تقاريرصحافة عبرية

تحقيق قناة 12 العبرية يكشف عن خطة اغتيال يحيى السنوار قبل طوفان الأقصى

تكشفت تفاصيل مثيرة في تحقيق جديد لقناة 12 العبرية يكشف عن خطة كانت معدة بعناية لشن ضربة ضد حركة حماس في قطاع غزة وذلك من خلال استهداف شخصيات بارزة في الحركة وعلى رأسهم يحيى السنوار، القائد العام لحركة حماس في قطاع غزة، بالإضافة إلى قادة آخرين في الحركة،

وذلك قبل ستة أيام من الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، وهو الهجوم الذي غير المعادلة الأمنية في المنطقة وترك إسرائيل في حالة صدمة.

في 1 أكتوبر الماضي، كان رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، في ذلك الوقت، قد وضع أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة محكمة لاغتيال كبار قادة حماس.

الخطة التي كانت تتمحور حول تصعيد العمليات العسكرية ضد غزة كان الهدف الرئيسي منها هو تنفيذ عملية اغتيال محددة الهدف لعدد من أبرز قادة حماس. كان في مقدمة هؤلاء القادة المطلوبين يحيى السنوار الذي كان يشكل بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية هدفًا إستراتيجيًا رئيسيًا بسبب دوره الكبير في قيادة الحركة وتنظيم العمليات العسكرية ضد إسرائيل.

وتأتي هذه التفاصيل لتثير تساؤلات كبيرة حول توقيت تحرك الحكومة الإسرائيلية على المستوى الأمني، خصوصًا وأن هذه الخطة كانت قد وضعت قبل ستة أيام فقط من الهجوم الذي قامت به حماس في 7 أكتوبر.

وهو الهجوم الذي وقع في الوقت الذي كانت إسرائيل فيه تستعد لعملية عسكرية قد تكون قادرة على تغيير ميزان القوى في غزة والمنطقة. ومع ذلك فإن تطور الأحداث بشكل مفاجئ أسفر عن الهجوم الذي شكل صدمة غير متوقعة للدولة العبرية.

وفقًا للتقرير، فإن المسؤولين الإسرائيليين كانوا على علم دقيق بأن حركة حماس كانت بصدد الإعداد لعملية عسكرية واسعة ضد إسرائيل، لكنهم كانوا يعتقدون أنهم قادرون على تفادي ذلك من خلال تنفيذ ضربات استباقية ضد قادة الحركة. في هذا السياق، كانت الخطة المبدئية تركز على استهداف القيادات البارزة في حماس وخاصة السنوار، الذي كان يعتبر أحد الأهداف الأكثر إلحاحًا على قائمة المخابرات الإسرائيلية. وتحدث التقرير عن اجتماعات سرية بين كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين حيث تم بحث تنفيذ العمليات الهجومية بشكل دقيق بحيث يتم اختيار التوقيت المثالي للضربة.

عشية الهجوم الكبير في 7 أكتوبر، كان هناك استعدادات مكثفة داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتنفيذ الخطة المعدة. هذه الاستعدادات تضمنت جمع معلومات استخبارية حول مواقع وجود قادة حماس بما في ذلك السنوار، وإعداد فرق خاصة من الجيش والمخابرات لتنفيذ عمليات اغتيال دقيقة. وكشف التقرير أن هناك نقاشات دارت داخل الحكومة الإسرائيلية حول أبعاد هذه الضربة العسكرية واحتمالية تأثيرها على الوضع الداخلي في إسرائيل وعلاقتها مع السلطة الفلسطينية والدول العربية الأخرى.

ولكن ما فاجأ الجميع هو توقيت الهجوم الذي شنته حماس والذي كان في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تستعد لشن ضربات كبيرة ضد الحركة. الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر لم يكن مجرد هجوم بسيط بل كان ضربة عسكرية ضخمة شاركت فيها آلاف من عناصر حماس، وهو الهجوم الذي أسفر عن قتل المئات من الجنود الإسرائيليين وسقوط مئات القتلى من المدنيين الإسرائيليين. وبذلك كان الهجوم أكبر من أي توقعات كانت الحكومة الإسرائيلية قد وضعتها.

تساؤلات عديدة أثيرت حول مدى قدرة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على التعامل مع هذه المفاجآت، خاصة أن ما جرى في 7 أكتوبر يظهر خللاً كبيرًا في تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية. كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الهجوم الكبير على إسرائيل بينما كانت الأجهزة الأمنية تعد لعمليات اغتيال استباقية ضد قادة حماس؟ كيف تمكنت حماس من تنفيذ هذا الهجوم الضخم رغم أن إسرائيل كانت على علم بتحركاتها؟

كما أشار التقرير إلى أن هناك تباينًا في الآراء داخل الدوائر الأمنية الإسرائيلية بشأن طريقة التعامل مع حركة حماس. فبينما كان البعض يدفع نحو تصعيد العمليات العسكرية، كان آخرون يفضلون التركيز على محاولات التسوية أو الهدنة. ومع ذلك، فإن عملية اغتيال السنوار وقادة حماس كانت تُعد بمثابة خطوة حاسمة في مسار المواجهة بين الطرفين، وكان من المتوقع أن يكون لها تداعيات كبيرة على الصعيدين العسكري والسياسي.

المفاجأة الكبرى تكمن في حقيقة أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي قد وضع خطته هذه قبل أيام فقط من الهجوم الكبير الذي شنته حماس، وهو ما يعكس الفجوة الكبيرة بين التحليل الأمني الإسرائيلي وبين الواقع الذي أفرزته الأحداث على الأرض. وكان من المثير أن الخطة التي كانت تسعى إلى الحد من قوة حركة حماس وتعطيل عملياتها، قد أظهرت في النهاية عجزًا إسرائيليًا في مواجهة تحركاتها الاستباقية.

وتكشف هذه التفاصيل عن جوانب مظلمة في كيفية اتخاذ القرارات الأمنية في إسرائيل، حيث تثار الأسئلة حول الكيفية التي يتم بها التقييم الأمني واتخاذ القرارات الاستراتيجية في ظل ظروف غير مسبوقة. فعلى الرغم من الجهود المكثفة للاستعداد لعمليات عسكرية ضد حماس، إلا أن المفاجأة الكبرى كانت أن حماس استطاعت التحضير والتخطيط للهجوم الذي وضع إسرائيل في وضع غير مستقر بل وأدى إلى فقدان الأرواح والموارد بشكل غير مسبوق.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى