القبض على داليا فؤاد يكشف شبكة مخدرات خطيرة تهدد أمن المصريين
أثار القبض على الإعلامية والبلوجر داليا فؤاد جدلاً واسعاً في الأوساط المصرية، حيث كشفت الأجهزة الأمنية في القاهرة عن أن المتهمة كانت بحوزتها مواد مخدرة خطيرة تنتمي لفئة “جي إتش بي” وهو المخدر المعروف باستخدامه في جرائم تخدير الفتيات بهدف اغتصابهن.
تفاصيل الواقعة أشعلت غضباً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبين الجماهير، وسط حالة من الصدمة والقلق على أمن المجتمع، خاصة بعد أن أصبحت أخبار الجرائم المرتبطة بهذا المخدر في ازدياد.
بدأت القصة عندما ألقت قوات الشرطة القبض على داليا فؤاد في شقتها بالتجمع الخامس في القاهرة يوم الجمعة الماضي. كانت داليا برفقة شخص يحمل الجنسية البلجيكية، وبحوزتهما كمية ضخمة من مخدر “جي إتش بي” بلغت حوالي 180 لتراً، وهو ما أثار استغراب وسخط كثيرين نظراً للقيمة السوقية الهائلة لهذه الكمية، التي تُقدر بحوالي 145 مليون جنيه مصري.
يعد هذا النوع من المخدرات شديد الخطورة، ويُطلق عليه في بعض الأحيان “مخدر الاغتصاب”، نظراً لأنه يستخدم في حالات الاعتداء الجنسي، حيث يفقد الشخص المتعاطي القدرة على المقاومة أو التذكر، مما يجعله فريسة سهلة للجناة.
مع انتشار خبر القبض على داليا، سارعت نقابة الإعلاميين في مصر بإصدار بيان رسمي. جاء في البيان أن النقابة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية والقضائية اللازمة ضد داليا فؤاد، إلى جانب اتخاذ خطوات ضد قناة “القاهرة والناس” التي تعمل بها داليا. وأضاف البيان أن ما حدث هو انتهاك صارخ للقيم والأخلاقيات المهنية، ولا يمكن للنقابة أن تتغاضى عنه بأي شكل من الأشكال.
لم يقتصر الجدل على النقابة فحسب، بل انطلقت موجات من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب كثيرون عن قلقهم البالغ من خطورة هذا المخدر الذي وصفوه بـ”السم القاتل”.
من أبرز التعليقات التي تداولها المغردون تعليق قال فيه أحد المستخدمين: “الداخلية أعلنت القبض على البلوجر داليا فؤاد وبحوزتها كمية ضخمة من المخدر.. الكمية تشير إلى أنها ليست مجرد مستخدمة، بل هناك شبكة كاملة تعمل خلف هذا الموضوع”.
وبدأ البعض في تحليل الأبعاد الخفية للقضية، حيث اعتبروا أن الكمية التي تم ضبطها تشير إلى أن داليا وشريكها البلجيكي كانا يديران عملية إجرامية ضخمة، وأنها قد تكون جزءاً من عصابة دولية تهدف إلى نشر هذه السموم داخل المجتمع المصري.
من جانب آخر، عبرت بعض الشخصيات العامة عن استيائها من هذا الحادث، مشيرة إلى أن القبض على شخصية إعلامية معروفة بتهمة حيازة مخدرات يُعتبر ضربة قوية لصورة الإعلام المصري، ومؤشراً خطيراً على مدى التغلغل الذي قد تصل إليه هذه الجرائم داخل مؤسسات المجتمع.
وقال أحد المغردين: “هذه ليست مجرد قضية مخدرات عادية.. الكمية التي تم ضبطها تتجاوز قيمتها مليار جنيه.. وهذا يعني أننا أمام تشكيل إجرامي مكتمل الأركان. من الصعب تصديق أن داليا فؤاد مجرد ضحية”.
وأيضاً في إطار تحليل تبعات هذه الجريمة، أبدى كثيرون قلقهم من أن مخدر “جي إتش بي” قد انتشر في مصر دون علم السلطات منذ فترة طويلة، مشيرين إلى أن الكمية التي تم ضبطها تؤكد أن هذا المخدر ليس حديث العهد في البلاد، بل أن هناك منظومة كاملة تتاجر فيه وتوزعه.
من ناحيته، قدم الدكتور محفوظ رمزي، رئيس لجنة التصنيع بنقابة الصيادلة، توضيحات هامة حول خطورة هذا المخدر. قال محفوظ إن “جي إتش بي” مادة محظورة تماماً في مصر، وأنه لم يحصل على أي تراخيص للاستخدام الطبي، وأن الجرعات الزائدة منه قد تكون قاتلة.
وأضاف محفوظ أن وجود هذه الكمية الضخمة في السوق المصرية يشير إلى وجود ثغرات كبيرة في الرقابة على استيراد وتداول المواد الكيميائية الخطيرة، داعياً السلطات إلى تشديد الإجراءات لمحاربة هذا النوع من المخدرات.
تعد هذه الواقعة جزءاً من سلسلة طويلة من القضايا المتعلقة بمخدر “جي إتش بي” والتي هزت المجتمع المصري في الفترة الأخيرة. فقد ارتبط هذا المخدر ببعض الجرائم البشعة، من بينها جرائم اغتصاب وقتل كانت حديث الشارع المصري.
وكانت أبرز هذه الجرائم ما ارتكبه سفاح التجمع الخامس، الذي استخدم نفس النوع من المخدر في تخدير واغتصاب وقتل ثلاث سيدات في القاهرة، ما أضفى بعداً إضافياً من الفزع والريبة حول استخدام هذا المخدر في عمليات مماثلة.
وفي خضم هذا الجدل، أصبح واضحاً أن القضية تتجاوز مجرد القبض على شخصية مشهورة بحوزتها مخدرات، بل أن المجتمع يواجه تحدياً خطيراً يتعلق بانتشار هذا النوع من الجرائم التي تستهدف النساء بشكل خاص.
المواطنون يطالبون السلطات باتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة هذا المخدر، وتعزيز القوانين التي تمنع استيراده أو تداوله، فضلاً عن وضع استراتيجيات فعالة لتوعية المجتمع بخطورة هذه المواد، خاصة على الفئات الضعيفة والمستهدفة من النساء والشباب.
وتبقى الأسئلة قائمة حول كيفية دخول هذه الكمية الهائلة من المخدر إلى البلاد، ومن المسؤول عن إدخالها وتوزيعها، وهل ستكون داليا فؤاد هي فقط وجه هذه القضية أم أن هناك شخصيات أكبر تقف وراءها؟
التحدي الآن يكمن في كشف كافة خيوط القضية، ومحاربة هذه الظاهرة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع.