شهد مجمع إعلام بئر العبد في شمال سيناء انطلاقة جديدة للحملة الإعلامية التي تتبناها الهيئة العامة للاستعلامات في خطوة هامة نحو تجديد الجهود التوعوية والتثقيفية التي تهدف إلى مواجهة التحديات البيئية والصحية التي يواجهها الوطن في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.
هذه الحملة تأتي برعاية الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، وتستهدف نشر الوعي وتفعيل المشاركة المجتمعية في المبادرات الوطنية التي أطلقها الرئيس المصري في إطار تعزيز التوعية بقضايا البيئة والتغيرات المناخية.
أقيم اللقاء الإعلامي في قاعة التكنولوجية بمجمع إعلام بئر العبد يوم الأحد الموافق 24 نوفمبر 2024، وحمل اللقاء عنوان “آلية التعامل مع التغييرات المناخية على البيئة وعلى صحة وحقوق الإنسان”.
كان المتحدث الرئيس في اللقاء المهندس تامر عبد الكريم، مدير عام شئون البيئة بالوحدة المحلية لمركز ومدينة بئر العبد، الذي قدّم عرضًا تفصيليًا حول الآثار المدمرة للتغيرات المناخية على البيئة وحقوق الإنسان، وكيفية التصدي لهذه التحديات من خلال العديد من الإجراءات والابتكارات التي يمكن تطبيقها على المستويات الفردية والجماعية.
بدأ المهندس عبد الكريم حديثه بتعريف التغيرات المناخية وأسبابها. حيث أكد أن التغير المناخي يشير إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس التي تشهدها الأرض.
ورغم أن هذه التحولات قد تحدث بشكل طبيعي نتيجة للتغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة، إلا أن الأنشطة البشرية منذ القرن التاسع عشر أصبحت العامل الرئيسي في تسريع هذه التغيرات المناخية، خصوصًا نتيجة حرق الوقود الأحفوري من الفحم والنفط والغاز الطبيعي. وأوضح أن تلك الأنشطة أدت إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤثر سلبًا على الحياة على كوكب الأرض.
أشار عبد الكريم إلى أن العالم اليوم يواجه تحديات بيئية ضخمة نتيجة لهذه التغيرات المناخية، ولكن في ذات الوقت أكد على وجود حلول عملية يمكن أن تساعد في التخفيف من هذه الأزمة. من بين الحلول التي طرحها، كان التركيز على إعادة تدوير المواد القابلة للتدوير واستهلاكها بشكل مستدام، وكذلك التقليل من استخدام المواد الكيميائية التي تسبب التلوث البيئي.
كما دعا إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية في وسائل النقل المختلفة للحد من الاعتماد على المحروقات والمواد التي تلوث البيئة، فضلاً عن تبني مصادر الطاقة البديلة مثل تحويل النفايات إلى طاقة.
كما شدد عبد الكريم على أهمية التكنولوجيا والبيانات في مواجهة التغيرات المناخية. فالتكنولوجيا الحديثة يمكن أن تكون سلاحًا قويًا في مجال التنبؤ والتخطيط للحد من الآثار السلبية لتغيرات المناخ، إضافة إلى بناء أنظمة غذائية قادرة على الصمود في مواجهة التغيرات البيئية المستمرة.
وأوضح أن هذه التوجهات يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية وطنية تستهدف توفير حلول بيئية مستدامة ومرنة تحافظ على صحة الإنسان وحقوقه.
ثم انتقل المتحدث للحديث عن دور الفرد في مواجهة التغيرات المناخية. أكد أن الفرد يجب أن يكون شريكًا في هذه المعركة من خلال اتخاذ قرارات يومية تقلل من بصمته الكربونية.
وأوضح أن الخيارات الفردية تشمل العديد من المجالات مثل النظام الغذائي واختيار وسائل النقل، وكذلك استهلاك الطاقة داخل المنازل واختيار المنتجات الصديقة للبيئة. كما أشار إلى أن التفاعل مع القضايا المناخية من خلال المشاركة في الدعوات المحلية والسياسية أمر بالغ الأهمية لتحقيق التغيير المجتمعي المطلوب.
فيما يتعلق بالصحة العامة، تناول عبد الكريم الإجراءات اللازمة لحماية الإنسان من التغيرات البيئية الضارة التي تؤثر على الصحة العامة. وأشار إلى ضرورة تقليل استهلاك المياه من خلال إصلاح التسربات واستخدام الأجهزة الموفرة للمياه، إضافة إلى تعزيز ثقافة إعادة استخدام المياه.
كما أكد على أهمية استخدام المنتجات البيئية الصديقة، والتي لا تحتوي على مواد ضارة بالصحة. وأوضح أيضًا ضرورة التعامل مع النفايات بشكل آمن وصحيح من خلال تعزيز ممارسات إعادة التدوير والتخلص من النفايات الصلبة بطريقة تحافظ على البيئة وصحة المجتمع.
وفي الختام، تطرق عبد الكريم إلى المبادرة الوطنية التي أطلقتها مصر لمواجهة التغيرات المناخية، والتي تأتي في إطار الالتزام الوطني العميق بالتصدي للتحديات البيئية.
حيث أشار إلى مبادرة “المدن المصرية المستدامة” التي تم إطلاقها على هامش قمة المناخ التي استضافتها مصر في شرم الشيخ في عام 2022. هذه المبادرة تؤكد على جهود مصر المستمرة في تحسين جودة حياة المواطنين من خلال مشروعات بيئية مستدامة تهدف إلى خفض الانبعاثات وتحقيق التوازن بين التنمية البيئية والصحية.
وفي ختام اللقاء، أكدت حنان معيقل، مدير مجمع إعلام بئر العبد، على الدور التوعوي والتثقيفي الهام الذي تقوم به الهيئة العامة للاستعلامات تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى في جميع المجالات الحياتية. وأضافت أن الهيئة تعمل على نشر الوعي بين المواطنين حول القضايا التي تؤثر في حياتهم اليومية، من أجل مواجهتها بشكل فعال وتحقيق التنمية المستدامة في مصر.
وأشارت إلى أن المجمع يواصل جهوده الرامية إلى دعم جميع المبادرات الوطنية في مجالات الاقتصاد، الصحة، التعليم، البيئة، وغيرها من المجالات الحيوية التي تمثل ركائز أساسية لبناء مستقبل أفضل لمصر.