عربي ودولى

الفيتو الأمريكي يحمي جرائم الاحتلال في غزة: محللون يؤكدون تواطؤ واشنطن في حرب الإبادة

أدان محللون سياسيون استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، لمنع صدور قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، واعتبروا هذه الخطوة دليلاً دامغاً على تواطؤ واشنطن في جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومجازره بحق الفلسطينيين.

أكد المحلل السياسي سليمان بشارات في تصريح لـ “قدس برس” أن الفيتو الأمريكي ليس مجرد موقف سياسي، بل هو مشاركة فعلية في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة. وأضاف أن إدارة بايدن شريك رئيسي في هذه الحرب، وأن مزاعمها بشأن حماية المدنيين ووقف إطلاق النار هي مجرد ذر للرماد في العيون، وتهدف إلى تبرير جرائم الاحتلال. وأشار بشارات إلى أن الفيتو الأمريكي يصادر إرادة المجتمع الدولي، حيث أيدت جميع دول مجلس الأمن مشروع القرار باستثناء الولايات المتحدة. وحذر من تهميش الجهود السياسية والدبلوماسية لحل الأزمة، والتركيز على الجبهة الشمالية، ما يعطي الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة جرائمه في غزة. وشدد بشارات على أن التعويل على الموقف الأمريكي لوقف الحرب هو رهان خاسر، فالدعم الأمريكي هو ما يُمكّن الاحتلال من ارتكاب جرائمه في ظل صمت دولي وعربي.

من جهته، أكد الكاتب والمحاضر السياسي فريد أبو ظهير أن الولايات المتحدة شريك كامل في جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال في غزة. وقال إن تاريخ الولايات المتحدة حافل بالتدخلات العسكرية والجرائم بحق المدنيين، وإنها تستخدم أساليب ملتوية في تصريحاتها لتبرير جرائم الاحتلال. وأضاف أبو ظهير أن استخدام الفيتو الأمريكي ليس مفاجئاً، وأن الولايات المتحدة تعمل على توفير الغطاء الكامل للاحتلال لخرق أي قرار دولي. وأشار إلى أن الفيتو الأمريكي رسالة للعالم بأن أحداً لا يستطيع الوقوف في وجه إسرائيل طالما أن الولايات المتحدة تدعمها. ووصف الفيتو بأنه “شيك على بياض” للاحتلال ليفعل ما يشاء دون أي رادع. وأكد أن هذه السياسة تنسجم مع طبيعة الولايات المتحدة التي مارست نفسها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان عبر التاريخ.

يذكر أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض يوم الأربعاء لمنع صدور قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، في حين أيدت 14 دولة مشروع القرار الذي يطالب بـ “وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار” و”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”. ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي، مخلفاً آلاف الشهداء والجرحى، ودماراً هائلاً، في كارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button