المقاومة الإسلامية في العراق تضرب إيلات بصواريخ الطائرات المسيّرة
في خطوة تصعيدية جديدة تؤكد عزم المقاومة على مواجهة الاحتلال وإيصال رسالة قوية للعالم كشف فجر يوم الاثنين 18 نوفمبر 2024 عن تنفيذ “المقاومة الإسلامية في العراق” لعملية هجومية غير مسبوقة استهدفت هدفا حيويا في مدينة أم الرشراش إيلات جنوب إسرائيل باستخدام الطائرات المسيّرة العملية لم تكن مجرد هجوم عسكري عابر بل تمثل تحذيرا استراتيجيا من نوع خاص وجهته المقاومة لمحتلي الأرض ودماء الأبرياء
المقاومة أعلنت عن تنفيذ هذا الهجوم ردا على الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في فلسطين ولبنان معتبرة أن هذه العمليات تأتي في سياق دفاعها المشروع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المغتصبة على مدى العقود الأخيرة قالت المقاومة في بيان لها “استمرارا لنهجنا المقاوم ووفاءً لدماء شهدائنا الأبرار ننفذ هذا الهجوم ردا على المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ في غزة والضفة الغربية ولبنان” وأضافت أن الهجوم يأتي في إطار نصرة للحق والعدالة
وبينما كانت الساعات تمر على وقوع الهجوم عرضت المقاومة الإسلامية في العراق مقاطع فيديو من العملية تظهر لحظة إطلاق الطائرات المسيّرة نحو الهدف المحدد بعناية فائقة وهو ما يعكس تطور قدرات المقاومة في مجال الطيران المسيّر واستخدامه كأداة فعالة في استهداف الأهداف العسكرية الحساسة
الهجوم على إيلات يأتي في سياق سلسلة من العمليات المتصاعدة التي تبنتها فصائل المقاومة العراقية في الآونة الأخيرة ضد الأهداف الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في وقت سابق من الشهر الحالي العملية التي تمت في إيلات ليست الأولى من نوعها حيث كانت فصائل المقاومة قد تبنت في الماضي هجمات مشابهة ضد قواعد أمريكية في العراق وسوريا ردا على العمليات العسكرية الإسرائيلية الأمر الذي يدل على استراتيجية المقاومة في تنويع الجبهات وتوسيع دائرة الهجوم من أجل تعزيز الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمه
المقاومة الإسلامية في العراق أكدت أن عملياتها ستستمر وأنها ستتصاعد بوتيرة أكبر في المستقبل طالما استمرت الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين وأضافت أن هذا النوع من الهجمات ليس فقط ردا على الأفعال الوحشية بل هو رسالة قوية للعالم بأن حقوق الشعب الفلسطيني لن تضيع وأن مقاومته ستبقى حية ومتجددة مهما كانت التحديات
العملية التي نفذتها المقاومة في إيلات تأتي في وقت حساس جدا حيث يشهد العالم تصاعدا في التوترات والتهديدات العسكرية بين القوى الإقليمية وقد أظهرت هذه العملية قدرة عالية على التخطيط والتنفيذ الدقيق باستخدام التكنولوجيا الحديثة التي عززت من قدرات المقاومة في العراق رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ورغم الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني
اللافت في العملية هو التوقيت المدروس بدقة والذي جاء في وقت حساس للغاية بعد تصعيد الجيش الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة مما جعل المقاومة في العراق تحسم موقفها وتوجه ضربة إلى قلب العدو في الأراضي المحتلة وكأنها تقول للعالم بأسره إن من يظن أن المقاومة في العراق مجرد ردود أفعال خاطئة أو مؤقتة فهو مخطئ
من خلال هذه العملية تواصل فصائل المقاومة العراقية إيصال رسالة واضحة وصارمة مفادها أن الشعب الفلسطيني ليس وحده في معركته ضد الاحتلال وأنه يملك سندا قويا من محور المقاومة الذي يمتد من إيران إلى لبنان وسوريا والعراق وبقية دول المنطقة
إن الهجوم على إيلات هو نقطة تحول جديدة في مسار المقاومة الإسلامية في العراق ويعكس التحول النوعي في استراتيجيات الحرب غير المتكافئة التي يعتمدها المقاومون في وجه أكبر قوة عسكرية في المنطقة العملية ليست مجرد عملية عسكرية بل هي رسالة استراتيجية بعيدة المدى تحمل في طياتها الكثير من الدلالات السياسية والعسكرية التي لن تذهب سدى بل ستساهم في تغيير المعادلات العسكرية في المنطقة
يبدو أن المقاومة العراقية قد قررت أن تتجاوز المرحلة الدفاعية لتنتقل إلى مرحلة الهجوم الاستراتيجي والضغط العسكري على أعدائها وهو ما يجعل العمليات القادمة أكثر تعقيدا وأشد تأثيرا في معنويات الاحتلال الإسرائيلي وسياسته العسكرية في المنطقة