مجزرة قصف غزة الجوي والبرّي تخلّف أكثر من 57 شهيدًا وأكثر من 100 جريح
في جريمة بشعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، استشهد أكثر من 57 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح متفاوتة، إثر قصف مدفعي وجوي استهدف منطقة سكنية مكتظة في محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.
القصف الذي جاء بشكل مفاجئ وعشوائي، أدى إلى تدمير المنازل وترك سكان المنطقة في حالة من الذعر والخراب.
الجريمة تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية التي تهدف إلى قتل الأبرياء وإلحاق أكبر قدر من الأذى بالمدنيين في القطاع المحاصر.
هذه المجزرة تأتي في وقت لا يزال فيه العدوان الإسرائيلي مستمرًا على قطاع غزة، حيث تواصل قوات الاحتلال قصف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية. وبينما تتفاقم معاناة السكان، تزداد الجرائم المرتكبة بحقهم دون رادع أو محاسبة. المجزرة لم تكن الوحيدة في شمال غزة، حيث كان القصف مستمرًا على منطقة مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا ودمار هائل في البنية التحتية.
المنطقة التي تعرضت لهذا الهجوم كانت تعرف بكثافتها السكانية العالية، حيث يقطنها مئات العائلات التي لم تجد سوى العيش في هذه المناطق المكتظة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع. وفجأة، أصبحت هذه المنازل السكنية هدفًا للقصف المدفعي والجوي، مما أسفر عن تدمير جزئي وكامل لبعض المنازل، مع وقوع ضحايا داخلها. القصف المكثف الذي شنه الاحتلال على هذه المناطق كان بلا هوادة، استهدف كل ما يتحرك في المنطقة، بما في ذلك المباني السكنية، ما أسفر عن أكبر عدد من الضحايا في فترة زمنية قصيرة.
وفي سياق موازٍ، استشهد الطبيب الفلسطيني عدنان البرش الذي تعرض لاعتداءات وحشية على يد قوات الاحتلال. البرش، الذي كان معروفًا بتفانيه في خدمة المرضى والمصابين في قطاع غزة، تعرض لتعذيب جسدي ونفسي قاسي. المصادر الطبية أكدت أنه تم تعذيبه بشكل وحشي، إضافة إلى اعتداءات جنسية بشعة تعرض لها أثناء اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي. في ظل هذه الممارسات الإجرامية، تعكس جريمة استشهاد البرش ما يعانيه الأطباء الفلسطينيون الذين يتعرضون للعديد من الانتهاكات أثناء أدائهم واجبهم الطبي في ظل ظروف بالغة الصعوبة.
الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن استهداف القطاع الطبي في غزة، حيث لم يقتصر القصف على الأحياء السكنية فقط، بل طال المستشفيات والمرافق الصحية. هذه الاعتداءات تأتي في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية بسبب الحصار المستمر. وبينما كان الأطباء يعملون بكل طاقتهم في محاولة إنقاذ حياة المصابين، قامت القوات الإسرائيلية بتوجيه ضربات مباشرة للمرافق الطبية، وهو ما أدى إلى استشهاد البرش وترك الآلاف من الجرحى في حاجة ماسة للرعاية الطبية.
وعلى الرغم من هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الفلسطينيين، يواصل الاحتلال الإسرائيلي محاولاته للتهرب من المساءلة الدولية. المجتمع الدولي يتجاهل هذه الانتهاكات المتواصلة ويعجز عن اتخاذ خطوات فعالة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. في الوقت الذي يتصاعد فيه عدد الشهداء والجرحى، يبدو أن المجتمع الدولي لا يزال عاجزًا عن إيقاف آلة الحرب الإسرائيلية التي تستهدف حياة المدنيين بكل وحشية.
ما يحدث في غزة ليس مجرد قصف عسكري عابر، بل هو محاولة إسرائيلية ممنهجة لتدمير البنية التحتية للقطاع وتهجير سكانه بالقوة. هذه الحرب الظالمة تهدف إلى إبادة كل مظاهر الحياة في القطاع، بما في ذلك استهداف الأطباء والكوادر الطبية الذين يعتبرون خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الهجمات الوحشية. وقد أصبح من الواضح أن الاحتلال لا يميز بين المدنيين والعسكريين، وبين الأطفال والكبار، بل يستهدف الجميع بلا رحمة.
في ضوء هذه الجرائم، تزداد دعوات الفلسطينيين والمجتمع الدولي للمحاسبة والمساءلة. لكن يبدو أن الطريق نحو تحقيق العدالة لا يزال طويلًا في ظل التأثيرات السياسية والإعلامية التي تعيق أي تحرك جاد لوقف العدوان. ومع ذلك، يبقى الأمل في أن الشعب الفلسطيني سيستمر في صموده ومقاومته ضد آلة القتل الإسرائيلية التي لا ترحم، وسيواصل تقديم تضحياته في سبيل الحرية والاستقلال.
إن ما جرى في شمال قطاع غزة، من قصف مدفعي وجوي متواصل على الأحياء السكنية، لا يمكن أن يمر دون أن يترك أثارًا مدمرة على حياة الفلسطينيين، ولن ينسى الفلسطينيون هذه المجزرة، تمامًا كما لن ينسوا استشهاد الطبيب البرش، الذي كان يسعى جاهدا لإنقاذ الأرواح في ظل ظروف لا إنسانية. وإن كانت هذه الحروب لا تميّز بين قاتل وضحية، فإن التاريخ سيحفظ شهداء غزة وأبطالها الذين يبذلون أرواحهم في سبيل قضيّة عادلة لا بد أن تنجح في نهاية المطاف.