بعد الاتفاق مع لبنان..هل يأتى دور غزة في وقف إطلاق النار؟
استقبل سكان قطاع غزة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بأمل أن تنجح جهود الوساطة القطرية والدولية في إنهاء معاناتهم، وتوقف آلة قتل الاحتلال ضدهم المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023. ما اعتبر الغزيين أن لبنان لم يخذل قطاع غزة، بعد قبوله مقترح وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب.
ودخل وقف إطلاق النار بين “حزب الله” والاحتلال حيز التنفيذ الأربعاء لينهي المعارك بين الجانبين التي استمرت منذ 8 أكتوبر 2023. وجاء وقف إطلاق النار بالتزامن مع تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن التوصل إلى اتفاق بين “حزب الله” و”إسرائيل”، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة الحكومة الأمنية عليه.
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، إنجازا مهما يكسر مسار العنجهية والتوحش ومساعي حكومة العدو في استيلاد شرق أوسط على مقاس أوهامه على حساب شعوب أمتنا ومقدساتنا وحقوقنا في أوطاننا”.
وثمن في بيان البطولات الكبيرة والصمود العظيم والتضحيات النفيسة التي قدمها ويقدمها إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان إسنادا ونصرة لشعبنا الفلسطيني في مواجهة جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحقه.. نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الإرادة وثبات الرؤية التي تجمع بين قوى المقاومة في فلسطين ولبنان وباقي قوى المنطقة”.
حماس تُرحب
من جانبها رحبت حركة “حماس” الفلسطينية، اليوم الأربعاء، باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان مع “إسرائيل”، مؤكدة استعدادها للتعاون من أجل التوصل لاتفاق مماثل ينهي الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023. وقالت “حماس”، في بيان”معنيون بوقف العدوان على شعبنا ضمن محددات وقف العدوان على غزة التي توافقنا عليها وطنياً، وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقية وكاملة”.
وأضافت: “قبول العدو بالاتفاق مع لبنان دون تحقيق شروطه التي وضعها، هو محطة مهمّة في تحطيم أوهام (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بتغيير خارطة الشرق الأوسط بالقوة، وأوهامه بهزيمة قوى المقاومة أو نزع سلاحها”. وتابعت: “مطمئنون إلى استمرار محور المقاومة في دعم شعبنا، وإسناد معركته بشتى الوسائل الممكنة”.
بين التفاؤل والتشكيك
وبحسب خبراء فإن التطورات الأخيرة المتعلقة بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان إلى مشهد مختلط من التفاؤل والتشكك، حيث تلعب الولايات المتحدة دورا محوريا في التوسط في المناقشات، وقال الكاتب الأردني عريب الرنتاوي إن لبنان توفر له عوامل الدفع باتجاه إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار والأعمال العدائية، ما لم يتوفر لغزة وشعبها ومقاومتها، والأرجح أن الحرب على غزة، ستتوالى فصولًا، وستترحل جهود الوساطة ومبادرات التسوية، إلى مرحلة استلام ترامب مقاليد البيت الأبيض، وبلورة خطة أميركية جديدة، لا تلحظ الوضع في القطاع المحاصر والمدمر فحسب، بل ربما مستقبل القضية الفلسطينية بشمولها.
وبينما حظي الاتفاق بتأييد دولي وفي أوساط القيادات الإسرائيلية، أبدى قادة “حزب الله” دعماً مؤقتاً للاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، وهو ما يضع الأمل في انعكاسه إيجاباً على لبنان، وأعاد طرح أسئلة صعبة في منطقة تعصف بها الصراعات، وخصوصاً عن الرابح والخاسر في المعركة التي أدت لمقتل قادة “حزب الله” من الصف الأول، وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله.
وفي مؤتمر صحفي من الضاحية الجنوبية لبيروت قال نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي: “صمود المقاومة في الجنوب أفشل العدو وأفشل العدوان على الشرق الأوسط أيضا، وقال إن ما جرى اليوم هو انتصار للأمن القومي العربي، كما توجه للرأي العام اللبناني بالقول “إنه عندما يفشل العدو في تحقيق أهدافه ويصل إلى نقطة الاستعصاء العسكري فهذا هو الانتصار”.
وتابع: تحية لبيئة المقاومة التي صمدت وصبرت وكانت وفية ومضحية في سبيل دعم المقاومة وصمودها ونحن أوفياء لهذه البيئة، كما سنتابع موضوع الأسرى كما موضوع إعادة الإعمار، وعن القضية الفلسطينية، قال:”كيفية استمرار دعمنا لفلسطين أمر يُقرر في حينه”.