محللون لأخبار الغد: قرار اعتقال نتنياهو وجالانت يحرج كل دولة تدعم الاحتلال
تجمع التقديرات على أن أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت ستؤثر على صورة “إسرائيل” في العالم، وستساهم في عزلها دبلوماسياً للضغط عليها لوقف الحرب في غزة المستمرة منذ أكتوبر 2023. ومن المؤكد أن نتنياهو وغالانت سيتحاشيان السفر خلال الفترة المقبلة، لا سيما إلى الدول الأوروبية التي كانت أول المرحبين بقرار “الجنائية الدولية”، لكن هل يلتزم المجتمع الدولي بمذكرة الاعتقال فعلاً؟
وأمس الخميس أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق في مجلس الحرب يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتعليقا على الخبر صرح د. حسام عثمان نائب رئيس مركز سعود زايد للدراسات البحثية لموقع أخبار الغد أن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو لأنه سفاح قاتل للأطفال والصغار من الدرجة الأولي ، لأن جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع كسلاح حرب والقتل والاضطهاد و”غيرها من الأفعال غير الإنسانية .
وأضاف عثمان أن محاولات دخول محمد الضيف أبو عبيدة في هذا الحكم امر غير عادل هو يدافع عن الأراضي الفلسطينية المحتلة ، في الوقت الذي تجد نتنياهو ووزير الدفاع الصهيوني يقوموا بعمليات اتتهاكات لحقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطيني بالمقام الأول ، في حين إن قبول إسرائيل باختصاص المحكمة “غير ضروري”، بسبب “وجود أسباب منطقية للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب”. وأضافت المحكمة في بيان، أن ثمة “أسباب منطقية” تدعو للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين في قطاع غزة.
بدوره قال د. ناصر المصري المحلل السياسي الكويتي لموقع أخبار الغد إن قرارٌ المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال نتنياهو غير مسبوق، القرار الذي يضع الكيان الصهيوني لأول مرة في دائرة اتهام دولية، يحرج من يدعمها، ويشكلُ سابقة يمكن البناء عليها في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب ومنع الإفلات من العقاب.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع أخبار الغد أن القرار له عدة أبعاد ، والتي جاء أبرزها أن مذكرة الاعتقال بمثابة إقرارٌ دولي بنزعِ أيِ شرعية حاولت تل أبيب وواشنطن الاحتماء بها في الحرب على غزة ، حيث الاتهام وجه أيضا للمستويين، السياسي ممثلاً في نتنياهو، والعسكري ممثلاً في جالانت، وهذا يفسر غضب مسؤولي الحكومة والمعارضة معاً، لأنه يمكن أنْ يطالَهم مستقبلاً، كما أن القرار وضعَ نهاية جديِّة للحياة السياسية لنتنياهو، لأن أي محاولة للإصرار على بقائه في السلطة يعني تحدياً للمجتمع الدولي، وعزلة إضافية لإسرائيل أمام العالم.
من جانبه قال د.وسام ياسين المحلل السياسي اللبناني لموقع أخبار الغد أن المجال فتح أمام القضاء في دول عديدة لملاحقة نتنياهو وجالانت وآخرين من المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، وهو ما سيربك تل أبيب ويضع عبئا على نشاطها الدبلوماسي، كما أنه بمثابة إحراج للإدارة الأمريكية المقبلة إدارة ترامب ، إذا قررت أنْ تتحدى القرار وتعاقب المحكمة وفقاً لتهديدات شخصيات أمريكية، فإنَّ ذلك سيضعها في مأزق قانوني وأخلاقي، كما أن هناك من يرى أن تمرير القرار من قبل إدارة بايدن هدفه إرباك إدارة ترامب.
وأضاف ياسين أنه لابد من فتح المجال لملاحقة شخصيات أخرى في الحكومة والجيش الإسرائيلي، وفقا لتوفر أدلة اتهامات لهم بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، وكثير من هؤلاء قاموا بنشر صورٍ وأفلام وتصريحات يتفاخرون فيها بما قاموا به من أعمال تناقض القانون الدولي .