نجل نتنياهو يفتح النار على الشاباك والجيش والنيابة العامة في تصعيد خطير
في تطور غير مسبوق وهجومٍ يعد الأكثر خطورة من نوعه جدد يائير نتنياهو نجل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقاداته اللاذعة والمباشرة لأهم مؤسسات الدولة الإسرائيلية بما في ذلك إدارة جهاز الأمن العام “الشاباك” والجيش والنيابة العامة حيث صعد هجومه بشكل غير متوقع مستهدفًا بشكل مباشر أسس النظام الأمني والقانوني الإسرائيلي وقد جاءت تصريحاته الحادة في وقت تشهد فيه البلاد توترًا غير مسبوق على الساحة الأمنية والسياسية مما يعكس حجم الأزمة الداخلية التي تعيشها إسرائيل
يائير نتنياهو وصف الأحداث الأخيرة بأنها انقلاب شامل ضد إرادة الشعب الإسرائيلي مشيرًا إلى أن طلب والده تأجيل شهادته أمام المحكمة لمدة شهرين ونصف بسبب ما وصفه بالتحديات الأمنية الكبرى لم يلقَ آذانًا صاغية في الأوساط الرسمية حيث أبرزت تلك التحديات الهجوم المزعوم على قائد كتائب القسام محمد ضيف بجانب التهديد الإيراني المستمر والكارثة التي حلت بعد مقتل أسرى إسرائيليين في رفح إلى جانب الأحداث المتصاعدة في مجدل شمس
هذا التصريح الصادم لابن رئيس الحكومة أعاد إشعال نار الانتقادات داخل وخارج إسرائيل حيث أثار الجدل مرة أخرى حول مدى تأثير عائلة نتنياهو على القرار السياسي والأمني للبلاد وتساءل كثيرون عن حدود هذا التأثير في ظل الأزمات المتتالية التي تواجه الحكومة الإسرائيلية خاصة مع تزايد الدعوات لتحقيق استقرار داخلي وسط تصعيد عسكري خارجي متواصل
نتنياهو الابن لم يكتفِ بذلك بل لجأ إلى منصة “إكس” ليشدد على أن الوضع داخل إسرائيل بات يهدد جوهر الديمقراطية قائلا “نحن في جمهورية موز من أمريكا الجنوبية في الستينيات!” وهي كلمات خطيرة تعكس رؤية مظلمة للوضع السياسي الحالي في إسرائيل موجهًا بذلك سهام انتقاده ليس فقط إلى الشاباك والجيش بل أيضًا إلى النيابة العامة ووسائل الإعلام والمحاكم وهو ما يفتح المجال لمزيد من التصعيد بين حكومة الاحتلال ومؤسسات الدولة التي طالما كانت تشكل ركيزة الاستقرار في البلاد
التوترات الأخيرة في إسرائيل لم تقف عند حدود الهجوم اللفظي من نجل نتنياهو بل امتدت لتشمل انتقادات مستمرة للجيش ولإدارة المحاكم والنيابة في تصعيد غير مسبوق يشير إلى اتساع هوة الخلافات بين القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية ففي تقرير لصحيفة “معاريف” أكدت أن يائير نتنياهو دأب منذ فترة طويلة على مهاجمة مؤسسات الدولة الحيوية على وسائل التواصل الاجتماعي ووصلت انتقاداته إلى مستويات غير معهودة ففي وقت سابق وصف المستشارة القانونية بأنها لا تختلف عن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون كما نشر فيديو يظهر فيه قادة الأجهزة الأمنية واصفًا إياهم بأنهم “إخفاقات قاتلة” وهو ما أضفى مزيدًا من القلق على الأجواء السياسية المشحونة داخل إسرائيل
ورغم أن يائير نتنياهو يعيش في ميامي بالولايات المتحدة منذ أكثر من عام إلا أن حضوره المؤثر في المشهد الإسرائيلي لا يزال مستمرًا بقوة خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها كمنصة لمهاجمة خصوم والده السياسيين بشكل مباشر إضافة إلى كبار المسؤولين الأمنيين وهو ما يثير التساؤلات حول مدى تأثيره في القرار السياسي والعسكري داخل إسرائيل في ظل هذا التوتر غير المسبوق
على صعيد آخر يعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي من أزمة داخلية تتعلق بارتفاع معدلات تهرب جنود الاحتياط من الخدمة العسكرية فقد كشفت تقارير صادرة عن الجيش أن هناك انخفاضًا ملحوظًا في نسبة الجنود الذين يلتحقون بالخدمة الاحتياطية وهو ما أثار قلقًا واسعًا داخل الأوساط العسكرية حيث تشير التقديرات إلى انخفاض يتراوح بين 15 إلى 25 بالمئة في مشاركة جنود الاحتياط في المهام القتالية خصوصًا في المناطق الساخنة مثل قطاع غزة والشمال
هذا التراجع الخطير في الخدمة الاحتياطية جاء كنتيجة مباشرة لعدة عوامل أبرزها تمرير الحكومة الإسرائيلية قانونًا مثيرًا للجدل يسمح باستمرار إعفاء اليهود المتدينين “الحريديم” من الخدمة العسكرية وهو ما أثار استياءً واسعًا بين الأوساط العلمانية والمعتدلة داخل إسرائيل التي ترى في هذا الإعفاء تمييزًا غير مقبول بين المواطنين
وبالإضافة إلى ذلك جاء الإرهاق المتزايد نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة في غزة ولبنان ليزيد من تعقيد الموقف حيث أن القوات الإسرائيلية باتت تعاني من استنزاف متواصل دفع كثيرًا من الجنود إلى التفكير في عدم العودة إلى الخدمة الاحتياطية خاصة مع التوقعات بأن تستمر هذه العمليات حتى عام 2025 وهو ما يضع الجيش الإسرائيلي أمام تحديات كبرى تهدد قدرته على مواجهة التهديدات الأمنية المستمرة خصوصًا مع التوترات المستمرة في المنطقة وتصاعد حدة المواجهات
في ظل هذه التطورات يصبح من الواضح أن إسرائيل تواجه أزمة داخلية متعددة الأبعاد فبين الانتقادات السياسية الحادة والتراجع في قدرة الجيش على تعبئة قواته الاحتياطية تقف الحكومة الإسرائيلية أمام تحدٍ غير مسبوق قد يعصف باستقرار البلاد ويضعف من قدرتها على مواجهة التهديدات الخارجية والأزمة الكبرى تكمن في غياب الثقة المتزايد بين القيادة السياسية والعسكرية وبين الجمهور وهو ما يهدد بتفجير الوضع الداخلي في وقت لا تتحمل فيه إسرائيل مزيدًا من الانقسامات