زيلينسكي يحذر من تأثير الهجمات الروسية على خطوط الإمداد الغذائية العالمية والأمن الغذائي
أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحذيرا صارما بشأن التصعيد الروسي المستمر في استهداف خطوط الإمداد الغذائية الحيوية التي ترتبط بها أوكرانيا مع العديد من دول العالم.
وأكد زيلينسكي أن روسيا تحاول بشكل متعمد تعطيل وصول الإمدادات الغذائية إلى الأسواق العالمية وهو ما يهدد بزيادة المعاناة الإنسانية وتفاقم الأزمات الاقتصادية في العديد من الدول التي تعتمد على الصادرات الأوكرانية.
وفي حديثه، أشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا تلعب دورا محوريا في تزويد العالم بكم هائل من السلع الغذائية التي تعتبر أساسية في توفير احتياجات شعوب العديد من الدول على مستوى العالم.
وبين أن الصادرات الأوكرانية تشمل كميات ضخمة من الحبوب والزيوت النباتية، بالإضافة إلى المنتجات الزراعية الأخرى التي تعد من المصادر الرئيسة لإمدادات الغذاء بالنسبة للكثير من الدول.
وأوضح الرئيس الأوكراني أن بلاده توفر كميات كبيرة من هذه الصادرات إلى دول تتأثر بشكل مباشر بالصراع الدائر في المنطقة، وفي مقدمتها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثل مصر التي تشهد بالفعل تأثيرات سلبية نتيجة لاضطراب الإمدادات الغذائية بسبب الهجمات الروسية المستمرة على الموانئ والمناطق الحيوية.
من جهة أخرى، شدد زيلينسكي على أن أسعار المواد الغذائية في العديد من الأسواق حول العالم، وخاصة في البلدان النامية، تعتمد بشكل كبير على استقرار حركة الصادرات الأوكرانية.
وأكد أن أي خلل في هذه العملية يعني بالضرورة زيادات غير مسبوقة في الأسعار ما يؤدي إلى تضخم حاد في الأسواق العالمية ويشكل تهديدا أمنيا غذائيا حقيقيا على المجتمعات الضعيفة التي تعاني أصلاً من معدلات فقر مرتفعة.
كما أشار الرئيس الأوكراني إلى أن استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا يعرض النظام الغذائي العالمي لخطر جسيم، حيث إن موسكو تستمر في استهداف البنية التحتية الأساسية مثل موانئ البحر الأسود، مما يتسبب في تعطيل حركة الشحن البحري الضروري لتصدير المواد الغذائية.
وبيّن أن هذه الهجمات الروسية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وتزيد من صعوبة تأمين احتياجات الغذاء للملايين من البشر حول العالم.
وقال زيلينسكي إن ما يحدث ليس مجرد تهديد لأوكرانيا بل هو تهديد مباشر للسلامة الغذائية لكثير من الدول التي تعتمد على صادرات أوكرانيا من الحبوب والزيوت.
وأكد أن الحكومة الأوكرانية تبذل قصارى جهدها للتعامل مع هذه التحديات رغم الظروف القاسية التي تواجهها نتيجة للعدوان الروسي. ورغم هذه التحديات، أكد الرئيس الأوكراني أن بلاده تواصل تنفيذ خططها لضمان تصدير المواد الغذائية إلى الأسواق العالمية عبر طرق جديدة ومبتكرة رغم التعطيل المتكرر الذي يحدث بسبب الهجمات الروسية.
وأردف زيلينسكي قائلاً إن الاستهداف الروسي للبنية التحتية لأوكرانيا يمثل محاولة مباشرة لتهديد الأمن الغذائي العالمي. وأشار إلى أن هذه الهجمات تزيد من صعوبة تحقيق الاستقرار في أسواق الغذاء الدولية وقد تساهم في زيادة موجات الجوع والفقر في مناطق عديدة حول العالم، مشددا على أن الأمر لا يقتصر فقط على التأثير على أوكرانيا بل يمتد إلى جميع البلدان التي تعتمد على هذه الإمدادات الحيوية.
وفي سياق متصل، دعت الحكومة الأوكرانية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة التصعيد الروسي الذي يهدد بتدمير أسواق المواد الغذائية وتضخيم الأزمات الاقتصادية في العديد من الدول.
وأكدت أن هناك حاجة ملحة لتحركات دبلوماسية وعسكرية من قبل المجتمع الدولي لإجبار روسيا على وقف هذه الهجمات المدمرة التي تستهدف خطوط الإمداد العالمية. وشدد زيلينسكي على أن هذا التحدي يتطلب استجابة سريعة وحاسمة من كافة الأطراف المعنية لوقف التصعيد وضمان استمرار تدفق الغذاء إلى الأسواق العالمية.
من جانبها، أبدت العديد من الدول المتضررة من هذه الأزمة قلقها من استمرار الاضطرابات في الإمدادات الغذائية، حيث أعربت دول مثل مصر والسودان وبعض دول منطقة الشرق الأوسط عن مخاوفها من تأثير استمرار الحرب على القدرة على تأمين احتياجاتها من الغذاء، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار الحبوب والمواد الغذائية الأخرى.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا ستظل تسعى جاهدة لضمان استمرار تدفق صادراتها الغذائية إلى الأسواق العالمية، رغم الظروف الصعبة التي فرضها الهجوم الروسي على البلاد.
وذكر أن حكومة أوكرانيا تعمل على تعزيز قدراتها اللوجستية عبر فتح طرق بحرية جديدة وتوسيع قدرة الموانئ المتاحة لاستقبال السفن التجارية. لكنه في ذات الوقت أكد أن هذه الجهود لن تكون كافية إذا استمرت الهجمات الروسية على الموانئ الأوكرانية، وهو ما يشكل تهديدا للأمن الغذائي ليس فقط في الدول النامية بل أيضاً في الدول المتقدمة.
وأعرب زيلينسكي عن قلقه البالغ من التصعيد الروسي في استهداف خطوط الإمداد الحيوية للمواد الغذائية. وأكد أن الحلول السريعة تتطلب تحركا عالميا منسقا لمواجهة هذا التهديد، وضرورة توحيد الجهود في دعم أوكرانيا للحفاظ على استقرار الأسواق العالمية وضمان وصول المواد الغذائية إلى المناطق الأكثر احتياجاً حول العالم.