تقاريرحوادث وقضايا

الأمن في غزة يقضي على عصابات سرقة المساعدات بعملية حاسمة

في ضربة نوعية كشفت عن قدرة الأجهزة الأمنية في غزة على التصدي بقوة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المنطقة نجحت الأجهزة الأمنية في تنفيذ عملية أمنية دقيقة وغير مسبوقة أسفرت عن مقتل أكثر من 20 فرداً من العصابات التي تورطت في سرقة شاحنات المساعدات الإنسانية الموجهة للقطاع

حيث جاءت هذه العملية الأمنية كخطوة أولى ضمن حملة أوسع سيتم تنفيذها على مراحل لتتبع كل من تورط في هذه الجرائم التي تهدد سلامة المواطنين وأمنهم

هذه العصابات المتخصصة في سرقة شاحنات المساعدات الإنسانية كانت قد شكلت خطراً كبيراً على المجتمع الفلسطيني وعلى المحتاجين الذين يعتمدون على هذه المساعدات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع وبدلاً من وصول المساعدات إلى مستحقيها كانت العصابات تستولي على الشاحنات وتقوم ببيع ما تحتويه في السوق السوداء لتحقيق مكاسب شخصية ضاربة عرض الحائط بالمعاناة الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع

ووفقاً لمصادر رفيعة المستوى في وزارة الداخلية فإن هذه العملية الأمنية كانت محكمة التخطيط وشارك فيها الأجهزة الأمنية بتنسيق مع لجان عشائرية من أجل القضاء على هذه العصابات الإجرامية التي كانت تعيث فساداً في القطاع على مدار الفترة الماضية وقد أكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية في غزة لن تتهاون في مواجهة أي فرد أو مجموعة تحاول المساس بأمن واستقرار المجتمع وأن هذه العملية ليست سوى البداية وأن هناك عمليات قادمة ستطال كل من شارك في سرقة المساعدات الإنسانية سواء كانوا من أفراد العصابات أو المتواطئين معهم

وتشير المعلومات التي كشفت عنها المصادر أن العملية الأمنية جاءت بعد شهور من التخطيط الدقيق وجمع المعلومات الميدانية حول هذه العصابات وتحركاتها وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مواقعهم وأماكن نشاطاتهم قبل تنفيذ العملية التي جاءت بشكل مفاجئ وحاسم وأسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصاً ممن تورطوا في هذه الجرائم كما أكدت المصادر أن الحملة الأمنية ستتوسع لتشمل كل المتورطين في هذه الجرائم حتى أولئك الذين ساعدوا العصابات بطريقة غير مباشرة من خلال التستر عليهم أو تسهيل عملياتهم

وفي حديثها عن مستقبل الأمن في القطاع أوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية عازمة على بسط سيطرتها بالكامل على كل المناطق التي تنشط فيها العصابات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها دون أن يجرؤ أحد على محاولة سرقتها مجدداً وقد أظهرت هذه العملية مستوى عالٍ من التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية واللجان العشائرية حيث أكدت المصادر أن التعاون مع العشائر شكل جزءاً هاماً من نجاح العملية الأمنية وأنه سيتم تعزيز هذا التعاون في المستقبل للقضاء بشكل نهائي على هذه الظواهر الإجرامية

لم تتوقف العملية الأمنية عند حدود مواجهة العصابات بل امتدت أيضاً إلى كل من تورط في مساعدة هذه العصابات حيث أكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية ستلاحق أي شخص يثبت تورطه في تسهيل عمليات العصابات أو توفير الحماية لهم وأنه سيتم محاسبة الجميع بيد من حديد فلا مكان في غزة لمن يحاول الإضرار بالمصلحة العامة أو استغلال حاجة الناس في ظل الظروف الصعبة

وتأتي هذه العملية في وقت حرج يعاني فيه قطاع غزة من أوضاع إنسانية متدهورة نتيجة الحصار المفروض عليه منذ سنوات حيث تعتمد أعداد كبيرة من السكان على المساعدات الإنسانية التي تصل من الخارج لكن هذه العصابات الإجرامية كانت تعمل على عرقلة وصول المساعدات وتحويلها إلى مصادر دخل غير شرعية على حساب الفقراء والمحتاجين وهذا ما دفع الأجهزة الأمنية إلى التحرك بقوة وحزم للقضاء على هذه الظاهرة بشكل نهائي

وفي سياق متصل أشارت مصادر وزارة الداخلية إلى أن العمليات الأمنية التي تم التخطيط لها ستكون شاملة ولن تتوقف عند حدود مواجهة العصابات فقط بل ستشمل كل من يثبت تورطه بأي شكل من الأشكال في الجرائم التي تمس حياة المواطنين وأمنهم وقد أكدت المصادر أن الجهات الأمنية في غزة وضعت خطة متكاملة لفرض النظام في كل مناطق القطاع وأنها لن تتهاون في التعامل مع أي تهديدات أمنية مهما كانت صغيرة أو كبيرة

العملية الأمنية الأخيرة كشفت عن وجه آخر من التعاون الفعّال بين الأجهزة الأمنية في غزة واللجان العشائرية حيث لعبت العشائر دوراً محورياً في توفير الدعم والمعلومات للأجهزة الأمنية وقد أثبت هذا التعاون أن المجتمع الفلسطيني قادر على التصدي لكل من يحاول نشر الفوضى أو الإضرار بأمنه وأن هناك وحدة وتكاتفاً بين مختلف فئات المجتمع من أجل مواجهة التحديات الأمنية التي يمر بها القطاع

ورغم أن هذه العملية الأمنية لاقت ترحيباً واسعاً في غزة باعتبارها خطوة هامة نحو القضاء على عصابات السرقة فإنها أثارت أيضاً اهتمام الأوساط الخارجية حيث تزامنت مع تصريحات عضو حكومة الاحتلال سموتريتش الذي دعا إلى السيطرة على المساعدات الإنسانية إلى غزة في محاولة واضحة للضغط على حركة حماس وخلق حالة من الفوضى داخل القطاع لكن ما شهدناه من استجابة أمنية حازمة يؤكد أن غزة قادرة على حماية نفسها من الداخل وأن محاولات استغلال الأزمة الإنسانية لتحقيق أجندات سياسية لن تنجح في تغيير واقع القطاع

المصادر الأمنية أكدت أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة تعزيز الأمن والاستقرار في كافة أرجاء غزة وأنه سيتم العمل على تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية لمواجهة أي تحديات مستقبلية وأن الهدف الأول والأخير هو حماية المجتمع وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها وتجفيف منابع الجريمة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى