
عندما يتعلق الأمر بتعيين السفراء، في البلدان العربية لا يسير الرئيس الأميركي دونالد ترامب على النهج التقليدي الذي يعتمد على الخبرة السياسية أو المسار الدبلوماسي الطويل، بل يفضّل اختيار شخصيات من دوائر أعماله وعلاقاته الخاصة، حتى لو لم تكن لديهم أي خبرة دبلوماسية تُذكر.
استمع للرسالة المرفقه
والتي وصلتني من صديق لبناني
ميشال عيسى هو أحدث مثال على هذا التوجه.
رجل أعمال أميركي من أصل لبناني، لم يُعرف عنه أي دور سياسي أو اهتمام بالشأن الدبلوماسي، لكنه كان جزءًا من عالم ترامب المفضل: عالم المال والجولف!
في 8 مارس 2025، قرر ترامب ترشيحه لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى لبنان، خلفًا للسفيرة ليزا جونسون التي تولت المنصب في ديسمبر 2023. جاء هذا التعيين مفاجئًا وصادمًا، ليس فقط لأن عيسى لا يمتلك أي خبرة سياسية أو دبلوماسية، ولكن أيضًا لأن مسيرته العملية تدور حول المصارف، السيارات، والاستثمارات العقارية، بعيدًا كل البعد عن العمل الحكومي أو العلاقات الدولية.
المولد والنشأة
ينحدر ميشال عيسى من قرية بسوس في قضاء عاليه بمحافظة جبل لبنان،
ومنطقة عاليه هي المنظفة التي عشت فها لعامين وهي تابعه لنفوذ السياسي وليد بك جنبلاط
الزعيم الدرزي المعروف
قضى عيسي طفولته وشبابه في ظروف صعبة في لبنان قبل أن ينتقل إلى باريس، حيث تزوج من سيدة فرنسية، ثم استقر لاحقًا في نيويورك.
الدراسة والتكوين العلمي
درس الاقتصاد في جامعة باريس نانتير، ثم حصل على دورة في التمويل العقاري والأوراق المالية، مما أهله لدخول عالم المصارف في أوروبا وأميركا.
الخبرة المهنية
امتدت مسيرة ميشال عيسى من الأسواق المالية إلى تجارة السيارات:
▪️ بدأ حياته المهنية في تداول العملات الأجنبية، حيث عمل في باريس ونيويورك بين عامي 1978-1982.
▪️ شغل منصب رئيس تداول العملات الأجنبية في البنك الأطلسي البرتغالي بين عامي 1983-1984.
▪️ عمل متداولًا في بنك تشيس مانهاتن في الفترة بين 1984-1985.
▪️ شغل منصب نائب أمين الصندوق في بنك كريدي أجريكول بنيويورك بين عامي 1985-1997.
الانتقال إلى عالم السيارات
في عام 1999، قرر عيسى تغيير مسيرته بالكامل، مبتعدًا عن المصارف والأسواق المالية، ليفتتح وكالات لبيع سيارات بورش، أودي، وفولكس فاجن.
▪️ بلغت مبيعاته السنوية 35 مليون دولار، وبحلول عام 2010، قرر بيع الوكالات بعدما توسعت إلى ثلاث كيانات مستقلة.
أدوار إضافية
▪️ إلى جانب خبرته في الأعمال، يحمل عيسى شهادة كمحاسب قانوني معتمد، كما عمل مأمورًا للإفلاس ومستشارًا ماليًا في إعادة هيكلة الشركات.
▪️ في عام 2011، شغل منصب المدير التنفيذي لمجموعة نيوتن للاستثمار.
ما علاقة كل ذلك بالدبلوماسية؟
لا شيء تقريبًا. الميزة الوحيدة التي قد تكون رشحته لهذا المنصب هي علاقته الشخصية بترامب، وربما جلسات الجولف التي جمعتهما. فرغم خبرته الواسعة في عالم الاستثمار، لم يسبق لعيسى العمل في الشأن العام، ولم يكن له أي دور سياسي، مما يجعل تعيينه في هذا المنصب خطوة غير مألوفة وتعكس الأسلوب غير التقليدي الذي يتبعه ترامب في اختيار الشخصيات لشغل المناصب الحساسة.
ماذا يعني هذا التعيين؟
▪️ قد يكون هذا القرار جزءًا من نهج ترامب القائم على منح المناصب لأصدقائه وحلفائه التجاريين، بدلًا من تعيين شخصيات لها خلفيات سياسية ودبلوماسية.
▪️ قد يكون انعكاسًا لرغبة الإدارة الأميركية في اتباع نهج اقتصادي بحت في التعامل مع لبنان، باعتبار أن البلاد تمر بأزمة مالية حادة، ويحتاج سفيرها إلى خلفية مصرفية واقتصادية أكثر من كونه رجل سياسة.
▪️ أو ببساطة، قد يكون تعيينًا قائمًا على الولاء الشخصي أكثر من أي شيء آخر.
في كل الأحوال، يبقى السؤال مطروحًا:
هل سيتحول ميشال عيسى من رجل أعمال ومستثمر ناجح إلى دبلوماسي قادر على إدارة واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا في الشرق الأوسط؟!
