حزب الله يضرب أهدافاً دقيقة في الأراضي المحتلة ويستهدف تجمعات للجيش الإسرائيلي
في تصعيد جديد يعكس تصاعد المواجهات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية على الجبهة اللبنانية، أعلن حزب الله عن تنفيذ سلسلة من الهجمات المركزة ضد أهداف إسرائيلية في مناطق مختلفة، حيث استهدفت مجموعة من الطائرات المسيّرة الانتحارية عدداً من المواقع العسكرية الإسرائيلية المتمركزة في مستوطنة “كابري” وبعض البلدات القريبة.
وقد تم استهداف تجمعات لآليات الاحتلال في “يارين” والعديد من المواقع الأخرى بدقة متناهية مما أسفر عن إصابات مباشرة في صفوف الجنود الإسرائيليين.
في تفاصيل الهجمات التي نفذها الحزب باستخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية، تم توجيه ضربة قوية إلى أحد المواقع التي يتخذها الجنود الإسرائيليون كمكان للتمركز في مستوطنة “كابري”، وذلك بواسطة طائرة مسيّرة من طراز انتحاري.
الهجوم أسفر عن تدمير جزئي للموقع وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وهو ما يعكس قدرة حزب الله على تنفيذ هجمات مركزة ضد مواقع حيوية ومؤثرة داخل العمق الإسرائيلي.
كما أعلن حزب الله عن استهدافه تجمعات لآليات عسكرية إسرائيلية في بلدة “يارين”، حيث كانت القوات الإسرائيلية قد وضعت هذه الآليات في منطقة مفتوحة. وتم استهدافها بشكل مباشر بواسطة مسيّرة انقضاضية أخرى، مما أسفر عن تدمير بعض من هذه الآليات.
يضاف إلى ذلك تنفيذ هجوم آخر على تجمعات إسرائيلية في كل من “كفاريوفال” وجنوب مدينة الخيام في لبنان، وذلك بواسطة مزيج من الطائرات المسيّرة والصواريخ من نوعية عالية الدقة.
وبحسب البيان الذي أصدره حزب الله، فإن هذه الهجمات تأتي في سياق رد الحزب على العمليات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، حيث يعزز الحزب من قدراته العسكرية لاستهداف أي تحركات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية أو بالقرب منها.
وقد أشار البيان إلى أن الهجمات كانت قد حققت أهدافها بدقة شديدة، مما يعكس مستوى عالٍ من التنسيق والتخطيط بين القوات العسكرية للحزب.
وتزامنت هذه الهجمات مع تقارير من مصادر لبنانية رفيعة المستوى تحدثت عن وجود مفاوضات دبلوماسية جارية بين الولايات المتحدة وفرنسا حول إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان. ووفقاً لمصادر رويترز، فإن هناك توقعات بإعلان قريب من الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن وقف إطلاق النار في لبنان في غضون الساعات الـ 36 القادمة.
تأتي هذه التقارير في وقت حساس بالنسبة للوضع الأمني في لبنان، حيث تتزايد الضغوط الدولية على الأطراف المعنية لتهدئة الوضع وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في المنطقة.
المصادر اللبنانية التي تحدثت لرويترز أكدت أن القرار المرتقب قد يساهم في تخفيف حدة التصعيد العسكري المستمر بين حزب الله وإسرائيل منذ فترة، في ظل الوضع الإنساني المتدهور في المناطق الحدودية اللبنانية والتوقعات بتفاقم الأوضاع الأمنية في حال استمرار التصعيد.
كما أضافت المصادر أن الأطراف الدولية تبذل جهوداً مكثفة لاحتواء الوضع ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
من جهة أخرى، أشار محللون سياسيون إلى أن هذه الهجمات التي نفذها حزب الله تظهر تطوراً ملحوظاً في قدرات الحزب العسكرية، خاصة فيما يتعلق باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجهة بدقة.
كما أن هذه الهجمات تأتي في وقت حساس بالنسبة للمستقبل السياسي والأمني للبنان، حيث يواجه البلد ضغوطات اقتصادية وأمنية متزايدة في ظل الحرب المستمرة في المنطقة.
على الرغم من الضغوط الدولية والمحلية من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار، إلا أن المواقف داخل لبنان تبدو غير موحدة. حيث يستمر حزب الله في تصعيد عملياته العسكرية ضد إسرائيل كجزء من استراتيجيته في الدفاع عن سيادة لبنان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. في المقابل، تبدو إسرائيل متشبثة بمواقفها الأمنية في المنطقة الجنوبية، مما يزيد من تعقيد عملية التهدئة.
وتجدر الإشارة إلى أن حزب الله قد أكد مراراً على أن العمليات العسكرية التي ينفذها هي جزء من رد فعل مشروع على الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد لبنان، وأنه لن يتوقف عن تنفيذ المزيد من الهجمات ضد أي أهداف إسرائيلية تستهدف أمن لبنان وشعبه.
وقد أضافت المصادر نفسها أن الحزب يستعد للقيام بالمزيد من الهجمات، وهو ما يشير إلى احتمال استمرار التصعيد في الأيام المقبلة.
إن التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل يعكس تعقيد الوضع الأمني في لبنان والمنطقة، حيث يستمر الطرفان في تنفيذ هجماتهم على الرغم من الدعوات الدولية لوقف القتال.
بينما تترقب العواصم الكبرى مثل واشنطن وباريس تطورات الأوضاع عن كثب، وسط تقارير تشير إلى إمكانية حدوث تحول في المواقف الدولية من خلال الإعلان عن وقف إطلاق النار في المستقبل القريب.