تقاريررياضة

اشتباكات حادة في نادي الزمالك تكشف صراعات مجلس الإدارة وتعصف باستقرار النادي

شهد نادي الزمالك في الأيام الأخيرة أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات التي يعاني منها النادي في ظل الإدارة الحالية، حيث انفجر الخلاف الداخلي بين أعضاء مجلس الإدارة خلال اجتماع طارئ للمجلس، وهو ما أظهر عمق التوترات التي تحاصر النادي وتعرقل استقراره وتكشف مدى تفشي الخلافات الشخصية بين الأعضاء بعيدًا عن مصلحة النادي.

المشادة الكلامية التي نشبت بين عضوي المجلس هاني شكري ومحمد طارق لم تكن مجرد خلاف عابر بل كانت إحدى علامات الانقسامات الخطيرة التي تهدد بانهيار النظام الإداري للنادي العريق.

الإعلامي هاني حتحوت، وخلال برنامجه “الماتش” على قناة “صدى البلد”، أكد صحة وقوع الحادثة، مشيرًا إلى أن الأزمة تفجرت بسبب اعتراض محمد طارق على مستوى ملابس لاعبي الزمالك أثناء معسكرهم في برج العرب، وهو ما أثار حفيظة هاني شكري الذي رد على طارق بحدة، ما دفع الأخير إلى رفض الطريقة التي تحدث بها شكري، وكادت الأمور أن تتفاقم إلى اشتباك جسدي لولا تدخل بعض أعضاء المجلس لتهدئة الأوضاع.

هذا الحدث الذي وقع خلف الأبواب المغلقة في اجتماع مجلس الإدارة يعكس مدى هشاشة الوضع الداخلي لنادي الزمالك في ظل الانقسامات والاختلافات العميقة بين أعضائه.

غياب رئيس النادي حسين لبيب عن هذا الاجتماع أثار العديد من التساؤلات حول مدى تأثير قيادته في تلك اللحظة الحرجة، خصوصًا أن الاجتماع عُقد بناءً على دعوة من لبيب لمناقشة القضايا العاجلة التي تواجه النادي.

ولعل غيابه في مثل هذا الوقت الحساس أضاف تعقيدًا آخر على الموقف، حيث كان من المفترض أن يكون حاضراً للسيطرة على الموقف وإدارة الخلافات. وفقًا لما نقله حتحوت، فإن لبيب أعرب لاحقًا عن استيائه الشديد من الواقعة، واعتبر أن ما حدث من تصرفات الأعضاء يمثل إهانة للنادي أمام الرأي العام.

الخلافات في وجهات النظر بين الأعضاء لم تتوقف عند النقاش حول ملابس اللاعبين، بل امتدت لتشمل قضايا أخرى تتعلق بإدارة الفرق الناشئة في النادي، وعلى رأسها فريق 2003.

محمد طارق، الذي كان لديه موقف صارم بشأن عدم الاستغناء عن لاعبي هذا الفريق وأهمية وجودهم ضمن معسكر برج العرب، اعتبر أن بعض القرارات المتخذة بحق هذا الفريق قد تضر بمستقبل النادي. هاني شكري لم يكن متفقًا مع طارق في هذا الشأن، وهو ما عمّق الخلاف بينهما وأدى إلى تراشق لفظي كاد أن يتحول إلى مواجهة جسدية.

ما حدث في هذا الاجتماع لم يكن مجرد خلاف عادي بين أعضاء مجلس إدارة نادٍ رياضي، بل هو جزء من سلسلة أزمات مستمرة تلاحق نادي الزمالك منذ فترة، وأبرزها الأزمة المالية التي أدت إلى تأخر سداد مستحقات اللاعبين، على رأسهم سيف الدين الجزيري.

فضلاً عن تجميد مدير الكرة السابق عبد الواحد السيد بعد مشادته مع أحمد سليمان، عضو آخر في مجلس الإدارة. هذه الأزمات التي تظهر بشكل متكرر تعكس حالة من الفوضى والانقسامات العميقة داخل المجلس، وهو ما يعرقل أي محاولات لإعادة الاستقرار إلى النادي.

الواقعة التي دارت في الاجتماع شهدت أيضًا تدخل عضو ثالث داخل المجلس، والذي انحاز إلى جانب هاني شكري في مواجهة محمد طارق.

وبدلاً من أن يسهم هذا التدخل في تهدئة الوضع، زاد من تأجيج التوتر بين الأعضاء، ما استدعى تدخل المزيد من أعضاء المجلس الذين حاولوا جاهدين تهدئة الأوضاع ومنع تطور الأمور إلى اشتباك بالأيدي. ورغم أن المشادة لم تصل في النهاية إلى العنف الجسدي، إلا أن التراشق اللفظي كان كافيًا لكشف حجم الانقسامات الداخلية.

هذه الخلافات الداخلية في المجلس، إلى جانب غياب القيادة الفعالة في الأوقات الحرجة، تضعف من قدرة النادي على مواجهة الأزمات الخارجية التي تحاصره، سواء كانت مالية أو إدارية. حسين لبيب، الذي حاول لاحقًا تهدئة الأجواء من خلال دعوته لأعضاء المجلس لضبط النفس، يبدو عاجزًا عن السيطرة على الانقسامات المتزايدة بين الأعضاء، خاصة وأن الأزمة التي نشبت انتشرت سريعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث الجميع.

التحركات الأخيرة داخل مجلس الإدارة تشير إلى أن هناك تفكيرًا جديًا في تجميد محمد طارق من المجلس، بعد أن كان هو الطرف الذي تم تحميله جزءًا من المسؤولية عن تصاعد التوترات. هذا التوجه بتجميد الأعضاء وإبعادهم عن المجلس لن يكون سوى حلاً مؤقتًا، وربما يزيد من تفاقم الخلافات ويؤدي إلى المزيد من الانشقاقات داخل الإدارة. الأزمة الحالية تعكس مشهدًا متكررًا من التوترات التي يعاني منها نادي الزمالك في ظل إدارة لم تستطع حتى الآن تحقيق التوافق اللازم لقيادة النادي نحو بر الأمان.

في ظل هذه الظروف، تتزايد التساؤلات حول قدرة المجلس الحالي على إدارة النادي بفعالية في ظل هذه الانقسامات، كما تتعالى أصوات بعض الجماهير الغاضبة التي ترى أن ما يحدث داخل النادي ليس إلا جزءًا من مخطط أوسع لتدمير النادي العريق. ففي الآونة الأخيرة، انتشرت تقارير عن قيام المجلس بتغيير بعض المرافق داخل النادي بشكل مثير للجدل، حيث تم إزالة السيراميك والبورسلين الذي كلف النادي ملايين الجنيهات واستبداله ببلاط أرصفة الشوارع، وهو ما أثار استياء عدد كبير من أعضاء النادي والجماهير.

ويبقى الوضع في نادي الزمالك معقدًا ويحتاج إلى تدخلات حاسمة لوقف التدهور الإداري والمالي الذي يعصف بالنادي منذ فترة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى