تقاريرعربي ودولى

الجيش السوداني يستعيد سنجة ويؤكد مواصلة تطهير البلاد من الميليشيات المتمردة

ضمن سلسلة الانتصارات التي حققها الجيش السوداني في الفترة الأخيرة في معركته ضد قوات الدعم السريع تمكنت القوات المسلحة السودانية من استعادة السيطرة الكاملة على مقر الفرقة 17 مشاة في مدينة سنجة جنوب شرق البلاد

وذلك بعد معارك عنيفة خاضها الجيش ضد الميليشيات المتمردة المعروفة باسم قوات الدعم السريع والتي كانت قد سيطرت على المدينة لفترة وجيزة ونتيجة لهذه المعارك أعلنت القوات المسلحة عبر منصاتها الرسمية عن هذا الانتصار الكبير الذي وصفته بالخطوة الحاسمة نحو تحرير كامل تراب السودان من سيطرة الميليشيات الإرهابية

وفي بيان مصور نشره الجيش السوداني على منصة إكس ظهر الجنود وهم يحتفلون بتحرير مقر الفرقة 17 في سنجة وجاء في الفيديو أن القوات المسلحة وبالتعاون مع باقي القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على المدينة وأن العمليات مستمرة لتطهير كل شبر من الأراضي السودانية التي كانت تحت سيطرة هذه الميليشيات الخارجة عن القانون

وقد جاء في نص الفيديو عنوان يحمل رسالة حاسمة “القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من داخل رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة على طريق تطهير كامل تراب الوطن من ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة”

بدوره ظهر رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان من داخل مدينة سنجة ليعلن أن الجيش لن يتوقف حتى تحرير كل الأراضي السودانية التي دنستها هذه الميليشيات المجرمة حيث أكد البرهان أن الانتصارات الأخيرة ليست سوى البداية وأن الهدف النهائي هو دحر ميليشيا الدعم السريع بشكل كامل من كافة المناطق التي تواجدت فيها

وأضاف قائلاً “هذا النصر نهديه لشعبنا العظيم الذي عانى طويلاً من ويلات الحرب والدمار والقتل والتشريد على يد ميليشيا آل دقلو الإرهابية التي استهدفت وحدة البلاد وقامت بجرائم مروعة ضد الإنسانية في حق أبناء السودان”

البرهان أكد في تصريحاته أيضاً على أن الجيش السوداني يمتلك الإرادة القوية والعزم الصلب لتطهير البلاد بالكامل من هذه الميليشيات المسلحة التي تسعى لتمزيق وحدة السودان وتفتيت نسيجه الاجتماعي

وتحدث البرهان بلغة حازمة عن ضرورة حماية سيادة الوطن قائلاً “سنواصل العمليات العسكرية حتى نعيد الاستقرار إلى كافة المناطق المتضررة ونقضي على آخر فلول هذه العصابات الإرهابية التي دمرت مقدرات الشعب السوداني وعاثت فساداً في مختلف أنحاء البلاد”

يذكر أن مدينة سنجة كانت قد شهدت معارك شرسة في أواخر يوليو الماضي حين تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة عليها بعد قتال استمر لثلاثة أيام وانسحاب قوات الجيش من المدينة في ذلك الوقت ولكن الجيش السوداني عاد لاحقاً لينفذ هجوماً مضاداً ويستعيد السيطرة على المدينة في إطار حملة عسكرية أوسع تهدف إلى تطهير كافة المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات

ووفقاً لمصادر ميدانية فإن الجيش السوداني نفذ هجومه الأخير على سنجة بعد أن حاصر المدينة من ثلاثة محاور رئيسية واستطاع من خلال هذا الحصار دفع قوات الدعم السريع إلى اتخاذ مواقع دفاعية في محاولة لصد تقدم الجيش إلا أن القوات المسلحة السودانية كانت قد استعدت جيداً لهذه المعركة وتمكنت من اختراق الدفاعات وتوجيه ضربات موجعة لقوات الدعم السريع ما أجبرها في النهاية على التراجع والانهيار في مواجهة القوة النارية الكثيفة التي استخدمها الجيش السوداني

من جهة أخرى قال مصدر في قوات الدعم السريع إن القيادة الميدانية للقوات أصدرت أوامر بالانسحاب من مدينة سنجة دون توضيح الوجهة التي تم سحب القوات إليها وجاء هذا القرار حسب المصدر نتيجة لتقدير القيادة للموقف العسكري ولتجنب وقوع خسائر أكبر في صفوف القوات التي كانت تعاني من ضغط عسكري مكثف من قبل الجيش

الانسحاب من سنجة يمثل ضربة جديدة لقوات الدعم السريع التي شهدت في الأسابيع الماضية سلسلة من الهزائم الميدانية في مختلف الجبهات ما أدى إلى تراجع نفوذها بشكل كبير وخسارتها لمواقع استراتيجية كانت تسيطر عليها منذ بداية الصراع وفيما يعتبر الجيش السوداني هذه الانتصارات مؤشراً على انهيار الميليشيات المتمردة بشكل تدريجي تؤكد مصادر مستقلة أن الصراع ما زال بعيداً عن نهايته وأن الميليشيات لا تزال قادرة على شن هجمات مضادة في مناطق أخرى من البلاد

ورغم أن الجيش السوداني يحرز تقدماً على الأرض إلا أن التحديات لا تزال كبيرة حيث تتطلب المرحلة القادمة جهداً مكثفاً لتأمين المناطق المحررة وضمان عدم عودة الميليشيات إليها بالإضافة إلى مواجهة التحديات الإنسانية الكبيرة التي خلفها الصراع حيث يعاني المدنيون في المناطق المتضررة من نقص حاد في المواد الأساسية وخدمات الرعاية الصحية والتعليم

وفي هذا السياق طالب البرهان المجتمع الدولي بتقديم الدعم العاجل للسودان لمساعدته في إعادة الاستقرار إلى البلاد وتعزيز قدراته في مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية وأكد أن الحكومة السودانية لن تتوانى عن طلب المساعدة من الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الأمن والسلام في البلاد بعد أن أثبتت قوات الجيش قدرتها على دحر الميليشيات المتمردة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى