فاز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية مجدداً ليعود إلى قيادة البيت الأبيض لـ 4 سنوات قادمة، بعدما كانت أغلب استطلاعات الرأي ترجح فوز كاميلا هاريس، فوز أربك حسابات الكثير من اللاعبين داخل أمريكا وخارجها .. إقليماً ودولياً..
خبر استقبله صناع القرار العالمي بمشاعر مختلطة ومتباينة، فقد أظهرت أنظمة فرح وارتياح لفوزه، وعبرت أخرى عن قلق وخوف من قادم الأيام، في ظل وجود رجل متطرف حباً وغضباً على رأس أكبر دولة في العالم..
رجل لا تتوقع رد فعله، ولا يعرف أحد على وجه اليقين خطوته القادمة، رجل لا يمتلك تفكيراً منظماً حول مختلف القضايا العالمية .. يتصرف بمنطق الكاوبوي أحياناً ورجل الأعمال في الكثير من الأحيان..
يتحدث عن السلام ثم يختار لادارته فريق من الصقور.. يقول إنه يريد وقف الحرب ويعلن للجميع: «مساحة إسرائيل صغيرة ويجب أن تتوسع»!!.. رجل تحركه حساباته الشخصية والشخصية جداً.
القلق بعد فوز ترامب يسيطر على الجميع.. الأمر لا يختلف في منطقة الشرق الأوسط عن روسيا وأوكرانيا وكامل أوروبا.. حذر في بعض الدول وارتياح في أخرى.. ترقب في الصين وباقي العالم.. ويبقى السؤال الأكثر إثارة للجدل – وفق تقارير غربية شديدة السرية – ليس في توقع خطوات ترامب بعد استلام السلطة ومعرفة ما سيفعله كما يظن الأغلبية، بل السؤال: هل يأتي يناير القادم وترامب على قيد الحياة ويمارس مهام منصبه من داخل البيت الأبيض أم يتم اغتياله؟!..
يأتي ذلك في ظل الصدمة التي أحدثها فوزه داخل قيادات التحالف الصهيوامريكي الذين كانوا يراهنون على فوز كاميلا هاريس حتى ينفذوا ذات الأجندة.. بنفس الوتيرة وذات السرعة .. الأجندة التي تخدم إقامة «إسرائيل الكبرى» أو «دولة الرب من نهر النيل وحتى نهر الفرات» والتي تشمل كامل فلسطين ولبنان والأردن وسوريا وغرب العراق وشمال السعودية وشرق مصر؟!..
وفقاً لخبراء فإن السؤال المحوري داخل الإعلام الإسرائيلي اليوم: هل يمكن أن تبتسم إسرائيل وتفرح لفوز ترامب أم تحزن؟!، الواقع أن الكيان كان ينتظر فوز هاريس حيث صوت لها أكثر من 78% من يهود أمريكا وفق استطلاعات الرأي هناك، وأن ترامب ليس تحت السيطرة الكاملة ويفعل ما يحقق مصالحه التي ليست بالضرورة تكون مصالح الكيان الصهيوني الهادفة إلى إقامة الهيكل المزعوم والوصول إلى إسرائيل الكبرى..
ترامب في ولايته الأولى منح الكيان المحتل هدية نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس بالمخالفة للقانون الدولي، في المقابل احتفظ بعلاقات جيدة مع العديد من القادة العرب وعقد تفاهمات معهم..
والسؤال: هذه المرة هل ترامب سيدعم إسرائيل إلى ما لا نهاية ويحافظ على حياته أم ينتصر لمصالح أمريكا ويحافظ على علاقاته العربية؟!.. الأمر ليس سهلاً..
وقد يسير على سطر ويترك سطر.. فقد أثبت فوزه على هاريس بأن تغييراً جذرياً يحدث في المجتمع الأمريكي .. صوت العرب والمهاجرين لرئيس ضد الهجرة ويطالب بالقضاء عليها.. انتخب الشباب رجل ثمانيني.. اصوات الأقليات ذهبت لعنصري ينحاز لجذوره العرقية.. ما هذا الجنون؟!.. ماذا لو ندموا مستقبلاً في وقت لا ينفع فيه الندم؟!.
يعتقد خبراء أن فوز ترامب جاء لرفعه شعار: «أمريكا أولاً .. الإقتصاد والأخلاق أولاً» .. لذا فاز بـ«الضربة القاضية» على هاريس وبايدن واوباما.. انتصر على قائد العالم السري الساعي إلى خراب الكرة الأرضية ونشر الشذوذ والأفكار الهدامة والقضاء على الأديان.. وهنا يكمن الخطر الحقيقي على ترامب وحياته.. حيث تؤكد تقارير شديدة السرية.. أن مخطط اغتياله قد ينفذ في أي لحظة.. حتى لو تسبب في فوضى عالمية… فالموت ثمن الخروج عن النص.. وفي هذا العالم لا توجد هدايا مجانية!!.
عزيزي القارئ.. إن اختيار ترامب لنائبه جميس ديفيد ليس صدفه ..لا شئ يحدث صدفة في العالم .. كل شيء يحدث لسبب وبسبب..
يقال أنه بترشيح من ابن ترامب، وأن ترامب جاء بنائبه ليقود أمريكا بنفس الطريقة إذا تم اغتياله.. نعم خصوم ترامب يفكرون في اغتياله..
بل ترامب نفسه يعلم المخطط.. لذا سبقهم وصنع محاولتين إغتيال وهميتين -بحسب تقارير- وهو ما اكسبه تعاطف قطاع كبير من الجماهير داخل أمريكا، وعزز فرص فوزه، وأربك خصومه وجعلهم يدركون أنه يعرف ما يدبرون.. لذا جاء ترامب بنائب رئيس يمتلك نفس أفكاره لدرجة أن تل أبيب وصفت جيمس ديفيد بـ«هتلر الأمريكي».. وصف لو تعلمون عظيم ..
وذهبت الصحف الإسرائيلية لما هو أبعد وفتشت في تاريخه العائلي ووصفته بـ«إبن المدمنة» مما يكشف قلق صهيوني منه .. ونائب ترامب هو: «محامي كاثوليكي .. متدين .. زوجته هندوسية .. وصاحب خطاب سياسي شعبوي ضد إنهيار القيم الأخلاقية في المجتمع الأمريكي وضد الإنهيار الطبقي».
جيمس نائب الرئيس ترامب، نشر كتاب عن قصة حياته، تحولت إلى فيلم، وكيف أنه كان إبن عائلة عانت من الإدمان وتعدد أزواج الأم بعد موت أبيه، وقد إعتنق الكاثوليكية متأثرا بالقديس أوغسطين .. لذا كاثوليكية جيمس هي الكاثوليكية التقليدية ضد كاثوليكية بايدن الصهيونية المزيفة.. وهنا يتأكد أن ترامب ونائبه وصلا للبيت الأبيض بدون دعم اللوبي اليهودي في أمريكا.. وفي ذات السياق إيلون ماسك الممول الأول لحملة ترامب بمليون دولار يومياً، يعاني من تفتت الأسرة الأمريكية وانهيار القيم ويحمل عقدة أبنته المتحولة جنسياً .. دفع الرجلان ثمن الانهيار الأخلاقي في أمريكا، إذن رفض الحزب الديمقراطي وقيم الإيباك أو اللوبي اليهودي هو ما جمع ماسك وجيمس في حملة ترامب.. إذا كانت أغلبية العالم ضد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، فإن أغلبية الشعب في «بلاد العم سام» ضد الإبادة الأخلاقية للمجتمع الأمريكي..وهي رسالة شديدة الأهمية لو تعلمون.. والغريب أن هناك تقارير تتحدث عن أنصار الدجال قد يقتلون ترامب وماسك وغيرهما لمنعهم من إفساد مخطط نهاية الزمان.. فهؤلاء لا يعرفون إلا صوت البارود لمواجهة أي شخص يعطل مخططاتهم!!.
ورغم كل رسائل الطمئنة للشعوب العربية والإسلامية تبقى المخاوف من وصول ترامب للسلطة منطقية .. كل إنسان فيه الخير والشر.. وكل سياسي تحركه المصالح قد تجده ينحاز للخير تارة، ويذهب للشر تارة أخرى، بحثاً عن مصالحه، ولأن ترامب برجماتي، فإنه يغير مواقفه كما يغير ملابسه، وينتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والعكس، حسب المكسب الذي سيحققه والأرباح التي سوف يجنيها، وسوف يسعى ترامب إلى وقف الحروب في الشرق الأوسط خاصة الإبادة الجماعية في قطاع غزة ولبنان، بطريقته الخاصة ووفق أجندة مصالحه، ويؤكد مقربون من ترامب أنه لم ينس وقوف نتنياهو ضده في انتخابات 2020، وسبق أن اتهمه بالخيانة عندما هنأ بايدن بفوزه بالرئاسة لذا سيرد له الصاع برفض استمرار الحرب.
تتفق مع ترامب أو تختلف معه .. إلا أن فوزه في الانتخابات الأمريكية جاء كصرخة ضد الإبادة الجماعية والأخلاقية وليس بترتيب من اللوبي اليهودي أو الدولة العسكرية العميقة.. لكن هذا لا ينفي وجود مصالح مشتركة بينهما، وأنه قد يعقد تحالف مع تل أبيب في أي وقت، ونكرر.. لا توجد هدايا مجانية في السياسة، وإذا نظرت إلى الاسماء الأولية لفريق ترامب سوف تكتشف أنه سينحاز بشكل كامل لصالح إسرائيل وأن فرحة البعض في المنطقة العربية بفوز ترامب قد لا تدوم طويلاً.. فقد اختار مذيع فوكس نيوز اليمني المتطرف «بيت هيجسيث» وزيراً للدفاع، والذي يربط علاقته بإسرائيل بعقيدته الدينية الإنجيلية، ويعتقد أن من يحب أمريكا يجب أن يحب إسرائيل، ويؤيد الكيان بكل جنون ووصف ما تفعله إسرائيل من إبادة جماعية في قطاع غزة بـ«المعركة المقدسة»، وهو أحد قدامى المحاربين في الحرس الوطني، وخدم في أفغانستان والعراق وخليج جوانتانامو في كوبا، كما اختار مايكل والتز مستشاراً للأمن القومي وهو من أشد الصقور الداعمين لإسرائيل في مجلس النواب، وستيف ميلر سيكون مسئول السياسات فى البيت الأبيض وهو من كان خلف قرار ترامب -فى فترته الأولى- بمنع دخول المسلمين إلى أمريكا، واختار السيناتور ماركو روبيو وزيراً للخارجية وهو من صنع إسمه السياسي بالعمل مع اللوبى الصهيوني فى ولاية فلوريدا، وعين أليس ستيفانيك سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة وهي من اتهمت إدارة بايدن بأنها لا تدعم إسرائيل بالشكل المطلوب، وكانت سبباً أساسياً فى استقالة عدد من رؤساء الجامعات عقب اتهامها لهم بعدم التصدى للمظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، وعين مايك هاكابي سفيراً لأمريكا في إسرائيل وهو لا يعترف بوجود أراضٍ محتلة ويدعم ضم الضفة الغربية لإسرائيل وبناء المزيد من المستوطنات، كما اختار ستيف ويتكوف مبعوثاً للشرق الأوسط وهو الذي كان وسيطاً بين ترامب ورجال الأعمال اليهود أثناء حملته الانتخابية، وهو رجل تطوير عقارى فى مؤشر على رؤية ترامب للمنطقة، وتلك الاسماء وتوجهاتها تكشف الكثير عما سوف يفعله ترامب، وأنه قد يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والسماح بعودة الاحتلال والاستيطان فى غزة.. وهو خطر لو تعلمون عظيم.
صحيح .. ترامب لا يريد الحروب، والكثيرون داخل أمريكا يقولون له: اوقف الحروب، وقد وعد العرب في ولاية ميتشيجن بوقف الحرب في غزة ولبنان.. وتؤكد تقارير سياسية غربية فشل مشروع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأن وقف الحرب والإبادة في قطاع غزة أصبح قيمة عالمية، لذا يتوقع الخبراء أن فور وصول ترامب للبيت الأبيض يناير القادم فإن جميع الحروب ستغلق لفترة، وسيكون لوكالة المخابرات الأمريكية CIA دورا أكبر في البحث عن تسوية للحروب، وأن ترامب سوف يركز على علاج عيوب الإقتصاد الأمريكي لمواجهة ما يعانيه الشعب من أزمات، حتى لو أغضب ذلك شركات الأسلحة المستفيد الأول من حروب الشرق الأوسط وشرق أوروبا.
ويقول تقرير لشبكة CNN : المرجح أن يبقي الشرق الأوسط على رأس جدول أعمال ترامب على غرار ولايته الأولى، رغم أن المنطقة تغيرت بشكل كبير منذ أن ترك منصبه في عام 2021، ومن ثم يترقب الجميع باهتمام، خطوات رئيس أمريكا الجديد، ويرى محللون إن إنهاء الحرب في غزة ولبنان ودمج إسرائيل في المنطقة من المرجح أن يكون على رأس أجندته، لكنه قد يواجه تحدياً يتمثل في رفض السعودية تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى ترى طريقاً لإقامة الدولة الفلسطينية، ويراهن البعض أن ترامب قد يعقد صفقة من النوع الذي يحبه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان..
«نساعدك على تصبح ملك السعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل»، وهو الأمر الذي قد يحدث في 2025..
وسبق أن أشاد ترامب بولي العهد السعودي وأظهر إعجابه بانفتاحه، بل انتقد مصافحة قبضة اليد الشهيرة بين بايدن وابن سلمان عوضاً عن المصافحة باليد والعناق، ولا ينسى أحد أنه في عام 2017 اختار السعودية لتكون أول زيارة خارجية له كرئيس بعد فوزه بانتخابات 2016، وازدهرت العلاقات بين البلدين في عهده، بل إنه وقف إلى جانب محمد بن سلمان في قضية مقتل جمال خاشقجي عام 2018، عندما واجه الوريث السعودي تحديات عالمية.. لذا تعد الرياض من أكثر العواصم العربية ارتياحاً لفوز ترامب.
بل ذهبت تقارير مخابراتية أن إستراتيجية ترامب الجديدة هي العمل على إحتواء الصين إقتصادياً، وإبعاد بوتين وكوريا الجنوبية ودول الخليج عن أحضان بكين، ووقف الحرب الروسية الأوكرانية، وأكد مراقبون أن ترامب سوف يتخذ سياسات بعيده عن بايدن الذي «أدار أمريكا عن طريق ما يعرف بـأقتصاد الحرب، واشعل الصدام بين روسيا بالناتو، وجعل أوروبا تتحول لمركز تصنيع عسكري امريكي»، ويرى ترامب أن اقتصاد الحرب أفاد الصين.. بل يؤكدون أنه لن يسمح بحرب ضد إيران، التي لم يضربها قبل سنوات رغم هجوم طهران على القواعد الأمريكية في عين الأسد بعد اغتيال قاسم سليماني، وأنه وفق مقربون منه لا ينظر بعدوانية إلى إيران..
يراهم «أذكياء وطيبون ورجال أعمال ناجحون ويمكن عقد صفقة معهم»..
ورغم ذلك هناك مخاوف إيرانية من أن تكون السنوات الأربع المقبلة أكبر اختبار لطهران منذ عام 1979، مخاوف من عودة حملة «الضغط الأقصى» التي فرضها ترامب خلال رئاسته السابقة، والتي زادت من عزلة إيران وأصابت اقتصادها بالشلل، حيث يرى خبراء أن ترامب – الذي يفتخر بأنه صانع صفقات بارع – فشل في احتواء نفوذ طهران في الشرق الأوسط على الرغم من الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، وإعادة فرض العقوبات، وحتى الأمر باغتيال سليماني…
وبينما يتأرجح الشرق الأوسط على شفا حرب أوسع نطاقاً قد تشتعل في أي لحظة، فإنه مع تهديد إيران بالرد على أي هجوم إسرائيلي جديد على أراضيها، هناك مخاوف في طهران من أن انتخاب ترامب قد يُمكن نتنياهو من ضرب المنشآت النووية الإيرانية، حيث قال علي فايز، الخبير السياسي الإيراني المقيم في أمريكا: هناك سيناريو واحد يهدد طهران وهو أن يطلب ترامب من نتنياهو إنجاز المهمة قبل أن يتولى منصبه رسمياً، وهذا يعني أننا قد نشهد تصعيداً حاداً في التوترات في نوفمبر وديسمبر، حيث تحاول إسرائيل تعزيز تفوقها لإضعاف إيران ومحور المقاومة قبل أن يتولى ترامب منصبه ثم يأتي وينسب إليه الفضل في وقف الحرب كونه «صانع سلام»!!..
عزيزي القارئ.. وفق خبراء استراتجيون، فإنه من الآن وحتى 20 يناير القادم موعد تنصيب ترامب، يتوقع أن تعمل إدارة بايدن مع إسرائيل على تصعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة ولبنان من أجل استكمال خطة تأديب المقاومة وتكبيدها خسائر اقتصادية بالغة، وجعل عملية إعادة إعمار غزة أكثر صعوبة، حيث يرى خبراء أنه فور وصول ترامب للحكم، سوف يتم إيقاف حرب غزة فى صورة هدنة مع تبادل لعدد من الاسري والسماح بدخول المساعدات…
بوضوح قبل وصول ترامب للبيت الأبيض في يناير القادم، تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة سواء الإتفاق بين الأطراف المختلفة عبر التفاوض أو الحرب الشاملة التي ستطال الكل بلا استثناء..
وهنا يبقى السؤال: هل يتراجع ترامب عن تصريحاته السابقة التي تشير إلى أن إسرائيل يجب أن تتوسع، ويجعل الكيان قاعدة عسكرية غير توسعية؟! ..
أكدت بعض التقارير، أن خارطة ترامب الجديدة هي عدم علو المصلحة الإسرائيلية علي المصلحة الوطنية الأمريكية، بخلاف بايدن الذي كانت صهيونيته تسبق كاثوليكيته، والذي ارتبط اسمه بالابادة الجماعية ضد البشر في ظل غياب القانون الذي لم يعد يحفظ للانسان حياته أو دينه أو جنسه.
بدوره قال مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية: «سيواجه نتنياهو رئيسا أكثر صرامة مما اعتاد عليه، لا أعتقد أن ترامب سيتسامح مع الحروب بالطريقة التي تجري بها الآن» ..
إلا أنه بالنسبة للفلسطينيين، فإن ذلك لن يحدث فرقاً كبيراً لأن الإدارتين كانتا متحيزتين تماماً تجاه إسرائيل، معبراً عن مخاوف من أن يسمح ترامب لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو ما يعني نهاية حل الدولتين واستمرار الحرب الاقليمية، فيما كشف ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، لشبكة CNN، إن ترامب لا يريد أن تكون تلك الحروب على مكتبه كـ«قضية ملحة» بحلول 20 يناير، عندما يتم تنصيبه، وإنه سيطلب من نتنياهو على الأرجح «إعلان النصر» ثم التوصل إلى اتفاق من خلال وسطاء..
حيث يراهن مراقبون على تصريحات ترامب في أبريل الماضي عندما قال: «إسرائيل بحاجة إلى إنهاء ما بدأته والانتهاء منه بسرعة»، مشيراً إلى أنها «تخسر حرب العلاقات العامة» بسبب الصور القادمة من غزة..
أي أن إنهاء ترامب للحرب قد يكون خدمة إسرائيل أيضاً.
ورغم محاولات طمئنت العرب عما يمكن أن يفعله ترامب في ولايته الجديدة إلا أنه قال كثيرا: « أنا أكثر الرؤساء الأمريكان تأييداً لإسرائيل في التاريخ الحديث»، ولا ننسى أنه في ولايته الأولى، اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعترف بضم الكيان الصهيوني لمرتفعات الجولان السورية، بل إنه بعد وقت قصير من هجوم حماس في 7 أكتوبر من العام الماضي، انتقد ترامب نتنياهو وأجهزة المخابرات الإسرائيلية لعدم استعدادهم، مدعياً أن الهجوم لم يكن ليحدث لو كان رئيساً، بل يرى بواز بيسموث، عضو الكنيست، من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، لشبكة CNN إن انتخاب ترامب جاء في «الوقت المناسب»، وسيكون أفضل شخص لتحقيق «شرق أوسط جديد»، وتنفيذ «اتفاقيات إبراهيم»، ..
نعم عزيزي القارئ.. ترامب سيمضي في مخطط التطبيع الذي تعطل بخروجه من منصبه، مشيراً إلى أنه كان بوسعه أن يجذب من 12 إلى 15 دولة إلى الاتفاقيات الابراهيمية..
بل قال في تصريحات تلفزيونية قبل انتخابه أنه يريد سلاماً دائماً لا تعطله الحرب كل سنتين أو خمس، ويرى أن الحروب يجب أن تنتهي فقد أخرجت الملايين من بيوتهم وقتلت الكثير..
والسؤال هل السلام الذي يريده ترامب هو نفسه السلام الذي يريده الفلسطينيين والعرب أم يفرض علينا سلام الاذعان؟! ..
هل صانع القرار العالمي الذي يحقق مصالح فريقه عبر إشعال الحروب والصراعات ونشر الخراب سوف يقبل وجود ترامب على رأس أكبر دولة في العالم ويتركه يغرد خارج السرب؟! ..
فشلوا في التخلص منه بصندوق الانتخابات وأحدث مفاجأة كبرى وحقق فوز كبير فهل يتخلصون منه بالقتل والاغتيال؟! .. دعونا نترقب ونرى.