في خطوة جريئة تكتسب زخماً داخل أروقة البرلمان المصري تقدم كل أعضاء مجلس الشعب عن حزب الوفد المستشار ممتاز نصار زعيم المعارضة وعلي سلامة وفؤاد بدراوي وعبدالمنعم حسين وخيري قلج وياسين سراج الدين بطلبات إحاطة موجهة إلى رئيس مجلس الوزراء بهدف إحياء الاحتفال بعيد الجهاد باعتباره يوماً وطنياً وعطلة رسمية تتوقف فيه الأنشطة الحكومية والعملية على حد سواء مطالبهم لم تكن وليدة اليوم بل هي صرخة متجددة لرفع راية النضال الذي قادته مصر ضد الاستعمار الإنجليزي منذ أكثر من قرن.
وفي سياق متصل تقدم الدكتور أيمن محسب عضو مجلس النواب بطلب إحاطة آخر بنفس الصدد موجهاً إلى رئيس مجلس الوزراء مطالباً باعتبار يوم الجهاد في 13 نوفمبر يوماً وطنياً وعطلة رسمية يشهد فيها المصريون تاريخهم المجيد في ثورتهم الأولى والكبرى ضد الاستعمار.
أوضح محسب في طلبه أن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة تاريخية بل هو علامة فارقة في النضال الشعبي المصري حيث يُعد تجسيداً لأحد أعظم حركات التحرر الوطني تلك الثورة التي قادها حزب الوفد تحت قيادة الزعيم سعد زغلول للدفاع عن حقوق المصريين في الحرية والاستقلال عن الهيمنة البريطانية هذا اليوم الذي شهد بداية لملحمة وطنية عظمى كان لها أثر بالغ على مصر ومستقبلها حيث سطر الشعب المصري فصولا من التضحية والتلاحم الوطني.
وأضاف أن الشعب المصري لم يكن حينها مجرد متفرج على الساحة السياسية الدولية بل كان لاعباً رئيسياً في مشهد ما بعد الحرب العالمية الأولى حيث اجتمع الحلفاء المنتصرون لتقسيم الغنائم في مؤتمر باريس للسلام عام 1919 في هذا المشهد الدولي المتوتر قرر الزعيم سعد زغلول ومعه على شعراوي وعبد العزيز فهمي الذهاب إلى مؤتمر الصلح للمطالبة باستقلال مصر ولكن تم رفض طلبهم من قبل المندوب السامي البريطاني الذي لم يعترف بتمثيلهم للشعب المصري وقال لهم إنهم لا يمثلون سوى أنفسهم هذا الرفض لم يكن نهاية المطاف بل كان شرارة لبداية أعظم ثورة شعبية في تاريخ مصر الحديث.
وأردف محسب أن الشعب المصري من كل فئاته لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الموقف بل هب بسرعة لجمع التوكيلات للزعيم سعد زغلول ورفاقه لتفويضهم بالسفر إلى مؤتمر الصلح وبهذا تحولت تلك الحركة الشعبية إلى نواة لثورة 1919 والتي أسفرت في النهاية عن تشكيل حزب الوفد كأحد أعمدة النضال السياسي ضد الاحتلال البريطاني.
وأشار محسب إلى أن يوم 13 نوفمبر بات عيدا للجهاد الوطني تُحييه مصر كل عام في تلك الفترة تخليداً لتضحيات أبطال الثورة الذين قدموا أرواحهم في سبيل حرية الوطن لكن بعد سنوات تم إلغاء الاحتفال به دون أن يفهم الشعب سبب هذا الإلغاء الغريب لحدث تاريخي بهذه الأهمية.
ومع كل هذا التوتر السياسي والضغوط التي تواجهها مصر اليوم من تحديات إقليمية ودولية متزايدة يرى محسب أن الوقت قد حان لإحياء هذا اليوم الخالد من تاريخ النضال المصري في مواجهة الاستعمار مؤكداً أن الاحتفال بهذا اليوم سيشكل حلقة وصل قوية بين الأجيال الجديدة وتاريخ النضال المصري خاصة أن الجيل الحالي يفتقد إلى الكثير من التفاصيل الحية عن ثورة 1919 وأبطالها الذين ضحوا بكل شيء من أجل حرية هذا الوطن.
وفي إطار متصل أشار محسب إلى أن تعزيز التلاحم الشعبي مع القيادة السياسية اليوم بات ضرورياً أكثر من أي وقت مضى بسبب المخططات التي تستهدف مصر من الخارج مشدداً على أن تذكير الشعب بمثل هذه الأيام الخالدة سيسهم بشكل كبير في بناء روح الانتماء الوطني لدى الشباب ويعزز من وعيهم بالمخاطر والتحديات التي تواجهها البلاد اليوم.
ومن وجهة نظر محسب فإن إحياء ذكرى يوم الجهاد لن يكون مجرد تكريم لأبطال الثورة بل سيُعد بمثابة استعادة لروح ثورة 1919 التي وحدت الشعب المصري على قلب رجل واحد ضد الاستعمار البريطاني حيث كان المصريون في تلك الفترة من مختلف الطبقات الاجتماعية متلاحمين مع بعضهم البعض للدفاع عن حريتهم وكرامتهم.
فإن الدعوة التي تقدم بها أعضاء مجلس الشعب بداية من المستشار ممتاز نصار وصولاً إلي الدكتور أيمن محسب يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار فإحياء يوم الجهاد الوطني واعتباره عيداً قومياً هو استعادة لتاريخ مصر المجيد ومواصلة لمسيرة النضال التي لم تتوقف يوماً منذ ذلك الحين هذه المبادرة ليست مجرد اقتراح بل هي ضرورة ملحة في زمن تتزايد فيه التحديات وتتطلب أن نعيد إلى ذاكرتنا الوطنية أمجاد الماضي ونتعلم منها كيف نصنع مستقبلنا