تقاريرعربي ودولى

الاحتلال يصعّد غاراته على لبنان وغزة وسوريا والمجازر تواصل حصد أرواح المدنيين

في تصعيد خطير وغير مسبوق تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت في خطوة تهدف إلى توجيه رسالة ترهيب واضحة لسكان هذه المنطقة الحيوية التي تعد معقلا رئيسيا لحزب الله اللبناني وتأتي هذه الغارات وسط حالة من التوتر المتصاعد في المنطقة مما يزيد من حدة الأزمة الأمنية والإنسانية التي تعصف بلبنان في ظل أزمات سياسية واقتصادية خانقة أصلاً

وبالتزامن مع هذه الضربات الجوية المكثفة أطلقت قوات الاحتلال تحذيرات عاجلة لسكان الضاحية الجنوبية مطالبةً إياهم بإخلاء منازلهم فوراً حيث تشير هذه التحذيرات إلى نية الاحتلال تصعيد هجماته واستهداف مزيد من الأحياء المدنية في الأيام القادمة ويبدو أن هذه الرسائل التحذيرية تسعى إلى تحقيق تأثير مزدوج عبر دفع السكان إلى الهروب من منازلهم وتفريغ المنطقة من أي وجود مدني وفي الوقت نفسه فرض مزيد من الضغوط النفسية على السكان الذين يعيشون في حالة رعب وقلق دائمين

وفي شمال غزة تعيش المنطقة مأساة إنسانية متواصلة حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 70 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال في مجزرة مروعة نفذتها قوات الاحتلال وسط قصف عشوائي طال المنازل والمدارس والمستشفيات وأدى إلى إصابة مئات آخرين بجروح متفاوتة الخطورة هذا القصف الوحشي على المدنيين في شمال غزة يأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ عقود إلا أن هذه المجزرة الأخيرة تبرز بشكل خاص لكونها استهدفت مناطق مكتظة بالسكان وبشكل متعمد ووحشي

ورغم مناشدات المجتمع الدولي لوقف هذا التصعيد الدموي إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تحديه لكل الأعراف والمواثيق الدولية حيث تمضي قواته في ارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين تحت ذريعة محاربة الفصائل المسلحة لكن الحقيقة أن ما يحدث هو استهداف مباشر للمدنيين العزل في محاولة لفرض معادلة الرعب والإخضاع على الشعب الفلسطيني ومع ذلك فإن صمود الأهالي في غزة يظل شوكة في حلق الاحتلال حيث يتمسكون بأرضهم ويواصلون التصدي للعدوان بكل ما أوتوا من عزيمة وإصرار

أما في سوريا فقد شهدت مدينة تدمر واحدة من أفظع المجازر التي ارتكبتها إسرائيل مؤخراً حيث سقط أكثر من 110 بين قتيل وجريح إثر قصف جوي عنيف شنته طائرات الاحتلال مستهدفة عدة مواقع داخل المدينة ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن هذه الهجمات خلفت دماراً واسعاً في البنية التحتية وأثارت حالة من الفزع بين سكان المدينة الذين يعيشون بالفعل تحت وطأة الحرب منذ سنوات

وتأتي هذه الهجمات في وقت حساس للغاية حيث تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال هذا القصف توجيه رسائل واضحة إلى الأطراف الإقليمية والدولية مفادها أن إسرائيل لن تتوانى عن استخدام القوة العسكرية لفرض هيمنتها على المنطقة بغض النظر عن الخسائر البشرية الفادحة التي تتسبب بها هذه الهجمات ويبدو أن الاحتلال يسعى أيضاً إلى عرقلة أي محاولات للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا عبر توسيع رقعة النزاع وتعقيد الوضع الميداني بشكل أكبر

المراقبون يرون أن تصعيد الاحتلال لعملياته العسكرية في لبنان وسوريا وغزة يعكس توجهاً استراتيجياً نحو توسيع نطاق الحرب في المنطقة وتحويلها إلى حرب متعددة الجبهات مما يعقد أي محاولات للتهدئة أو الحل السياسي ويبدو أن إسرائيل تراهن على إشعال صراع طويل الأمد ينهك خصومها في محور المقاومة ويفرض عليها سيطرة إقليمية أكبر

ومن ناحية أخرى فإن هذه الهجمات المتواصلة تشير إلى أن الاحتلال لم يعد يفرق بين المدنيين والعسكريين في عملياته العسكرية بل إنه يتعمد استهداف المناطق السكنية الحيوية في لبنان وغزة وسوريا لتحقيق أهدافه العسكرية والسياسية دون أدنى اعتبار لحياة الأبرياء وحقوق الإنسان

وفي خضم هذه الأزمات المتفاقمة تبقى التساؤلات مطروحة حول دور المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي تكتفي غالباً بإصدار بيانات الشجب والاستنكار دون اتخاذ خطوات عملية لوقف هذا العدوان السافر على الشعوب العربية في لبنان وفلسطين وسوريا ومن الواضح أن غياب المحاسبة الدولية يشجع الاحتلال الإسرائيلي على المضي قدماً في ارتكاب المزيد من الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب وفقاً للقوانين الدولية

وإن هذا التصعيد الإسرائيلي الأخير لا يترك مجالاً للشك بأن الاحتلال يسعى بكل الوسائل إلى فرض إرادته بالقوة العسكرية على شعوب المنطقة دون أي اعتبار للقانون الدولي أو الإنسانية ومع استمرار هذه الهجمات الوحشية فإن الوضع في المنطقة مهدد بالانفجار الكامل في أي لحظة مما يجعل الحاجة إلى تدخل دولي حقيقي وفعال أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لوقف هذه المجازر ومنع انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button