جامعة جنوب الوادي تحيل أستاذاً جامعياً للتأديب بعد إهانة طالب في واقعة صادمة
في واقعة هزت أرجاء جامعة جنوب الوادي وأثارت غضباً عارماً بين الطلاب على أرض الجامعة وفي فضاءات التواصل الاجتماعي، أحالت الجامعة أحد أساتذتها للتحقيق إثر تداول فيديو يفضح سلوكه المشين تجاه أحد طلابه.
في الفيديو الذي انتشر بشكل واسع، يظهر الأستاذ وهو يجبر الطالب على القيام بأفعال لا إنسانية ومهينة، حيث طلب منه السير على الأرض كأنه حيوان، مشبهاً إياه بالكلب.
هذا التصرف المذل أثار سخطاً واسعاً وأدى إلى موجة من الانتقادات التي لم تهدأ حتى تدخلت الجامعة بإصدار بيان لتوضيح ملابسات الحادثة.
الفيديو الذي تم تداوله لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل كشف عن انتهاك صارخ لكل معايير الاحترام والتربية التي من المفترض أن تكون أساس العلاقة بين الأستاذ والطالب في أي مؤسسة تعليمية.
الطلاب على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك داخل الجامعة، أبدوا استياءهم الشديد من هذه الممارسات التي وصفوها بالمهينة وغير الأخلاقية.
الجامعة لم تقف مكتوفة الأيدي بعد انتشار هذا الفيديو المثير للجدل، حيث بادرت بإعلان إيقاف الأستاذ المعني عن العمل فوراً، تمهيداً لاتخاذ إجراءات تأديبية صارمة بحقه.
وبالعودة إلى تفاصيل الواقعة، أوضحت جامعة جنوب الوادي في بيانها الرسمي أن الحادثة تعود إلى شهر يوليو الماضي، وأنها وقعت أثناء تنظيم أحد المعسكرات الصيفية التي تقيمها الجامعة لطلابها خارج أسوار الحرم الجامعي. الأستاذ، وهو أحد أعضاء هيئة التدريس بقسم العلوم التربوية في كلية التربية الرياضية، قام آنذاك بإهانة الطالب الذي يدرس في الفرقة الثانية بالكلية، وأجبره على أداء تصرفات لا تليق بكرامة أي إنسان، بل تشبه سلوك الحيوانات في طريقة السير. هذه التصرفات التي وصفها الكثيرون بأنها مهينة وقاسية، تسببت في صدمة بين زملاء الطالب وأثارت جدلاً واسعاً حول مدى ملاءمة الشخص الذي يشغل منصباً تربوياً لمثل هذه الأفعال.
جامعة جنوب الوادي، من جهتها، لم تتردد في اتخاذ موقف حازم إزاء هذا الحادث، مشددة في بيانها على أن مثل هذه التصرفات لا يمكن أن تمر مرور الكرام. فقد أكدت أن ما قام به الأستاذ يمثل إخلالاً جسيماً بواجباته المهنية، ويخالف بشكل صارخ القيم والمبادئ التي تسعى الجامعة إلى ترسيخها في نفوس طلابها. دور الجامعات لا يقتصر فقط على التعليم الأكاديمي، بل يمتد إلى غرس القيم الأخلاقية والتقاليد الإيجابية في نفوس الأجيال الصاعدة، وهو ما يتناقض تماماً مع ما صدر من هذا الأستاذ، الذي خان الثقة الممنوحة له كمسؤول تربوي.
وتابعت الجامعة في بيانها بأنها فور علم رئيس الجامعة بالواقعة في يوليو، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً بوقف الأستاذ عن العمل. هذا الإجراء جاء كخطوة أولى نحو محاسبته على أفعاله التي تتنافى مع قيم ومبادئ التعليم الجامعي. وفي تطور لاحق، تم إحالة الأستاذ إلى مجلس تأديب أعضاء هيئة التدريس بتاريخ 13 نوفمبر لتحديد العقوبة المناسبة التي تستحقها هذه الجريمة الأخلاقية بحق الطالب والجامعة على حد سواء. وإلى حين صدور الحكم النهائي بحقه، سيظل الأستاذ موقوفاً عن العمل بشكل مؤقت.
ما يميز هذا الحدث ليس فقط الفعل الشنيع الذي قام به الأستاذ، بل سرعة التحرك من قبل إدارة الجامعة لضمان محاسبة المسؤولين. فبعدما تفاقمت حالة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي شهدت تفاعلاً غير مسبوق من الطلاب والنشطاء، أدركت الجامعة أن عليها أن تتخذ موقفاً واضحاً وحاسماً لحفظ سمعتها وحماية حقوق طلابها. وبالرغم من أن الواقعة حدثت قبل عدة شهور، إلا أن الجامعة أرادت توضيح الصورة الكاملة للرأي العام وطلابها لتؤكد أن الأمر لم يتم تجاهله، بل تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة منذ اللحظة الأولى.
الواقعة، التي بدأت في يوليو وانتشرت تفاصيلها في نوفمبر، تظل حديث الجميع، ليس فقط لأنها تمس كرامة طالب، بل لأنها تثير تساؤلات عميقة حول طبيعة العلاقة بين الأستاذ والطالب في الجامعات، وحول الدور الذي يجب أن يقوم به أعضاء هيئة التدريس. كيف يمكن لشخص يتولى مسؤولية تعليم وتربية الأجيال أن ينتهك بشكل صارخ حقوق الطالب ويهينه بهذا الشكل المهين؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه كل من شاهد الفيديو أو سمع بالتفاصيل.