الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية وحزب الله يرد بقوة
يتواصل التصعيد العسكري في لبنان مع استمرار الغارات الجوية العنيفة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المناطق الجنوبية للبنان،
حيث أفادت وسائل إعلام لبنانية بشن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في تصعيد خطير يُضاف إلى سلسلة الهجمات العسكرية المستمرة التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد لبنان والمناطق المحيطة، مما يعمق الأزمة ويزيد من حجم الدمار والمعاناة التي يعيشها المدنيون في هذه المناطق نتيجة للعدوان المتواصل.
وفي ظل هذا التصعيد الخطير، يتصاعد التوتر العسكري بين حزب الله اللبناني وقوات الاحتلال الإسرائيلي وسط اشتباكات عنيفة وقصف متبادل يستهدف المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية في إطار الرد على العدوان الإسرائيلي المستمر.
وبحسب المعلومات الواردة من وسائل الإعلام، فقد شهدت الساعات الـ 24 الماضية اشتباكات حادة بين مقاتلي حزب الله وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الحدودية الجنوبية، حيث أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة 8 عسكريين خلال هذه المواجهات العنيفة التي تشهدها مناطق الجنوب اللبناني، والتي تزداد حدة يوماً بعد يوم.
هذا العدد من الإصابات يشير إلى مدى قوة وفعالية عمليات حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما يعكس إصرار الحزب على الدفاع عن الأراضي اللبنانية وردع العدوان الإسرائيلي المستمر رغم القصف والغارات الجوية العنيفة التي تشنها قوات الاحتلال.
وفي إطار التصدي المستمر للعدوان الإسرائيلي، واصل حزب الله عملياته العسكرية ضد قوات الاحتلال، حيث استهدف صباح اليوم السبت مستوطنة كريات شمونة برشقة من الصواريخ، وهو ما يعد تصعيدًا كبيرًا في العمليات العسكرية التي ينفذها الحزب ضد أهداف إسرائيلية متنوعة رداً على الغارات الجوية والهجمات التي تشنها قوات الاحتلال على لبنان.
هذا القصف الصاروخي على المستوطنة يعكس إصرار حزب الله على توجيه ضربات مؤلمة لقوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين في إطار الردع العسكري والدفاع عن لبنان من التعديات الإسرائيلية.
ومن أبرز التطورات الميدانية التي شهدتها الساعات المتأخرة من مساء يوم الجمعة، تنفيذ مقاتلي حزب الله لعملية نوعية استهدفت دبابة ميركافا تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الجبين بصاروخ موجه، ما أدى إلى تدمير الدبابة بالكامل وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح.
هذا الهجوم يعتبر ضربة قوية لجيش الاحتلال، إذ يُعد استهداف دبابات ميركافا، التي تعد أحد أبرز معدات جيش الاحتلال المتقدمة، بمثابة اختراق نوعي يظهر مدى قدرات حزب الله في استهداف معدات العدو العسكرية الثقيلة وتكبيده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. هذه العمليات تعكس التكتيكات العسكرية الفعالة التي ينتهجها مقاتلو حزب الله في مواجهة جيش الاحتلال والتصدي لغاراته وهجماته المستمرة.
كما شهدت المنطقة المحيطة بالأطراف الشرقية لمدينة الخيام هجوماً آخر من قبل حزب الله، حيث أطلق مقاتلو الحزب رشقة من الصواريخ على تجمع لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في تلك المنطقة، مما أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات الاحتلال.
هذا الهجوم يؤكد استمرار تصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله، والتي تستهدف بشكل أساسي تجمعات وأرتال قوات جيش الاحتلال المتمركزة على الحدود مع لبنان، وذلك في إطار رد الحزب على الغارات الجوية والعمليات العدوانية التي يقوم بها جيش الاحتلال في لبنان.
وفي سياق هذه العمليات العسكرية المتواصلة، أشار حزب الله في بيان له أن مقاتليه خاضوا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الجبين، حيث تواصلت الاشتباكات لساعات طويلة وسط تبادل كثيف للنيران بين الطرفين، ما يعكس تصاعد المواجهات الميدانية وشدة التوتر العسكري بين الجانبين.
هذه الاشتباكات المتواصلة تؤكد استعداد حزب الله لمواصلة المواجهة مع قوات الاحتلال، معتمدًا على قدراته العسكرية المتطورة وتكتيكاته النوعية في المعارك البرية والصاروخية.
وفي تطور نوعي لافت، قام مقاتلو حزب الله بتنفيذ هجوم جوي باستخدام سرب من الطائرات المسيرة الانقضاضية على قاعدة “شراجا”، وهي المقر الإداري لقيادة لواء “جولاني” التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي شمالي مدينة عكا المحتلة.
هذا الهجوم الجوي يعكس تطوراً كبيراً في قدرات حزب الله الهجومية، حيث أظهر استخدام الطائرات المسيرة في العمليات العسكرية قدرة الحزب على اختراق الأجواء الإسرائيلية وتنفيذ هجمات دقيقة تستهدف قواعد عسكرية استراتيجية لقوات الاحتلال.
الهجوم على قاعدة شراجا يعتبر ضربة نوعية لقوات الاحتلال، خاصة وأن لواء “جولاني” يُعد أحد أهم وأقوى الوحدات العسكرية في جيش الاحتلال.
وبالنظر إلى حجم التصعيد العسكري الكبير الذي تشهده الحدود اللبنانية الجنوبية، يتضح أن الأوضاع تتجه نحو مزيد من التأزم والتوتر، خاصة في ظل تمسك حزب الله بحق الرد على كل هجوم إسرائيلي وعمليات القصف المتواصلة التي تستهدف البنية التحتية والمناطق المدنية في لبنان.
وفي هذا السياق، تشير التطورات إلى أن المنطقة قد تشهد تصعيداً عسكرياً أكبر في الأيام المقبلة إذا ما استمر الاحتلال الإسرائيلي في شن غاراته وهجماته على لبنان، وهو ما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة بين الطرفين في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة الأوضاع.
إن هذا التصعيد العسكري المستمر بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي يؤكد أن الأوضاع في لبنان ما زالت تتجه نحو مزيد من التوتر والتدهور، مما يثير مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان وزيادة معاناة المدنيين الذين يعانون من آثار الحرب والتصعيد المستمر.
ومن هنا يتوجب على المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي والعمل على تهدئة الأوضاع قبل أن تتحول المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة تؤدي إلى المزيد من الخسائر البشرية والمادية.