في خطوة مفاجئة وغير متوقعة أطلقها الدكتور خالد خلف قبيصي وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، انتفض المسؤول الأول عن القطاع التعليمي في المحافظة ليواجه حالات من الفوضى والتقصير التي تهدد استقرار العملية التعليمية داخل مدارس المنطقة.
وقد رافقته في هذه الزيارة الميدانية المفاجئة ريحاب عريق وكيل المديرية، والدكتور منتصر الشماع مدير إدارة إطسا التعليمية، ليتفقدوا سوياً عدداً من المدارس ويكونوا على دراية كاملة بحجم الانتهاكات التي طالت العديد منها.
بداية الجولة كانت في مدرسة دفنو بنين الابتدائية التابعة لإدارة إطسا التعليمية، حيث بدأ الدكتور قبيصي في مراجعة الوضع التعليمي والإداري داخل المدرسة، ليكتشف أن الأمور في وضع كارثي. لم يكن مشهد المدرسة البائسة مقتصراً على ضعف أداء المعلمين وعدم انتظام العملية التعليمية فقط، بل كانت هناك مخالفات جسيمة أخرى لا يمكن التغاضي عنها. حيث تبيّن أن 14 من العاملين في المدرسة كانوا غائبين بشكل غير مبرر، مما يعكس حجم الإهمال الذي يسيطر على المدرسة ويؤثر سلباً على سير العملية التعليمية.
العديد من المشاكل الأخرى كانت واضحة للعيان، مثل الإهمال في نظافة المدرسة والفصول الدراسية التي كانت تبدو وكأنها مهجورة، فضلاً عن وجود رواكد خشبية مبعثرة في أنحاء متفرقة من المدرسة. أما عن الأمور الإدارية، فكان لافتاً عدم صرف المبالغ المخصصة لللامركزية والصيانة، مما أضاف عبئاً إضافياً على المشهد الكئيب. ولم يكن هذا كل شيء، حيث رصد الدكتور قبيصي تواجد باعة جائلين بالقرب من مداخل المدرسة، وهو أمر يعكس الإهمال في تطبيق القوانين وحماية الطلاب من أي مخاطر قد تهدد سلامتهم.
لم يتوانَ وكيل الوزارة في اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة تلك التجاوزات، حيث أمر بإلغاء تكليف وكيل المدرسة واستبعاد مدير المدرسة، ليؤكد بذلك على ضرورة إعادة الانضباط داخل المؤسسة التعليمية. كما شدد على أن يتم إصلاح الوضع بشكل عاجل ودون أي تهاون، من خلال تكليف لجان المتابعة لمراقبة الوضع عن كثب والعمل على إزالة كافة السلبيات التي من شأنها التأثير على العملية التعليمية.
ولم تكن زيارة الدكتور قبيصي فقط لمتابعة أوضاع المدارس فحسب، بل امتدت لتشمل تعزيز دور الثقافة والتعليم في تنمية الوعي المجتمعي لدى الطلاب. حيث شهدت الفيوم عرضاً مسرحياً متميزاً تناول قضية التفكك الأسري التي تعد من أهم القضايا المجتمعية التي تضر بالمجتمع المصري بشكل عام. وقد حضر العرض كوكبة من الشخصيات البارزة في مجال الثقافة والتعليم، على رأسهم السيدة ريحاب عريق وكيل المديرية، والعقيد شريف عامر المستشار العسكري، بالإضافة إلى عدد من القادة العسكريين، مما أضفى على الحدث طابعاً من الجدية والاهتمام الرسمي.
تناولت المسرحية قضية التفكك الأسري بأسلوب مبسط يتناسب مع فئة الطلاب، حيث قدمت عرضاً كوميدياً يتناول آثار هذا التفكك على الأسرة والمجتمع. وقد لاقى العرض استحسان الحضور، حيث أشاروا إلى أهمية معالجة هذه القضية الشائكة بطريقة ثقافية وفنية تساهم في توعية الطلاب وتثقيفهم حول كيفية التعامل مع مثل هذه المشاكل الأسرية. كما أشاروا إلى أن المسرحية تعتبر أداة فعّالة في نشر الوعي الاجتماعي وتعليم الطلاب كيفية التعامل مع التحديات الأسرية من خلال المواقف التربوية والتثقيفية التي تعرضها.
يأتي هذا العرض المسرحي في إطار اهتمام وزارة التربية والتعليم بالفيوم بتعزيز الوعي الاجتماعي لدى الشباب، مما يساهم في تشكيل جيل قادر على مواجهة التحديات المجتمعية بشكل مدروس وعلمي. وقد عبر العديد من الحضور عن إعجابهم بالعرض، مؤكدين أنه يمثل نموذجاً جيداً للاستفادة من الفن في توجيه رسالة تعليمية قوية للمجتمع بشكل عام، وللطلاب بشكل خاص.
ولا شك أن هذه الجولات والأنشطة تشكل خطوة نحو إصلاح المنظومة التعليمية في الفيوم، لكنها أيضاً تفتح الباب أمام تساؤلات حول كيفية متابعة تنفيذ هذه القرارات وتطبيقها بشكل فعّال لضمان عدم تكرار هذه التجاوزات في المستقبل.