البرهان ينفي أي تسوية مع الدعم السريع ويؤكد عزم الجيش على القضاء على التمرد
نفى رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، صحة الأنباء التي تم تداولها بشأن وجود أي تسوية أو مفاوضات مع قوات الدعم السريع في سياق النزاع المستمر في السودان.
وأكد البرهان أن الجيش ماضٍ في حربه ضد ما وصفه بـ “التمرد” وأنه لا مجال لأي تسوية مع هذه القوات التي وصفها بـ “الميليشيا الإرهابية”.
جاء ذلك خلال مشاركته في “مؤتمر قضايا المرأة بشرق السودان” الذي أقيم في مدينة بورتسودان يوم الاثنين، حيث أوضح البرهان في منشور نشر على صفحة مجلس السيادة عبر فيسبوك أنه لا يوجد أي حديث حقيقي أو دعوة لعقد مؤتمر للقوى السياسية
كما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام. وأضاف أن ما يروج من شائعات حول وجود تسوية مع أي جهة سياسية لا أساس له من الصحة تمامًا.
كما شدد البرهان على أن القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى تتقدم بثبات وبعزيمة قوية نحو القضاء على “التمرد” الذي قادته قوات الدعم السريع. وأكد أن الجيش يواصل حربه ضد هذه الميليشيا الإرهابية التي تسببت في العديد من الأزمات في البلاد. وقال إن “باب التوبة والرجوع للحق مفتوح أمام كل من وضع السلاح وجنح للسلم”، داعيًا إلى العودة إلى السلم من أجل تجنب المزيد من التصعيد.
وتتزامن تصريحات البرهان مع إعلان الجيش السوداني استعادة السيطرة على مقر الفرقة 17 في مدينة سنجة، والتي تعد حاضرة ولاية سنار وسط السودان. وكانت المدينة قد شهدت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الأسابيع الماضية، وهو ما جعلها من أبرز معاقل هذه القوات في تلك المنطقة. واعتبرت هذه السيطرة من قبل الجيش إنجازًا استراتيجيًا كبيرًا خاصة وأن سنجة تعد أول عاصمة ولائية يتمكن الجيش السوداني من استعادتها منذ اندلاع الحرب في البلاد في أبريل 2023.
وتتمتع مدينة سنجة بموقع جغرافي مهم، حيث تقع عند محور رئيسي يربط بين مناطق يسيطر عليها الجيش في شرق ووسط السودان. لذلك فإن استعادة السيطرة عليها تعتبر خطوة مهمة في إعادة تموضع القوات المسلحة السودانية وتعزيز قدرتها على مواجهة قوات الدعم السريع في عدة مناطق أخرى.
وفي سياق الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب، كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن تأثير النزاع العسكري الذي يدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام. فقد أدى هذا النزاع إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، بينهم 3.1 مليون نزحوا خارج البلاد. هذا النزوح الواسع قد أسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مما جعل البلاد تواجه تحديات ضخمة على الصعيدين الإنساني والاجتماعي.
ويؤكد البرهان في تصريحاته أنه لا يوجد أي حل سياسي أو تفاوض مع قوات الدعم السريع في الوقت الحالي، وأن الجيش السوداني سيستمر في جهوده لتطهير البلاد من ما وصفه بـ “التمرد” وتحرير الأراضي السودانية من قبضة الميليشيات المسلحة. كما أشار إلى أن الجيش السوداني يتحرك وفقًا لما وصفه بـ “الشرعية الوطنية” ويعتبر نفسه المدافع عن الدولة والشعب السوداني ضد أي تهديدات قد تتعرض لها البلاد.
ورغم محاولات بعض الأطراف السياسية التفاوض مع قوات الدعم السريع، إلا أن الجيش السوداني بقيادة البرهان يواصل التأكيد على أن أي عملية تفاوضية يجب أن تكون مشروطة بتسليم السلاح وعودة قوات الدعم السريع إلى المسار السلمي، مؤكدًا أن لا مجال للتفاهم مع من وصفهم بالعناصر المتمردة.