت وزارة الخارجية الإيرانية موقفها الثابت الداعم للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة، مؤكدة أن القضية الفلسطينية ستبقى أولوية بالنسبة لإيران وأنها لن تتراجع عن دعمها للمقاومة الفلسطينية حتى يتم تحقيق العدالة واستعادة الحقوق المسلوبة. كما شددت على أن إيران ستواصل بذل كل ما في وسعها على الصعيدين السياسي والدبلوماسي لدعم لبنان وغزة، والعمل مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية من أجل إنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل والدائم.
وفي هذا السياق، دعا المسؤولون الإيرانيون إلى ضرورة الاستفادة من الفرص الدبلوماسية المتاحة، والعمل على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحل الأزمات القائمة، محذرين من أن أي تأخير في هذا الشأن سيزيد من تعقيد الوضع ويجعل الحلول أكثر صعوبة.