في حادث مدوٍ هز أركان كلية الطب بجامعة الإسكندرية الأهلية فقد تعرضت إحدى قاعات المحاضرات الرئيسة لسقوط أجزاء من السقف إثر تأثيرات العاصفة الشديدة التي تضرب المدينة في هذه الأيام.
الحادث وقع بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة نتيجة نوة المكنسة القوية التي اجتاحت الساحل المصري، ما تسبب في حدوث حالة من الذعر والاضطراب داخل أروقة الكلية.
هذا الحادث لم يكن مجرد حادث عرضي بل يشير إلى مدى هشاشة البنية التحتية للجامعة التي تدعي تقديم تعليم متميز في بيئة آمنة.
مع تزايد حدة الطقس، بدأ تأثير الأمطار الغزيرة يتسرب إلى المباني الجامعية. ومع استمرار الرياح القوية والطقس غير المستقر، بدأت تظهر علامات ضعف المنشآت الهندسية. وفي واحدة من القاعات الكبيرة المخصصة للمحاضرات في كلية الطب، انهارت أجزاء من السقف بشكل مفاجئ خلال تواجد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس داخل القاعة. الحادث أدى إلى حالة من الفوضى والهلع بين الطلاب الذين كانوا في وسط المحاضرة، حيث تدخل بعضهم سريعاً لنجدة زملائهم وتقديم المساعدة لأعضاء الهيئة التدريسية في محاولة لإخلاء القاعة بأسرع وقت ممكن.
إيقاف الدراسة في الكلية أصبح أمراً حتمياً بعد هذا الحادث. فعلى الرغم من الجهود المبذولة للتأكد من سلامة جميع الطلاب وتقديم الدعم الطبي الفوري لمن تضرروا من الحطام المتساقط، إلا أن التأثير النفسي على الجميع كان كبيراً. لم يكن السقف المتساقط هو الخطر الوحيد الذي عانى منه طلاب الكلية، بل كانت هناك مخاوف من أن يكون الحادث نتيجة تدهور الأوضاع الهندسية لمرافق الكلية بشكل عام، مما يثير تساؤلات عديدة حول مدى جاهزية هذه المنشآت لمواجهة الظروف الجوية القاسية.
هذا الحادث يكشف عن مشكلة خطيرة في إدارة المنشآت الجامعية في الإسكندرية، والتي تبدو غير قادرة على التعامل مع الظروف المناخية المتغيرة. يبدو أن الحلول المؤقتة التي تم اتخاذها في السابق لم تكن كافية للحفاظ على السلامة العامة داخل الكليات. وقد أعرب العديد من الطلاب عن استيائهم من ضعف البنية التحتية، مطالبين بتحقيق فوري في أسباب انهيار السقف واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرواح ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
المؤشرات الأولية التي ظهرت بعد الحادث تثير الشكوك حول إمكانية اتخاذ إدارة الجامعة تدابير وقائية كافية. فلم يتم منذ فترة طويلة تنفيذ عمليات صيانة شاملة للمرافق الجامعية. تشير المعلومات إلى أن القاعات الدراسية والمباني الجامعية في بعض الأقسام لم تخضع للتحديثات الضرورية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل الجميع يتساءل عن مدى قدرة الجامعة على الاستمرار في تقديم خدمات تعليمية في بيئة آمنة وموثوقة.
وفي ظل هذه الظروف، أصبحت المسؤولية على عاتق المسؤولين في الجامعة واضحة. يجب أن يكون لديهم استعداد فوري لاتخاذ خطوات فعالة لمعالجة هذه الأزمة. إن استمرار الموقف الراهن وترك الأمور دون حل حقيقي سيكون بمثابة إهانة لجميع الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية الذين يعانون بالفعل من تداعيات هذه الحادثة، فضلاً عن الضرر الكبير الذي لحق بسمعة الجامعة التي لطالما اعتبرت منارة علمية في المدينة.
من جانبه، أشار عدد من الخبراء إلى ضرورة إجراء فحص شامل لجميع المباني الجامعية لضمان سلامتها في حال حدوث أي تقلبات جوية غير متوقعة مستقبلاً. يمكن أن تكون الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة جزءاً من التغيرات المناخية العالمية التي تتعرض لها العديد من المناطق، مما يستدعي اتخاذ احتياطات عاجلة وإعادة تقييم جميع الأنظمة الإنشائية داخل الحرم الجامعي.
وهذا الحادث يجب أن يكون نقطة تحول في تفكير الإدارة الجامعية. لقد كشف عن فجوة كبيرة في النظام الإداري والبنية التحتية للجامعة. فقد حان الوقت لنهضة جديدة في مجال تطوير الجامعات لتصبح أكثر استعداداً للتعامل مع التحديات المناخية والأمنية. وعليه يجب أن يتم العمل على تحديث جميع المنشآت الجامعية وجعلها أكثر قدرة على الصمود أمام الأحداث الطبيعية الطارئة، وأن تتحمل الجامعة مسؤوليتها كاملة في ضمان سلامة طلابها وأعضاء هيئتها التدريسية.