مأساة على طريق جمصة المنصورة: ميكروباص ينقلب في الترعة وعمليات الإنقاذ مستمرة
شهد طريق جمصة – المنصورة حادثًا مفجعًا هز أرجاء محافظة الدقهلية بعد انقلاب ميكروباص محمل بالركاب في إحدى الترع على جانب الطريق وسط صرخات استغاثة ومشاهد مأساوية تجسد حالة من الرعب والهلع التي عاشها الركاب والمارة بعد وقوع الكارثة في وضح النهار
الحادث وقع حين فقد السائق السيطرة على الميكروباص أثناء محاولة تفادي مركبة أخرى كانت تسير بسرعة جنونية مما أدى إلى انحراف الميكروباص وسقوطه بشكل مفاجئ في الترعة العميقة حيث غرقت المركبة في المياه الموحلة وتسببت في احتجاز الركاب داخلها وسط محاولات يائسة للخروج
وعلى الفور اندفع المواطنون والأهالي إلى موقع الحادث محاولين إنقاذ الركاب بأي وسيلة ممكنة ورغم غياب فرق الإنقاذ الرسمية في الدقائق الأولى بعد الحادث إلا أن المواطنين الذين تجمعوا على جانبي الترعة لم يترددوا في القفز في المياه لمساعدة العالقين حيث استخدموا الحبال والعصي والطرق البدائية في محاولات لإنقاذ الأرواح
كانت المياه التي تغمر الميكروباص بتياراتها القوية تزيد من تعقيد الوضع حيث كان الركاب يصارعون للبقاء على قيد الحياة بينما يتشبثون بأي أمل للخروج قبل أن ينفذ الهواء من المركبة بعض الناجين تحدثوا عن لحظات رعب حقيقية عاشوها داخل الميكروباص حيث قال أحدهم إن المياه بدأت تتسرب بسرعة داخل المركبة ولم يكن هناك مهرب بسبب الأبواب المغلقة بإحكام
تمكنت فرق الإنقاذ التي وصلت بعد وقت متأخر من انتشال بعض الركاب المصابين ونقلهم إلى مستشفى جمصة حيث تبين إصابة عدد من الركاب بجروح متفاوتة وتم تقديم الإسعافات الأولية للمصابين الذين كانوا في حالة من الذهول والصدمة ومن بين المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفى:
- علاء محمود المطري يوسف (45 سنة) من بلقاس
- عصام مصطفى البرعي (58 سنة) من كفر الشيخ
- دلال عبد العزيز عبد الباقي (35 سنة) من بلقاس
- أميرة السيد محمد (25 سنة) من كفر البطيخ بمحافظة دمياط
فيما لا تزال عمليات البحث مستمرة عن الركاب الآخرين الذين لا يزالون عالقين داخل المياه حيث تعمل فرق الإنقاذ بالتعاون مع الأهالي على انتشال الجثث أو إنقاذ الناجين الذين لم يتمكنوا بعد من الخروج من الميكروباص الغارق
هذا الحادث المفجع سلط الضوء على مدى ضعف البنية التحتية لطريق جمصة – المنصورة حيث الطريق الضيق يفتقر إلى حواجز أمان كافية على جوانبه مما يجعل وقوع الحوادث فيه أمرًا متكررًا ويثير تساؤلات حول تدابير الأمان التي يجب أن تكون متوفرة في الطرق الحيوية التي تشهد حركة مرورية كبيرة
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها المواطنون في اللحظات الأولى من الحادث إلا أن تأخر الاستجابة الرسمية يثير غضب الأهالي الذين أعربوا عن استيائهم الشديد من غياب الفرق المتخصصة والمعدات اللازمة لمواجهة مثل هذه الكوارث بسرعة وكفاءة وطالبوا بتحسين خدمات الطوارئ وتعزيز فرق الإنقاذ في هذه المناطق التي تشهد حركة مرورية كثيفة
مع مرور الوقت واستمرار عمليات البحث والإنقاذ تظل الآمال معلقة في الوصول إلى بقية الركاب الذين لا يزالون مفقودين وسط المياه ولكن القلق يتزايد مع مرور كل دقيقة حيث أصبحت فرص العثور على ناجين تتضاءل شيئًا فشيئًا في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها المنقذون
الحادث الذي أثار موجة من الغضب والاستياء بين الأهالي يطرح تساؤلات حول المسؤولية المباشرة عن وقوعه وبينما أعلنت الجهات المختصة عن فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤولين إلا أن الأهالي يخشون أن تظل هذه الوعود مجرد كلمات دون أي تغييرات جذرية في أوضاع الطريق الذي أصبح يشكل تهديدًا يوميًا للمسافرين عليه
فيما يستمر الأهالي في تقديم يد العون والمساعدة لفرق الإنقاذ تتزايد الدعوات لتطبيق إصلاحات عاجلة في البنية التحتية للطريق وتوفير فرق طوارئ وإنقاذ مدربة تعمل بشكل فعال وسريع في حالات الحوادث المماثلة لكن حتى يتحقق ذلك يبقى الجميع يعيشون في حالة من القلق والخوف من وقوع المزيد من الكوارث