في اليوم الـ 411 من العدوان الإسرائيلي على غزة تستمر معاناة الفلسطينيين تحت وطأة الغارات الجوية المتواصلة والقصف الذي لا يرحم.
تقرير طبي من داخل القطاع يكشف عن مقتل 28 فلسطينياً خلال 24 ساعة جراء الهجمات الجوية الإسرائيلية على مناطق عدة في غزة.
وبينما تحصد آلة الحرب الإسرائيلية أرواح المدنيين، تستمر عمليات التدمير واسعة النطاق للمنازل والمرافق الحيوية في القطاع. الطائرات الحربية الإسرائيلية لم تترك مكانًا إلا وقصفته حيث طالت المناطق السكنية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة مما أسفر عن تدمير عدد من المباني السكنية.
لم تكن هذه الغارات الوحشية سوى حلقة في سلسلة من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد سكان القطاع المحاصر. الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي عاودت قصف مناطق متفرقة من القطاع في الساعات الماضية، تؤكد على استمرار سياسة التدمير الممنهج التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة.
الهدف واضح، قتل أكبر عدد من المدنيين وتدمير الحياة اليومية في القطاع الذي يعاني منذ أكثر من 11 شهراً من الحصار والتدمير.
التدمير والقتل في قطاع غزة
تستمر غارات الطائرات الحربية الإسرائيلية في ضرب مواقع متفرقة في القطاع بما في ذلك المباني السكنية، وسط استمرار الحصار المفروض على غزة.
مصادر صحفية أكدت أن الاحتلال قام بتدمير العديد من المنازل في مشروع بيت لاهيا في شمال القطاع، وهي المنطقة التي كانت قد شهدت سابقًا تدميرًا واسعًا للمنازل والمرافق الحيوية.
غارات الاحتلال لم تميز بين هدف عسكري أو مدني، بل استهدفت كل شيء، سواء المباني السكنية أو المنشآت المدنية. والكارثة تكمن في أن هذه الغارات تواصل قتل المدنيين العزل بما فيهم النساء والأطفال.
ووسط هذه الجريمة المستمرة، يقبع آلاف الفلسطينيين في أماكن غير آمنة، محاصرين بين الأنقاض، بلا مكان للهرب أو الأمان. ومع مرور الوقت، تزداد معاناة سكان القطاع من نقص حاد في الغذاء والدواء والماء، ناهيك عن التدمير الكامل للبنية التحتية.
الضفة الغربية تحت الحصار والاعتقالات
على الجانب الآخر، لم تتوقف سياسة القمع الإسرائيلي في الضفة الغربية. قوات الاحتلال مستمرة في عمليات الاقتحام والاعتقالات بحق الفلسطينيين.
حيث نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، سلسلة اقتحامات لعدد من مدن وبلدات الضفة الغربية، شملت مدن نابلس وجنين والخليل. وقد أسفرت هذه الحملة عن اعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين بعد مداهمة منازلهم.
إن هذه العمليات العسكرية اليومية في الضفة الغربية تسعى إلى نشر حالة من الرعب والذعر بين الفلسطينيين، في محاولة لتوسيع دائرة القمع والتنكيل الذي يمارسه الاحتلال.
وفي وقت تعاني فيه غزة من القصف المستمر، تتواصل حملات الاعتقال والتضييق في الضفة الغربية، حيث لا يتوقف الاحتلال عن اعتقال الأطفال والشباب، وتدمير المنازل، ومصادرة الأراضي.
الأثر النفسي والاجتماعي للأحداث المتسارعة
لا شك أن استمرار هذا العدوان له تأثيرات كارثية على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. فأعداد الضحايا في تزايد مستمر، والحياة في كلا المنطقتين أصبحت لا تطاق. المجتمع الفلسطيني يعيش على شفير الهاوية، بين قتل مستمر في غزة واعتقالات تعسفية في الضفة الغربية.
الضحايا لا يقتصرون على الذين يسقطون جراء الغارات والقصف، بل يشمل أيضًا أولئك الذين يساقون إلى السجون في الضفة الغربية، حيث يتم احتجازهم دون محاكمة أو أي إجراءات قانونية عادلة.
المجتمع الدولي: هل من تحرك؟
ورغم هذه الجرائم المتواصلة، تواصل القوى الدولية التزام الصمت حيال ما يحدث في فلسطين. الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تقف عاجزة أمام هذه الجرائم، ولا نجد تحركًا جادًا لإيقاف العدوان.
الصوت الدولي الذي كان يمكن أن يشكل رادعًا للاحتلال، لا يزال ضعيفًا ومرتكزًا على بيانات شجب واستنكار، دون اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف المذبحة في غزة أو إنهاء سياسة الاعتقالات في الضفة الغربية.
تظل نداءات الفلسطينيين تتعالى حول العالم، بينما تواصل إسرائيل تنفيذ عملياتها العسكرية في غزة والضفة، في تجاهل تام لكل المواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.
الواقع المظلم في فلسطين
اليوم الـ 411 من الحرب على غزة ليس سوى صفحة أخرى في كتاب طويل من المعاناة والمجازر. ما بين الدماء التي تُسفك على الأرض، والأنقاض التي تخلفها القصف، والأصوات التي تملأ الأجواء من هنا وهناك، يتساءل الفلسطينيون هل من نهاية لهذا الجحيم؟
ومتى سيتوقف العالم عن الصمت؟ إن الصورة التي يرسمها الاحتلال في فلسطين لن تنسى، وما ارتكبته إسرائيل من جرائم سيكون له أثراً عميقاً في تاريخ المنطقة والعالم.
إسرائيل قد تكون قد حققت بعض أهدافها العسكرية، لكنها فشلت فشلاً ذريعًا في تحقيق الأمن الحقيقي، وأثبتت عجزها عن وقف المقاومة الفلسطينية التي تستمر رغم كل محاولات القمع.