إسرائيليون يحتفلون باستشهاد فلسطينية بصاروخ من لبنان
احتفل إسرائيليون على مواقع التواصل الاجتماعي باستشهاد مواطنة فلسطينية من الداخل المحتل عام 1948 بصاروخ أُطلق من لبنان على شمال دولة الاحتلال يوم الأحد.
واستشهدت صفاء عواد، وهي معلمة تبلغ من العمر 50 عامًا، وأصيب عدد آخر من الفلسطينيين عندما أصاب صاروخ منزلها في بلدة شفا عمرو في الأراضي المحتلة عام 1948.
وقال زوج المعلمة عواد لموقع Ynetnews: “كانت زوجتي في المنزل بمفردها، وسقط الصاروخ داخل الغرفة الآمنة، للأسف، فقدنا زوجة وأختاً وأماً ومعلمة في المدرسة لمدة 30 عاماً”.
وأضاف: “يجب إيقاف الحرب، أشعر الآن بما يشعر به اولئك الذين أصيبوا فيها”.
غير أن استشهاد عواد كان حادثًا يستحق الاحتفال بالنسبة للعديد من الإسرائيليين، حيث قال البعض “إنها تستحق ذلك”، وأعرب آخرون عن امتنانهم لـ “قتل فلسطيني”.
وكتب أحد الإسرائيليين على موقع X: “مادامت مسلمة فهي ليست مثيرة للاهتمام”، بينما سخر آخر من الهجوم ووصفه بأنه “هدف ذاتي” لحزب الله.
وكتب مستخدم آخر على وسائل التواصل الاجتماعي: “نعم، إنه أمر ممتع أنها ليست يهودية”.
في غضون ذلك، كتب أحد المتطوعين في منظمة ماجن دافيد أدوم، منظمة خدمات الإنقاذ الإسرائيلية، في منشور حصل على أكثر من ألف إعجاب، أنه “ليس هناك ما يدعو للحزن، إنها إرهابية بكل المقاييس، إنها ليست في صالحنا بأي شكل من الأشكال، فليبارك الله عليها بعد أن اغتصبناها”.
واتصل عضو الكنيست أحمد طيبي من حزب حداش- تاعل اليساري بمنظمة ماجن دافيد أدوم بشأن التعليق، وكتب لاحقًا على موقع X أن المتطوع قد أوقف عن العمل ومن المتوقع أن يواجه جلسة تأديبية.
وكتب طيبي في منشور ثانٍ: “الظاهرة تعود مرة أخرى، نفس العنصرية، ونفس الحقارة، ونفس الهدر البشري، والفرحة باستشهاد المرحومة صفاء عواد بصاروخ من لبنان”.
وأضاف: “لقد أرسلت خطابًا إلى النائب العام منذ شهر، وقيل لي أن الأمر قيد المراجعة، فلماذا لم يتم اعتقال أحد؟”
وهذه ليست المرة الأولى التي يشيد فيها الإسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعي بقتل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.
فخلال الشهر الماضي، احتفل آلاف الإسرائيليين بارتقاء محمد نعيم، الذي استشهد بصاروخ أثناء مساعدته لإخوته الأصغر سناً على دخول ملجأ في بلدة معالوت ترشيحا شمال إسرائيل.
كما كانت هناك ردود فعل مبتهجة من العديد من الإسرائيليين عندما أدى صاروخ أطلق من لبنان إلى استشهاد أرجوان مناع وحسن سعاد في بلدة مجد الكروم الفلسطينية في أكتوبر/تشرين الأول.
وكتب إران هالبرين، أستاذ علم النفس الاجتماعي في الجامعة العبرية في القدس، على موقع X” قراءة هذه التعليقات العنصرية واجب مدني حقيقي، وبعد كل تعليق يجب أن نقول بصوت عالٍ: هذه ليست حفنة متطرفة، هذه هي الحكومة الإسرائيلية نفسها”.
وأضاف هالبرين: “هؤلاء إما العنصريون الفاشيون أنفسهم، أو أولئك الذين اختاروهم، إما أن نلفظهم من بيننا، أو نصبح مثلهم، ولا يوجد طريق ثالث”.
وفي شفاعمرو، ساد الحزن على وفاة معلمة محبوبة في مجتمعها، فقد قال أحد السكان: “كانت امرأة طيبة، لقد علمت أطفالي في المدرسة”.
وأفاد معهد الديمقراطية الإسرائيلي هذا الشهر بوجود فجوات هائلة في إسرائيل عندما يتعلق الأمر ببناء مساحات محمية في المدن الفلسطينية، حيث تتلقى التجمعات الإسرائيلية اليهودية حماية أكبر بكثير من نظيراتها الفلسطينية.
وفي أعقاب استشهاد عواد، قال أحد سكان شفاعمرو لموقع يديعوت أحرونوت إن السلطات الإسرائيلية لم تسأل سكان البلدة عما إذا كانوا بحاجة إلى غرف آمنة، أو غرف أمنية معززة يتم بناؤها في جميع أنحاء إسرائيل، للاحتماء من القصف.
وأضاف: “لقد بنوا غرفًا آمنة فقط في الشوارع الرئيسية، لكننا نريدها بالقرب من المنازل أيضًا”.
ولم يكن هجوم الأحد هو الأول الذي يضرب البلدة، قبل ثلاثة أسابيع، استشهدت أم وابنها في منطقة شفاعمرو أثناء قطف الزيتون”.