في لقاء نوعي وعميق جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من ضباط وقادة القوات المسلحة، أظهر السيسي في حديثه قدرة فائقة على التأثير والإقناع حينما تطرق إلى مجموعة من القضايا الملحة على الساحة الإقليمية والدولية،
في حديث صريح وكاشف عن دور مصر المركزي في حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، التي تعد أحد أكثر المناطق حساسية على مستوى العالم.
هذا اللقاء الذي استمر لفترة قصيرة، لكنه كان مليئًا بالمعلومات والتوجيهات المهمة، حمل في طياته الكثير من الرسائل التي تعكس حجم التحديات التي تواجه الدولة المصرية في ظل الأزمات الدولية التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.
السيسي كعادته استطاع أن يقدم صورة شاملة للواقع الذي تعيشه مصر على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية الجهود المبذولة لحماية الدولة من أي تهديدات محتملة.
ما ميز اللقاء كان التركيز على التداعيات السلبية التي تواجه المنطقة نتيجة للأوضاع المتأزمة في العديد من البلدان المجاورة، مثل الحرب المستمرة في فلسطين والتهديدات الإيرانية التي تستهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقد تجلى ذلك بوضوح في تأكيد السيسي على ضرورة التكاتف بين القوات المسلحة والجهات الحكومية المختلفة لمواجهة تلك المخاطر والتعامل معها بحنكة وذكاء.
وفي خطوة تعكس قدرته على قراءة المشهد الإقليمي بعمق، تناول السيسي في حديثه تأثير هذه الأوضاع على الأمن القومي المصري، وخصوصًا على الحدود التي تمثل الخطوط الأمامية في مواجهة أي محاولات للتسلل أو التهديدات الخارجية.
هذه الرسائل لم تكن موجهة فقط إلى القيادات العسكرية، بل كانت بمثابة تحذير قوي لكل من يحاول أن يتجاوز حدود مصر أو يمس سيادتها.
السيسي، الذي أبدع في الرد على استفسارات الحضور، كان يعي تمامًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتق القوات المسلحة، فقد أشاد بالدور الكبير الذي تقوم به هذه القوات لحماية الحدود المصرية من أي تهديدات قد تطرأ نتيجة للأحداث المتسارعة في المنطقة.
كما أكد على أن مصر لا تدخر جهدًا في بناء وتعزيز قدراتها العسكرية لتكون في أتم جاهزية لمواجهة أي طارئ أو خطر. وكانت هذه التصريحات بمثابة تأكيد على أن مصر تظل أحد أعمدة الاستقرار في المنطقة، وأنها لن تسمح لأي تهديد بأن يمس أمنها القومي أو يزعزع استقرارها.
الحديث الذي ألقاه السيسي أمام القيادات العسكرية كان واضحًا وصريحًا فيما يتعلق بالمخاطر التي تواجه مصر من جراء التدخلات الأجنبية في شؤون المنطقة.
وتطرق السيسي إلى الدور الكبير الذي تلعبه بعض القوى الكبرى في زعزعة استقرار المنطقة، مشددًا على ضرورة أن تبقى مصر قوية وقادرة على التصدي لأي محاولات تهدف إلى المساس بسيادتها أو تقويض أمنها.
في هذا اللقاء، لم يكن الحديث مقتصرًا على الوضع الأمني فحسب، بل تطرق السيسي أيضًا إلى الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، مشيرًا إلى التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصري في ظل الأزمات العالمية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد المحلي.
ومع ذلك، أبدى السيسي تفاؤله بقدرة مصر على التغلب على هذه الصعوبات بفضل الإصلاحات الاقتصادية التي تم تنفيذها، وبدعم القوات المسلحة التي تعد العمود الفقري للدولة.
تجلى في هذا اللقاء بوضوح اهتمام السيسي بإيصال رسائل تطمينية للقوات المسلحة والمواطنين على حد سواء. فقد أبدى في أكثر من مناسبة تقديره للجهود الضخمة التي تبذلها القوات المسلحة في تأمين البلاد وحماية حدودها.
وبهذا، جعل من هذا اللقاء فرصة لتأكيد ثقة الدولة في قوتها وقدرتها على حماية مصالحها، مهما كانت التحديات التي تواجهها.
أثناء هذا اللقاء القصير، كان واضحًا أن السيسي يحرص على اختيار كلماته بعناية شديدة، فكل كلمة كانت محمّلة برسالة ضمنية للمجتمع العسكري والسياسي في الداخل والخارج.
ولم يكن يتردد في الكشف عن مواقف مصر الثابتة تجاه الأزمات الدولية، مشيرًا إلى أن القاهرة لا تدخر جهدًا في اتخاذ المواقف التي تحفظ لها سيادتها وتساهم في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
في الوقت الذي كانت فيه كلمات السيسي شديدة الصرامة، إلا أنها أيضًا كانت تحمل في طياتها إشارات واضحة للواقع الذي تعيشه المنطقة وتحدياتها الكبرى، التي تتطلب تحركات استراتيجية تتسم بالحكمة والشجاعة.
كان واضحًا من خلال ردوده أن مصر تواصل السير قدمًا على طريق استراتيجياتها العسكرية والسياسية التي تهدف إلى تحصين أمنها الداخلي وتأكيد مكانتها الفاعلة في الشأن الإقليمي.
وبالرغم من قصر مدة الاجتماع إلا أنه حمل في داخله دلالات عديدة حول رؤية السيسي لأوضاع المنطقة، وأكد على أهمية أن تظل القوات المسلحة على أهبة الاستعداد لمواجهة أي خطر قد يطرأ، سواء من الخارج أو الداخل. وتحت هذه الرسالة القوية، تبين بجلاء أن مصر في ظل قيادة السيسي لن تترك أي فرصة لأي تهديدات كانت.