مجزرة جديدة بحق أطفال غزة: 17385 شهيدًا ضحية القصف الوحشي
في تحدٍ صارخ لكل القوانين الإنسانية والحقوقية يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم حرب بشعة ضد الأطفال في قطاع غزة ليصل عدد الشهداء إلى 17,385 طفلًا من بينهم 825 رضيعا ما يجعل هذه المذبحة واحدة من أفظع الانتهاكات التي شهدها العالم في العصر الحديث منذ بدء العدوان العسكري على القطاع.
إذ يتعرض الأطفال في غزة اليوم لأسوأ أنواع القتل والتشريد والدمار نتيجة التصعيد المستمر الذي أودى بحياة العديد منهم ومنعهم من الحصول على أدنى حقوقهم في الحياة الآمنة والتعليم والرعاية
الأطفال تحت القصف والدمار
يتعرض أطفال غزة يومًا بعد يوم إلى قصف عشوائي وحصار خانق أودى بحياة الآلاف منهم. فبينما يسعى الاحتلال إلى تنفيذ مخططاته العدوانية لفرض سيطرته على الأرض الفلسطينية، يدفع أطفال غزة الثمن الأكبر لهذا العدوان الممنهج.
الأطفال الذين كانوا يحلمون بمستقبل أفضل يواجهون اليوم الموت والدمار في كل زاوية من زوايا القطاع المحاصر. ولا تقتصر مأساة هؤلاء الأطفال على الاستهداف المباشر من القنابل والرصاص بل تشمل أيضًا الحرمان من أساسيات الحياة.
مأساة الأطفال الرضع في غزة
من بين الشهداء 825 طفلًا رضيعًا، لم يتجاوز بعضهم بضعة أشهر، وأما البعض الآخر فكانوا في مرحلة حياتهم التي تبدأ بالكلمات الأولى والرؤية الأولى للحياة. ولكن الاحتلال الإسرائيلي حرص على إنهاء تلك الأحلام الوردية حتى قبل أن تبدأ. هذه المجزرة تتخطى كل حدود الوحشية والإنسانية.
أطفال لا يزالون في أرحام أمهاتهم أو في شهورهم الأولى من العمر يتم استهدافهم بشكل مروع ومتوحش. فلا مكان للرحمة أو الإنسانية في القاموس الإسرائيلي الذي يواصل ارتكاب المجازر تحت ستار الحرب.
الحرمان من التعليم وتدمير المستقبل
يعيش أكثر من 785,000 طالب وطالبة في غزة اليوم حالة من الحرمان المطلق من التعليم بسبب العدوان الإسرائيلي الذي دمر المدارس والجامعات. التعليم الذي يعتبر من أبسط حقوق الأطفال أصبح حلمًا بعيد المنال لأجيال كاملة في القطاع.
إذ أغلقت المدارس أبوابها بسبب القصف العشوائي والدمار الذي أصاب معظم المنشآت التعليمية. في الوقت الذي كان من المفترض أن ينشغل فيه الأطفال بدروسهم وأحلامهم، فإنهم اليوم مضطرون للهروب من القنابل والموت. فمستقبلهم أصبح مجهولًا في ظل هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشونها كل يوم.
الحرمان من الأهل والعائلة
ما يزيد من مرارة الوضع هو أن هناك نحو 35,055 طفلًا فقدوا أحد والديهم أو كلاهما نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر. هؤلاء الأطفال لم يفقدوا الأمان فقط بل فقدوا مصدر الحياة والعناية في هذا العالم. إن الحرمان من الوالدين ليس مجرد مأساة شخصية، بل هو تجسيد للمأساة الجماعية التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني. فالكثير من هؤلاء الأطفال لا يستطيعون إتمام مراحل حياتهم الطبيعية بوجود الأهل الذين يعدون مصدر الأمان والاطمئنان في عالمهم الصغير.
صمت العالم أمام هذه الفاجعة
ما يزيد من فظاعة هذه الجريمة هو الصمت المطبق من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التي لم ترفع صوتها بقدر كافٍ لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على هذه المجزرة الإنسانية. إن ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب تقليدية، بل هو تطهير عرقي جماعي يستهدف الأطفال والمستقبل. ورغم المظالم الواضحة، ما زال العالم يكتفي بالمراقبة دون اتخاذ خطوات فعلية لوقف هذا العدوان البشع.
مستقبل غزة تحت تهديد الدمار
إن ما يحدث في غزة اليوم من قتل للأطفال وتدمير للمنشآت التعليمية والصحية يعكس حالة من الإبادة الجماعية الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني. تلك الفئة التي تعتبر مستقبل المجتمع وتعتبر أساس أي تقدم إنساني أو اقتصادي أصبحوا ضحايا لهذه السياسات العدوانية التي لا تعرف سوى لغة القوة. في ظل هذا الوضع المخيف والقاتم، يبقى السؤال الكبير هو: إلى متى سيظل هذا الصمت؟ وإلى متى سيستمر العالم في تجاهل هذه المجزرة الكبرى؟
دعوة للضمير العالمي
يجب أن يفيق العالم من غفوته ويتحمل مسؤوليته تجاه أطفال غزة الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في أرض يتصارع عليها الأعداء. إن ما يحدث في غزة ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو جريمة حرب يجب أن يُحاسب عليها الاحتلال الإسرائيلي وكل من يشارك في هذا العدوان الصارخ. فلنقف جميعًا وقفة واحدة من أجل هؤلاء الأطفال وندعو إلى تحرك فوري لإنقاذ ما تبقى من الأجيال الفلسطينية من آلة القتل الإسرائيلية.