تقاريرعربي ودولى

إيران تفعل خلية أوزبكية لاختطاف وقتل مبعوث يهودي في دبي والهروب لتركيا

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن تورط إيران في تنفيذ عملية معقدة وصادمة تتمثل في اختطاف وقتل مبعوث حركة حباد اليهودية تسفي كوجان

حيث تبين أن طهران قامت بتفعيل خلية إرهابية من أوزبكستان لتنفيذ هذه العملية الإجرامية التي وقعت في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً في إمارة دبي العملية حملت طابعاً دقيقاً يعكس مدى التخطيط المحكم الذي تم من خلاله استهداف المبعوث اليهودي لتأكيد رسائل سياسية وأمنية خطيرة من قبل إيران تجاه إسرائيل والغرب بشكل عام

تفاصيل الجريمة البشعة بدأت عندما تم الإبلاغ عن فقدان أثر تسفي كوجان أحد الشخصيات اليهودية المعروفة في الأوساط الدينية والصهيونية في دبي

حيث كان يتولى مهمة تمثيل حركة حباد اليهودية التي تُعنى برعاية الجاليات اليهودية في مختلف أنحاء العالم وخاصة في المناطق التي توجد فيها جاليات يهودية صغيرة كوجان كان له دور بارز في تعزيز التواصل بين إسرائيل والجاليات اليهودية المنتشرة حول العالم خصوصاً في دول الخليج

حيث أصبح يتنقل بين عدة دول في المنطقة من أجل تنفيذ أنشطة دينية وتعليمية وأخرى تتعلق بتعزيز الهوية اليهودية والترويج للعلاقات الإسرائيلية في هذه المناطق التي تشهد تحولات سياسية ودينية دقيقة

في اليوم الذي اختفى فيه كوجان كان قد استقل سيارته الخاصة وانطلق من دبي في مهمة عمل جديدة وبعد مرور عدة ساعات تم الإبلاغ عن فقدان الاتصال به وهو ما دفع الأجهزة الأمنية المحلية في دبي إلى التحرك السريع للبحث عنه وبالفعل تم العثور على سيارته في منطقة نائية تبعد حوالي ساعة ونصف عن دبي لكن السيارة كانت مهجورة وخالية من أي أثر يدل على مكان وجوده الأمر الذي أثار الشكوك حول تعرضه لعملية اختطاف منظمة ومحكمة

في الوقت ذاته بدأت الشكوك تحوم حول تورط جهات خارجية في تنفيذ هذه الجريمة التي تحمل بصمات عمليات استخباراتية منظمة وفي هذا السياق كشفت التحقيقات الأولية عن وجود خيوط تربط بين العملية وبين خلية إرهابية من أوزبكستان تعمل بتوجيه من الحرس الثوري الإيراني

وهو ما أكدته مصادر استخباراتية إسرائيلية مشيرة إلى أن هذه الخلية قد تكون تلقت تعليمات واضحة بتنفيذ عملية اختطاف وقتل كوجان في إطار تصعيد إيراني جديد ضد المصالح الإسرائيلية في المنطقة

وفي تطور مثير للاهتمام كشفت الصحيفة أن الخلية الأوزبكية التي نفذت العملية نجحت في الفرار إلى تركيا مباشرة بعد ارتكاب الجريمة وهو ما يشير إلى أن هناك تنسيقاً مسبقاً بين إيران وعناصر هذه الخلية لتنفيذ العملية والهروب السريع لتجنب القبض عليهم وأوضح التقرير أن السلطات التركية قد تكون على علم بوجود هؤلاء المتورطين على أراضيها وهو ما يضع أنقرة في موقف حرج للغاية إذا تأكد تورطها في توفير ملاذ آمن لعناصر مرتبطة بتنفيذ عمليات إرهابية موجهة ضد إسرائيل في المنطقة

التحقيقات الأمنية أظهرت أن إيران قد عمدت إلى استخدام خلية أوزبكية بدلاً من الاعتماد على خلايا لبنانية أو فلسطينية أو عراقية التي كانت تُستخدم تقليدياً في مثل هذه العمليات وهو ما يعكس تغييراً في استراتيجيات إيران التي قد تكون تحاول إخفاء تورطها المباشر من خلال استخدام عناصر أجنبية بعيدة عن الأضواء وبعيدة عن الشكوك التقليدية تجاه الفصائل المرتبطة بإيران

من جانبها أعربت الأوساط الأمنية في إسرائيل عن قلقها العميق من هذه التطورات حيث تمثل هذه العملية رسالة واضحة من إيران مفادها أنها قادرة على استهداف مصالح إسرائيلية خارج حدودها وحتى في دول مثل الإمارات التي تشهد تحسناً ملحوظاً في العلاقات مع إسرائيل خلال السنوات الأخيرة خصوصاً بعد توقيع اتفاقات إبراهيم التطبيعية التي أدت إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين

العملية أثارت كذلك مخاوف كبيرة في الأوساط الدولية حيث تشير إلى تصاعد التوترات الإقليمية بشكل غير مسبوق كما تفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة دول المنطقة على حماية الشخصيات الإسرائيلية واليهودية التي تعيش أو تعمل في دول الخليج التي شهدت انفتاحاً غير مسبوق على إسرائيل في السنوات الأخيرة

ورغم أن السلطات في دبي لم تصدر حتى الآن بياناً رسمياً حول الحادث إلا أن مصادر مطلعة أفادت بأن هناك تعاوناً وثيقاً بين الأجهزة الأمنية الإماراتية ونظيرتها الإسرائيلية للكشف عن ملابسات هذه الجريمة البشعة ومحاولة الوصول إلى مرتكبيها الذين فروا إلى تركيا وما زالوا حتى الآن طلقاء وحرين مما يعزز الشكوك حول تعاون دول أخرى في تغطية هذه الجريمة الإرهابية

في الوقت ذاته تسعى إسرائيل إلى الضغط على تركيا لتسليم المتورطين أو على الأقل الكشف عن أماكن وجودهم والمساعدة في القبض عليهم وهو ما سيشكل اختباراً جديداً للعلاقات الإسرائيلية التركية التي شهدت توتراً خلال السنوات الماضية بسبب مواقف أنقرة من سياسات إسرائيل في الشرق الأوسط لكن تركيا قد تجد نفسها مضطرة للتعاون في هذا الملف تجنباً لأي تداعيات سلبية على علاقاتها مع الدول الغربية التي قد ترى في هذه العملية الإرهابية تهديداً جديداً للاستقرار الإقليمي

من جانب آخر تؤكد هذه الجريمة أن إيران لا تزال تسعى إلى توسيع نفوذها في المنطقة من خلال استهداف الشخصيات الإسرائيلية واليهودية في الخارج وتوجيه ضربات غير تقليدية لمصالح إسرائيل وهو ما يضع تل أبيب أمام تحديات أمنية متزايدة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والخلافات السياسية التي تجعل المنطقة على صفيح ساخن

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى