قنبلة ضوئية قرب منزل نتنياهو تكشف تصعيدًا خطيرًا في الأمن الإسرائيلي
في خطوة قد تكون بداية لتطورات غير محسوبة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن فتح تحقيق مشترك مع جهاز الأمن الداخلي “الشاباك” إثر وقوع حادث مقلق على بعد أمتار من منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة قيسارية شمالي البلاد. الحادث الذي وقع مساء يوم السبت يشير إلى تصعيد مقلق قد يكون له تداعيات خطيرة في المستقبل القريب.
في بيان رسمي أصدرته الشرطة الإسرائيلية، أكدت أن قنبلتين ضوئيتين قد أُطلقتا باتجاه منزل نتنياهو في حوالي الساعة السابعة والنصف مساءً. وقال البيان إن القنبلتين سقطتا داخل حديقة المنزل دون أن تسجل أي إصابات أو أضرار مادية تذكر.
لكن اللافت في الحادثة هو أن رئيس الحكومة وعائلته لم يكونوا متواجدين في المنزل لحظة وقوع الهجوم، وهو ما جعل الحادث يمر دون أن يتسبب في خسائر بشرية.
سرعان ما سارعت السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفتحت تحقيقًا مشتركًا بين الشرطة وجهاز “الشاباك” للوقوف على تفاصيل الحادث وملابساته، بهدف تحديد الجهات أو الأطراف التي تقف وراء هذا الهجوم.
وقد شدد البيان على أن الحادث يُعد تصعيدًا خطيرًا في المواقف الأمنية، ما يتطلب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لكشف الحقيقة وراء الحادث وضمان أمن وسلامة المسؤولين في البلاد.
من جانبه، فإن هذا الحادث ليس الأول من نوعه الذي يستهدف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي. ففي الشهر الماضي، كانت هناك محاولة أخرى لاغتيال نتنياهو، هذه المرة باستخدام طائرة مسيرة انقضاضية أُطلقت من قبل “حزب الله” اللبناني.
الطائرة الهجومية أصابت نافذة غرفة نوم نتنياهو، وهو ما ألحق أضرارًا في حديقة المنزل، لكنه لم يتسبب في إصابة رئيس الحكومة أو أفراد عائلته.
في تلك الحادثة، حمل نتنياهو حزب الله المسؤولية الكاملة عن الهجوم، مؤكدًا أن هذا النوع من الهجمات لن يثنيه عن الاستمرار في مواجهة أعداء إسرائيل وتحقيق أهدافها الأمنية والسياسية.
هذه التصريحات جاءت في وقت كانت فيه إسرائيل تستعد للرد على تصعيدات حزب الله في المنطقة، في وقت حساس يتزايد فيه التوتر بين إسرائيل ولبنان.
لكن ما يزيد الوضع تعقيدًا هو أن توقيت الهجوم في قيسارية يتزامن مع سلسلة من التصعيدات الأمنية التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة. هذه التطورات تؤكد على أن التهديدات التي تواجه إسرائيل تتنوع في مصادرها، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني الداخلي والخارجي على حد سواء.
الحديث عن الهجوم الذي استهدف منزل نتنياهو، سواء كان باستخدام القنابل الضوئية أو الطائرات المسيرة، يعكس حالة من التصعيد في الهجمات التي تستهدف القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل.
تزامن هذه الحوادث مع التوترات المتزايدة بين إسرائيل والجماعات المسلحة في المنطقة يثير تساؤلات جدية حول كيفية تعامل الأجهزة الأمنية مع هذا النوع من الهجمات في المستقبل.
من الواضح أن هذه الحوادث ليست مجرد أحداث فردية، بل قد تكون جزءًا من استراتيجيات أكبر تستهدف زعزعة الاستقرار السياسي في إسرائيل، سواء من خلال هجمات محددة على القادة أو من خلال استهداف الرموز السياسية لتشويش الحياة اليومية في البلاد.
مما يستدعي ضرورة التفكير في إجراءات وقائية وتكتيك أمني جديد لمواجهة التحديات المتزايدة التي تهدد أمن إسرائيل الداخلي.
تلك الهجمات المتكررة على منزل رئيس الوزراء، بما في ذلك الهجوم الأخير باستخدام القنابل الضوئية، تلقي الضوء على تهديدات متنامية قد تكون في مرحلة التصعيد الخطير.
وإذا كانت إسرائيل قد تمكّنت من اجتياز هذه المحاولات السابقة دون إصابات، فإن الأمر قد لا يكون كذلك في المستقبل، حيث تشير التحليلات الأمنية إلى أن استمرار مثل هذه الهجمات قد يؤدي إلى تطورات غير قابلة للتحكم.
وفي ظل هذه التحديات الأمنية المتصاعدة، يبقى السؤال الكبير هو: إلى أين ستسير الأمور؟ هل ستتمكن إسرائيل من مواجهة هذه التهديدات الجديدة بفعالية، أم أن التصعيد سيؤدي إلى تطور غير مسبوق في موازين القوى في المنطقة؟ الوقت وحده كفيل بإجابة هذه التساؤلات.