تقاريرمصر

السيسي يكشف عن خطة مصرية كبرى لتحويل البلاد إلى مركز صناعي عالمي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن مصر قطعت شوطًا طويلًا في مسار التنمية الصناعية خلال العقد الأخير مشددًا على أنه لم يترك مجالًا واحدًا إلا وعمل على تطويره من أجل دفع عجلة الإنتاج داخل مصر

وفي سياق لقاء هام جمع بين السيسي ورؤساء عدد من الشركات الدولية الكبرى أوضح الرئيس حجم الجهد الهائل المبذول خلال السنوات العشر الماضية في سبيل تحقيق هذا الهدف الوطني الكبير

السيسي أعرب بوضوح عن رؤيته الطموحة لمستقبل مصر الاقتصادي مشيرًا إلى أن البلاد تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الصناعية والتكنولوجية وأضاف السيسي: “نحن نعمل ليل نهار لتأمين مستقبلنا الصناعي ولا نملك رفاهية الوقت” في إشارة منه إلى أن كل دقيقة تمضي دون العمل بجدية على تطوير القطاع الصناعي تشكل عبئًا إضافيًا على البلاد وفي الوقت ذاته أفاد بأن هذا المشروع الوطني ليس مجرد فكرة نظرية أو طموح بعيدة المنال بل هو خطة شاملة يجري تنفيذها بحرص شديد ووفق أسس مدروسة بعناية

حديث الرئيس جاء بمثابة رسالة واضحة إلى الشركات الكبرى بأن مصر تفتح أبوابها للاستثمارات الصناعية الضخمة مؤكدًا أن الظروف مهيأة الآن بشكل لم يكن متاحًا من قبل مضيفًا: “نعمل على إزالة كل العقبات والتحديات التي تعيق الإنتاج والتصدير” وجاءت تصريحاته لتؤكد مجددًا أن الحكومة المصرية عازمة على تحويل البلاد إلى مركز صناعي إقليمي بل وعالمي وأنها مستعدة لمد يد التعاون مع الشركات الدولية لتسريع وتيرة هذه الرؤية الطموحة

على مدار السنوات الماضية شهدت مصر تحولًا هائلًا في مجال البنية التحتية وهو ما أشار إليه السيسي بوضوح خلال اللقاء حيث أوضح أن تحسين الطرق والموانئ ومرافق الطاقة والمواصلات كانت جزءًا أساسيًا من رؤية شاملة لتمهيد الأرض أمام نمو الصناعة الوطنية وقال السيسي: “لقد بذلنا جهدًا كبيرًا جدًا في جميع القطاعات الحيوية ولم نترك مجالًا إلا وعملنا فيه” مشيرًا إلى أن الحكومة استهدفت المجالات الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على القدرة الإنتاجية والتنافسية للصناعة المصرية

التزام الحكومة المصرية بتطوير الصناعة لم يكن مقتصرًا فقط على تحسين البنية التحتية بل امتد ليشمل أيضًا إصلاحات هيكلية وإدارية تهدف إلى تهيئة المناخ الاستثماري وجعل مصر وجهة جاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية والمحلية وفي هذا الصدد أضاف السيسي: “مصر تركز على جذب الاستثمارات التي تسهم في نقل التكنولوجيا وتوطينها داخل البلاد” مشددًا على أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات الصناعية هو هدف قومي يتطلب من الجميع العمل بشكل متكامل ومتواصل

إحدى الرسائل الرئيسية التي أراد الرئيس توصيلها من خلال هذا اللقاء هي أن مصر لا تتطلع فقط إلى بناء صناعة وطنية قوية بل إلى أن تصبح أيضًا مركزًا إقليميًا لتصدير المنتجات الصناعية إلى أسواق إفريقيا والعالم العربي وأضاف السيسي: “نحن لا ننتج فقط لأنفسنا بل نطمح إلى أن نصبح قوة صناعية تصدر منتجاتها للعالم” هذه الرؤية تتماشى مع خطط مصر الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول المجاورة واستغلال الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلاد

الرئيس لم يكتف بتسليط الضوء على الجانب الاقتصادي فحسب بل تناول أيضًا البعد الاجتماعي لمشروع النهضة الصناعية المصرية مؤكدًا أن تنمية الصناعة المحلية ستسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى معيشة المواطنين وأشار إلى أن ذلك يعد جزءًا من استراتيجية أوسع للنهوض بالمجتمع المصري بكافة جوانبه وليس فقط الجانب الاقتصادي وشدد على أهمية مشاركة الشباب في هذه العملية قائلا: “نحن نبني مستقبلًا لأبنائنا ويجب أن يكونوا جزءًا من هذا البناء”

من خلال تصريحاته الحادة والواضحة أرسل السيسي رسائل قوية إلى الداخل والخارج تؤكد أن مصر تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها الصناعية وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التحديات التي تواجهها بل ستعمل بكل طاقتها لتذليل العقبات وتحقيق النجاح هذه الرؤية لم تأت من فراغ بل هي ثمرة عمل جاد ومستمر على مدار السنوات الماضية

تطرق السيسي أيضًا إلى الجهود المبذولة لتحسين المناخ الاستثماري في البلاد مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على تسهيل الإجراءات وتبسيط القوانين لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية وقال: “نعمل على إزالة كل العراقيل التي تواجه المستثمرين ونضع خططًا محكمة لضمان استدامة النجاح في هذا القطاع” هذا التوجه يعكس حرص الحكومة المصرية على تقديم التسهيلات التي يحتاجها المستثمرون لضمان نجاح مشاريعهم داخل البلاد

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى