في جريمة جديدة من جرائم الاحتلال الإسرائيلي، أقدمت قوات الاحتلال على استهداف خيمة تأوي نازحين في منطقة المواصي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. الهجوم البشع أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين، من بينهم أطفال، بالإضافة إلى إصابة العديد من المواطنين الذين كانوا في المكان لحظة الهجوم. هذا الاستهداف لم يكن سوى حلقة جديدة في مسلسل العدوان الإسرائيلي المستمر على المدنيين العزل، حيث تواصل قوات الاحتلال استهداف مناطق المدنيين والمنشآت الإنسانية في محاولة لبث الرعب والفزع بين السكان في غزة.
وكانت الخيمة التي تعرضت للقصف تأوي عائلات هاربة من ويلات الحرب والدمار، لكنها لم تنجُ من قصف طائرات الاحتلال التي اختارت أن تواصل إرهابها في الأراضي الفلسطينية. القصف لم يراعِ الأطفال ولا النساء ولا الشيوخ الذين يتخذون من هذه الخيم ملجأً لهم بعيدًا عن جحيم القصف اليومي الذي لا يتوقف. رغم كل محاولات التهرب من القتل، إلا أن آلة الحرب الإسرائيلية استهدفتهم بلا رحمة، ما أسفر عن سقوط الشهداء وإصابة العشرات الذين يعانون الآن من جراح خطيرة.
حزب الله يوجه ضربة قاسية للاحتلال الإسرائيلي ويدمر دبابته في الجنوب اللبناني
في المقابل، أعلن حزب الله عن تنفيذ عملية نوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مثلث طير حرفا – الجبين في جنوب الأراضي اللبنانية. العملية أسفرت عن تدمير دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي، وأوقعت بين قتيل وجريح طاقمها الذي كان على متنها. هذه الضربة تأتي في إطار الرد المشروع والمستمر على العدوان الإسرائيلي في لبنان وفلسطين. حزب الله أشار إلى أن هذه العملية تأتي في إطار معركة الردع ضد الاحتلال، وأن المقاومة اللبنانية لن تتوقف عن مواجهة التهديدات الإسرائيلية حتى تحرير الأراضي المغتصبة.
إن تدمير الدبابة يعد دليلاً جديداً على أن الاحتلال لن يستطيع أن يواصل عدوانه بحرية وأن المقاومة في لبنان وفي فلسطين قادرة على مواجهة جيش الاحتلال المتفوق تكنولوجياً وعسكرياً. هذه العملية تمثل رسالة قوية للعدو بأن أي تجاوز على الحدود لن يمر دون عقاب. حزب الله أكد أن العدوان الإسرائيلي لا يزال يواجه تصديًا عنيدًا من جميع جبهات المقاومة، وأن أي محاولة للاعتداء ستؤدي إلى رد فعل قاسي ومدمر.
حركة حماس تنعي قائدها الإعلامي محمد عفيف النابلسي في غارة جوية إسرائيلية
أما في لبنان، فقد نعت حركة حماس القائد محمد عفيف النابلسي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، الذي استشهد مع مجموعة من رفاقه إثر غارة جوية شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على العاصمة بيروت. النابلسي الذي كان من أبرز الشخصيات الإعلامية في حزب الله، شكل جزءًا من الجبهة الإعلامية التي تقف في وجه أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي وتفضح جرائمه على الأرض. غارة العدو هذه جاءت لتستهدف رموز المقاومة، لكنها فشلت في إيقافهم أو إضعاف إرادتهم.
حركة حماس عبرت عن بالغ حزنها لاستشهاد النابلسي، مؤكدة أن رحيله لن يضعف عزم المقاومة بل سيزيدها قوة وإصرارًا على متابعة الطريق الذي مضى عليه. النابلسي كان قد قدم الكثير لقضية فلسطين، ولم يتوقف عن دعم المقاومة بكل الوسائل الممكنة، ما جعله هدفًا مشروعًا لآلة الحرب الإسرائيلية. حماس أكدت أن استشهاد النابلسي هو خسارة عظيمة للمقاومة، ولكنها في نفس الوقت تزيد من عزيمة الشعبين اللبناني والفلسطيني على الاستمرار في مقاومتهم ضد الاحتلال.
تصعيد مستمر وجرائم حرب ضد المدنيين في فلسطين ولبنان
هذه الحوادث تأتي في وقت يشهد فيه قطاع غزة تصعيدًا خطيرًا في عمليات القصف الإسرائيلي، حيث لا تزال الطائرات الحربية تستهدف المدنيين والنازحين في مناطق مختلفة من القطاع. في المقابل، لا تزال المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، جنبًا إلى جنب مع حزب الله في لبنان، تواصل الرد على العدوان الإسرائيلي بمختلف الوسائل العسكرية، وتبدي قدرة على إيلام جيش الاحتلال في أماكن متعددة.
الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحاول أن يفرض سياسته العسكرية بالقوة، يواجه مقاومة شرسة على الأرض من قبل الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني على حد سواء. في غزة، حيث يواصل الاحتلال استهداف المدنيين، تتصاعد معاناة الفلسطينيين، في حين أن لبنان يستمر في التصدي للمخططات الإسرائيلية عبر ضربات دقيقة ضد أهداف الاحتلال.
هذه المرحلة من الصراع بين المقاومة الفلسطينية وحزب الله من جهة، والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، تمثل مرحلة جديدة من الصراع المتواصل الذي لن ينتهي إلا بتحقيق النصر الكامل للشعبين في لبنان وفلسطين.