في هذه الأوقاتِ العصيبةِ التي تمرُّ بها المنطقةُ، بل العالمُ أجمع، وفي ظلِّ التهديداتِ المستمرةِ بقربِ التحوُّل من صراعٍ إقليميٍّ بالمنطقةِ إلى ربما صراعٍ دوليٍّ، يجبُ على الأنظمةِ أن تُراجِعَ علاقَتَها بشعوبِها، وأن تنظرَ بعينِ الاعتبارِ إلى تقويةِ وتماسكِ الجبهةِ الداخلية.
من هذا المنطلقِ، أَحْسَبُ أنَّه قد حانَ الوقتُ للنظامِ في مصرَ أن يُعيدَ النظرَ في قضايا البلادِ الداخلية، خاصةً تلك التي تُمثِّلُ شَرْخًا في جدارِ المجتمعِ، وأهمُّها ملفُّ المعتقلين منذ عامِ 2013.
إنَّ وجودَ الآلافِ من المعتقلين في السجونِ يُشكِّلُ شَرْخًا في جدارِ الجبهةِ الداخلية. هؤلاء المعتقلونَ وأهلُهم وذووهم، ومن تأثَّرَ بغيابِهم ماديًّا أو معنويًّا، أعدادُهم ليست بالقليلة. والكلُّ يعلمُ أنَّ الخلافَ مع هؤلاء المعتقلين خلافٌ سياسيٌّ مهما قيلَ عن كونِها قضايا جنائيةً وليست سياسية. القاصي والداني، وحتى أتباعُ النظامِ، يعلمونَ الحقيقة.
لقد آنَ الأوانُ أن يخرجَ هؤلاء إلى أهلِهم وذويهم، وأن يتنسموا هواءَ الحريةِ الذي غُيِّبوا عنه سنواتٍ عديدة.
إنَّ العاقلَ مَنْ يستشرفُ المستقبلَ، ويستعدُّ له، ويتفادى المخاطرَ قبلَ حدوثِها.
لقد تابعنا قرارَ رفعِ أسماءِ 716 اسمًا من قوائمِ الإرهابِ والكياناتِ الإرهابية. ولا يمكنُ النظرُ إلى هذا القرارِ إلَّا بإيجابيةٍ، واعتبارِهِ رسالةً جيِّدةً يمكنُ البناءُ عليها.
ولذلك أَحْسَبُ أنَّه أيضًا قد حانَ الوقتُ للنظرِ في ملفِّ المعتقلين، والتعاملِ معه بنفسِ الإيجابية. الفائزُ في النهايةِ هو الوطنُ، الذي يَقوى بوحدةِ أبنائِهِ وتجمُّعِهم حولَ قوتِهِ وتوحُّدِهِ.
أتمنى أن تسودَ روحُ التفاهمِ، وأن نصلَ إلى حلولٍ إيجابيةٍ، وأن تتوقفَ لغةُ التحريضِ والعداءِ من جميعِ الأطراف، وأن يتحكَّمَ العقلاءُ في إدارةِ المشهدِ لنَنْجو جميعًا وينجو وطنُنا. وما ذلكَ على اللهِ بعزيزٍ.