تقاريرمحافظات

عاصفة نوة المكنسة تهدد السواحل المصرية وتحشد الطوارئ لمواجهة الخطر

في ظل ظروف مناخية غير مستقرة وتوقعات بتفاقم الأوضاع تعلن شركات توزيع الكهرباء بمحافظات السواحل الشمالية حالة الطوارئ القصوى استعداداً لمواجهة تداعيات “نوة المكنسة” وهي الظاهرة الجوية التي تصيب البلاد خلال فصل الخريف وتستمر لمدة أربعة أيام وسط مخاوف من تأثيرات الرياح الشمالية الغربية العاتية والأمطار الغزيرة على البنية التحتية والمحاور الحيوية

أبراج الكهرباء التي تشكل شرياناً حيوياً لتزويد تلك المحافظات بالطاقة ستكون تحت تهديد مباشر من تلك النوة ما دفع قطاعات الكهرباء في هذه المناطق لتكثيف جهودها بشكل عاجل لضمان استمرارية الخدمة ولتفادي أي انقطاع محتمل في التيار الكهربائي الذي قد يعمق الأزمات المتوقعة مع تساقط الأمطار وتعطل المرافق العامة

وأوضحت مصادر من داخل قطاعات الكهرباء بالمحافظات الساحلية أن “نوة المكنسة” تؤدي عادة إلى غرق الشوارع بشكل واسع النطاق ما يسبب شللاً في حركة المرور بشكل كامل ويفاقم من تعطل الأنشطة البحرية نظراً لارتفاع الأمواج وتدهور حالة الطقس على السواحل وخصوصاً تلك الواقعة على البحر المتوسط

وتأتي على رأس تلك المحافظات الأكثر عرضة للخطر محافظة الإسكندرية التي تعد من أكثر المناطق تأثراً بتلك الظاهرة الجوية حيث تتحول شوارعها إلى برك من المياه وتجتاحها الرياح العاتية بشكل يهدد الأرواح والممتلكات

وتتأثر أيضاً مناطق أخرى مثل مطروح والبحيرة وكفر الشيخ وبورسعيد ودمياط ولكن يبقى الثقل الأكبر من التأثيرات متمركزاً في محافظة الإسكندرية التي تواجه تحديات ضخمة في التعامل مع هذه النوات الموسمية التي تأتي كل عام لتكشف هشاشة البنية التحتية وكأنها إنذار متجدد للمسؤولين بضرورة الاستعداد الفعلي والجاد لمواجهة هذه الظواهر الطبيعية المتكررة

وفي إطار الاستعدادات المكثفة للتعامل مع تداعيات هذه النوة قامت بعض المحافظات برفع حالة الطوارئ في شركات مياه الشرب والصرف الصحي حيث تم توجيه جميع الأجهزة التنفيذية بالتعامل الفوري مع أي هطول للأمطار الذي قد يؤدي إلى غرق الشوارع والمنازل ولتخفيف الضغط على المصارف والمجاري تم وقف الإجازات والراحات للعاملين في قطاع الصرف الصحي وتم نشر سيارات الشفط والبدالات في جميع المناطق المعرضة للغرق والمعروفة بأنها نقاط ساخنة تجمع كميات كبيرة من المياه

كما تستمر أعمال تطهير الشنايش والمصبات لتفادي انسدادها في اللحظات الحرجة ويتم التأكد بشكل دائم من جاهزية جميع محطات الصرف حيث تتم عملية تفريغ بيارات محطات الرفع بشكل متواصل لتجنب أي انهيار أو تعطل في الشبكة التي تعتبر عصب المحافظة على السلامة العامة خلال أوقات الأزمات الجوية

من جانب آخر قالت الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية إن نوة المكنسة التي تشهدها مصر هذا الأسبوع تعتبر جزءاً من سلسلة النوات التي تؤثر على المناطق الساحلية الشمالية وتحديداً محافظة الإسكندرية خلال فصلي الخريف والشتاء حيث يزداد نشاط الرياح وتتصاعد فرص هطول الأمطار وتكون الأجواء البحرية مضطربة للغاية وهو ما يفرض حالة من التأهب القصوى في تلك المحافظات

وأضافت غانم أن التوقعات تشير إلى تأثر الإسكندرية تحديداً خلال هذه الفترة بنشاط منخفض جوي في طبقات الجو العليا وهو ما سيزيد من فرص سقوط الأمطار بشكل متفاوت على المناطق الساحلية التي تطل على البحر المتوسط إذ من المتوقع أن تشهد محافظة مطروح أمطاراً متوسطة الكثافة بينما تكون الأمطار على محافظة الإسكندرية خفيفة ولكنها متواصلة

وأوضحت أن تأثير المنخفض الجوي سيستمر خلال يومي الاثنين والثلاثاء حيث ستشهد أغلب السواحل الشمالية المطلة على البحر المتوسط وشمال الوجه البحري تساقط كميات من الأمطار تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة ولكن في ظل هذه الأجواء تظل القاهرة بعيدة عن التأثير المباشر لتلك النوة على الرغم من تأثرها بالمنخفض الجوي إلا أنها لن تشهد نفس مستوى الأمطار أو الرياح العاتية التي تواجهها المحافظات الساحلية

وسط هذه التحذيرات تتزايد الدعوات من المسؤولين المحليين بضرورة اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة للحد من الأضرار التي قد تلحق بالبنية التحتية والمرافق الحيوية فلا يزال الجميع يترقب هذه النوة التي تختبر قدرة المحافظات على الصمود أمام قوة الطبيعة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى