قراءة في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و”إسرائيل”
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،، أن المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت” صدّق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، متوعدا بـ”الرد بقوة” على أي خرق للاتفاق من قبل “حزب الله”.
وأوضح -في كلمة له عقب انتهاء اجتماع للمجلس- أن أسباب وقف إطلاق النار هي “التركيز على تهديد إيران وإنعاش الجيش، وعزل حماس وفصل الساحات العسكرية”، وفق زعمه.
من جانبه شكك “حزب الله”، على لسان محمود قماطي، نائب رئيس المجلس السياسي للحزب -في لقاء مع قناة /الجزيرة/- بالتزام نتنياهو، قائلا: “لن نسمح له بتمرير فخ بالاتفاق”.
وأضاف “يجب أن ندقق بالنقاط التي وافق عليها نتنياهو قبل توقيع الحكومة (اللبنانية) غدا”.
اتفاق المضطر
ووصف الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، اتفاق وقف “إطلاق النار”، بـ”المضطر بالنسبة للاحتلال، نتيجة الضغوط الأمريكية، وفشل إسرائيل في التقدم بالساحة اللبنانية والحرب البرية”.
وأشار المدهون أن “هذا الاتفاق ما زال قيد الاختبار، ولكن يبدو أن نتنياهو معنى به، لإرضاء دونالد ترامب (الرئيس الأمركي القادم) و لكسب ود قادة جيش الاحتلال الاسرائيلي، الذين أدركوا صعوبة المواجهة في لبنان”.
وأشار إلى هدف نتنياهو الأهم بالاتفاق، “ضرب فكرة وحدة الساحات والجبهات”، واعتبر أنه “من المبكر الحديث عن نجاحه في عزل غزة عن لبنان، ولكن لا شك أن نتنياهو يسعى إلى الاستفراد بغزة”.
وحذر من أن “نتنياهو يعد لمواجهة وحشية في غزة ويسعى للاستفراد بالقطاع”.
وأضاف: “نتفهم ظروف حزب الله ونقدر كل ما قدّمه خلال المرحلة الماضية، ومدى حرصه على الالتزام بوحدة الساحات والجبهات”.
في الساعات الأخيرة، تصاعد القصف الإسرائيلي على العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية، إضافة إلى مناطق واسعة في الجنوب وشرق البلاد، ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها “حزب الله”، بدأت عقب شنها حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وسعت “إسرائيل” منذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و823 شهيدا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي.