تقاريرمحافظات

حملة إعلامية شديدة لمناهضة العنف ضد المرأة بمجمع إعلام بئر العبد

في إطار الحملة الإعلامية المستمرة التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع، أقام مجمع إعلام بئر العبد في شمال سيناء يوم الأربعاء الموافق 20 نوفمبر 2024، لقاء إعلامياً ضمن المبادرة الرئاسية لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي تحظى بدعم حكومي واسع واهتمام متزايد من مختلف الجهات الحكومية والمجتمع المدني.

هذا اللقاء الذي أقيم في قاعة المؤتمرات بمجمع الإعلام، شهد حضور العديد من الشخصيات الرسمية والتربوية والإعلامية التي تتبنى وتشارك في دعم هذه الحملة الهامة.

كان المتحدث الرئيسي في اللقاء الدكتور محمد عبد العظيم، مدير عام إدارة التعليم الأزهرى بشمال سيناء، الذي تناول خلال كلمته موضوع العنف ضد المرأة من جميع جوانبه، مؤكداً على أن الإسلام قد حرم بشدة أي شكل من أشكال العنف ضد المرأة، سواء كان جسدياً أو نفسياً أو لفظياً، وأشار إلى أن هذا النهج من الإسلام يهدف إلى حماية المرأة والتمسك بالأسرة ورفع شأنها.

وأكد في حديثه أن العنف ضد المرأة ليس مجرد انتهاك لحقوقها، بل هو جريمة تهدد استقرار المجتمع ككل، حيث يساهم في تفكيك الأسرة وتدمير قيم التماسك الاجتماعي.

الدكتور عبد العظيم تحدث عن أنواع العنف ضد المرأة، والتي تتعدد وتتنوع بين العنف الجسدي والعنف اللفظي والعنف النفسي، مشيراً إلى أن العنف الأسري يعد من أخطر أنواع العنف نظراً لتأثيره الكبير على جميع أفراد الأسرة وعلى المجتمع ككل.

وبين الدكتور عبد العظيم أن الإسلام قد نهى عن هذه الظواهر بشكل قاطع، وأكد على تحريمه في الكتاب والسنة، حيث تتجلى آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في تحريمه لكل أشكال العنف ضد النساء، سواء كان ذلك في إطار الأسرة أو المجتمع.

في هذا السياق، تناول اللقاء ظواهر العنف المختلفة التي تتعرض لها النساء في المجتمعات العربية، مشيراً إلى أن العنف ضد المرأة ليس محصوراً في فئة اجتماعية أو جغرافية معينة، بل هو ظاهرة منتشرة في كل أنحاء العالم، خاصة في المجتمعات التي تعاني من تهميش المرأة أو ضعف الوعي الاجتماعي.

ولفت المتحدث إلى أن العنف ضد المرأة يمكن أن يأخذ أشكالاً عديدة، منها العنف البدني والعقلي، والاعتداءات النفسية، إضافة إلى الاغتصاب والاعتداء الجنسي. كما أشار إلى أن هناك ممارسات تقليدية تضر بالمرأة مثل الزيجات القسرية، التي تعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.

وأكد الدكتور عبد العظيم على أن ظاهرة العنف ضد المرأة لا تقتصر على منطقة جغرافية معينة أو على طبقة اجتماعية بعينها، بل هي مشكلة عالمية تتطلب تعاوناً دولياً لمكافحتها.

وأوضح أن العديد من القوانين الدولية قد أكدت على ضرورة حماية النساء من العنف بكل أشكاله، ولكن في كثير من الأحيان لا تُنفذ هذه القوانين بشكل صحيح، وهو ما يؤدي إلى استمرار هذه الظاهرة وانتشارها في المجتمعات.

كما أشار الدكتور عبد العظيم إلى دور الحكومات العربية في التصدي لهذه الظاهرة، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود لمكافحة العنف ضد النساء على المستويين الوطني والإقليمي.

واستعرض العديد من التدابير التي اتخذتها بعض الحكومات العربية للحد من هذه الظاهرة، مؤكداً في الوقت نفسه على أن الحماية الحقيقية للمرأة تبدأ من تغيير الأنماط الاجتماعية والثقافية السائدة التي تساهم في نشر ثقافة العنف ضدها. كما دعا إلى تعزيز الوعي المجتمعي من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التثقيفية التي تستهدف التوعية بحقوق المرأة وأهمية حمايتها من أي نوع من العنف.

المبادرة الرئاسية ضد العنف ضد المرأة تهدف إلى نشر الوعي بين جميع فئات المجتمع، وتعمل على تنفيذ برامج متعددة تشمل ندوات وورش عمل يتم تنظيمها في مختلف محافظات مصر.

وقد تم تسليط الضوء على أهمية مشاركة الشباب والفتيات والسيدات والسادة في هذه المبادرة، وتوعيتهم بأضرار العنف ضد المرأة. كما تم الإشارة إلى التعاون مع عدد من المؤسسات المختلفة مثل إدارة الأزهر الشريف في العريش وبئر العبد، وإدارة أوقاف بئر العبد، إضافة إلى المشايخ الأزهريين والمثقفين الصحيين الذين شاركوا في اللقاء وأكدوا على أهمية تعزيز دور الدين والتعليم في مكافحة هذه الظاهرة.

وقد شهد اللقاء أيضاً مشاركة فعالة من المعهد الفني الصناعي العالي في بئر العبد، وكذلك الوحدة المحلية لمركز ومدينة بئر العبد، مما يبرز أهمية التعاون بين مختلف المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتحقيق الهدف المشترك وهو القضاء على العنف ضد المرأة.

وفي ختام اللقاء، أكدت حنان معيقل، مدير مجمع إعلام بئر العبد، على أهمية الدور الذي تلعبه الهيئة العامة للاستعلامات في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي، مشيدةً بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها الهيئة برئاسة الدكتور ضياء رشوان، ورئاسة الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي، في تعزيز قيم التوعية والمشاركة المجتمعية.

وقالت إن الهيئة تستمر في تنظيم مثل هذه الفعاليات التثقيفية التي تساهم في بناء مجتمعات متماسكة وقادرة على مواجهة التحديات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والصحية. وأوضحت أن هذه الحملة تهدف إلى النهوض بمصر الحبيبة وتحقيق الرفاهية والازدهار في كافة المجالات.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى