الغموض يكتنف وفاة الملحن محمد رحيم وسط اتهامات بشبهة جنائية وتأجيل الجنازة
التكهنات حول وفاة الملحن محمد رحيم لا تزال تتصاعد في ظل تضارب التصريحات والأنباء بين أفراد أسرته والمقربين منه، وبين نتائج التحقيقات الأولية التي نشرتها الجهات المعنية، ليبقى التساؤل الأبرز هل كانت وفاة رحيم طبيعية أم أن هناك شبهة جنائية تحيط بهذه الحادثة الغامضة؟ وسط مطالبات عائلته بتحقيق العدالة ورفع الغموض عن ملابسات ما جرى للفنان الراحل.
وفاة الملحن محمد رحيم أثارت صدمة واسعة في الوسط الفني والجماهير المصرية، خصوصًا مع التفاصيل المثيرة التي رافقت وفاته والشكوك التي بدأت تتراكم حول الأسباب الحقيقية لرحيله، حيث أظهر التقرير الطبي الأولي وجود انتفاخ كبير في منطقة البطن، ما يشير بوضوح إلى أن الوفاة حدثت قبل أكثر من 24 ساعة من العثور على الجثمان، وهذه التفصيلة أثارت القلق وزادت من التساؤلات حول سبب التأخير في اكتشاف الوفاة. إلى جانب ذلك، أشار التقرير إلى وجود زرقة شديدة في الوجه وخروج دم من الأنف، وهي علامات تؤكد أن هناك ما هو غير طبيعي في الوفاة.
لكن هذا ليس كل شيء فقد كشف الفحص المبدئي أيضًا عن وجود جرح بزاوية الفم اليسرى، إلى جانب خدوش وآثار كدمات على الساعد الأيسر وخربشات بكف اليد اليمنى، هذه العلامات التي بدت غريبة دفعت شقيقه الأكبر طاهر رحيم إلى التقدم ببلاغ رسمي إلى الجهات الأمنية، مؤكدًا وجود شبهة جنائية في وفاة شقيقه، وهو ما تسبب في تأجيل تشييع الجثمان الذي كان مقررًا ظهر يوم السبت الماضي.
وفيما لا تزال التحقيقات جارية، تضاربت الروايات بشكل واضح حول حقيقة ما جرى، فقد صرح مصدر مقرب من الراحل أنه تواصل مع أحد المسؤولين الذين يجرون التحقيقات في الواقعة وأكد له عدم وجود شبهة جنائية في الوفاة بناءً على إعادة الكشف الظاهري على الجثمان، مشيرًا إلى أن النتائج لم تُظهر أي علامات تؤكد أن الوفاة كانت غير طبيعية. وأضاف المصدر أن شقيق الملحن الراحل لديه شكوك حول ظروف الوفاة وطالب بإجراء تشريح للجثمان، إلا أن النيابة العامة لم تصدر أي قرار في هذا الشأن حتى الآن.
وتعززت الشكوك المحيطة بالوفاة بعدما جرى التحقيق مع عدد من الأشخاص المقربين من الملحن الراحل، وعلى رأسهم زوجته وسائقه الشخصي، حيث كان الأخير هو أول من اكتشف الوفاة، إضافة إلى حارس العقار الذي كان يقيم فيه رحيم، لكن حتى اللحظة لم تخرج أي نتائج نهائية من هذه التحقيقات.
وفي خضم هذه الفوضى والغموض، أعلن الفنان تامر حسني عبر حسابه على إنستغرام تأجيل جنازة رحيم، مؤكدًا أن صلاة الجنازة التي كانت مقررة لن تُقام في اليوم الذي تم الإعلان عنه سابقًا، وأن موعدها سيتم تحديده لاحقًا من قبل شقيق الراحل، ليزداد الانتظار والترقب حول ما سيكشفه القضاء والجهات الأمنية عن الحقيقة.
في سياق متصل، لا يمكن تجاهل أن الملحن محمد رحيم عاش السنوات الأخيرة من حياته وسط أزمات متكررة، إذ عانى من تجاهل وتهميش من بعض زملائه في الوسط الفني، وهو ما زاد من معاناته النفسية وأثر على حالته الصحية. ورغم النجاحات التي حققها عبر ألحانه التي ساهمت في مسيرة عدد من النجوم، إلا أنه كان يشعر دائمًا بعدم حصوله على حقه الأدبي والمعنوي، وهو ما أدى إلى تفاقم حالته الصحية وأصيب على إثر ذلك بذبحة صدرية في يونيو الماضي، دخل على إثرها إلى المستشفى وظل في غرفة العناية المركزة لعدة أيام قبل أن يتعافى جزئيًا.
ولكن تلك الأزمة الصحية لم تكن سوى مقدمة لنهاية حزينة، حيث توفي محمد رحيم عن عمر ناهز 45 عامًا، بعد أن وافته المنية داخل منزله وفي أحضان أسرته فجر يوم السبت الماضي، وهو اليوم الذي بدأ فيه الجدل الواسع حول أسباب وفاته الحقيقية.
المجتمع الفني المصري والجماهير التي تابعت مسيرة الملحن الراحل بقلوب محبة، تنتظر الآن بفارغ الصبر نتائج التحقيقات الرسمية، بينما تتزايد المطالبات بالكشف عن كل الملابسات التي أحاطت بوفاته، وخصوصًا أن الشبهات الجنائية لم تُستبعد بشكل كامل بعد، لا سيما مع التضارب في الروايات وتعدد الأشخاص الذين قد يكون لهم دور في الحادثة.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع نتائج التحقيقات، يبقى السؤال الأكبر مطروحًا دون إجابة مؤكدة، هل رحيل محمد رحيم كان نتيجة أزمة صحية متوقعة بعد معاناته من التهميش والضغوط النفسية؟ أم أن هناك ما هو أبعد من ذلك يتطلب كشفًا وتدقيقًا من الجهات المعنية لإعادة الطمأنينة لعائلته ومحبيه؟
الملحن محمد رحيم، الذي أبدع وأثّر في الساحة الفنية المصرية والعربية بألحانه المميزة، لم يكن يتوقع أن تكون نهايته بهذا الشكل، حيث تحيط به الشبهات والشكوك، وهو ما يجعله اليوم حديث الشارع الفني والإعلامي، في انتظار الحقيقة التي قد تكون مؤلمة للبعض لكنها ضرورية للجميع.