أردوغان يدعو إلى عزل الكيان المحتل دولياً وفرض حظر شامل على الأسلحة والتجارة
في تصعيد حاد ضد الكيان المحتل وتضامناً مع الشعبين الفلسطيني واللبناني الذين يعانون من العدوان المتواصل، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى فرض حظر صارم على توريد الأسلحة إلى هذا الكيان، إلى جانب ضرورة وقف التجارة معه بشكل كامل، في ظل ما يقوم به من أعمال عدوانية وحشية في فلسطين ولبنان.
جاء هذا الموقف خلال مشاركته في القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض، حيث شدد أردوغان على ضرورة اتخاذ خطوات دولية جادة لعزل الكيان المحتل ما لم يوقف عدوانه الغاشم على قطاع غزة ولبنان. ولفت الانتباه إلى أهمية تحفيز مزيد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطين كخطوة لمواجهة سياسات الاحتلال.
أكد أردوغان في كلمته أن ما يشهده العالم اليوم من تجاهل للحقوق الفلسطينية وما يقوم به الكيان المحتل من تصعيد خطير، لا يمكن السكوت عنه، ووجه نداءً شديد اللهجة للمجتمع الدولي لضرورة فرض عقوبات صارمة على الكيان المحتل ومقاطعة أي نوع من التعاون معه في المجالات العسكرية والتجارية.
هذا النداء يأتي في إطار استراتيجية أوسع يتبناها أردوغان لعزل الكيان دولياً، مشيراً إلى أن الاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطيني واللبناني تمثل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
وفي سياق متصل، شدد الرئيس التركي على أهمية اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لوقف هذا العدوان البربري ضد الأبرياء، مؤكداً أن الحل يبدأ بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحذر من التهاون مع سياسات الاحتلال التي تهدف إلى فرض أمر واقع جديد في المنطقة، مما يهدد الأمن والاستقرار الدوليين.
من جانبه، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على ضرورة تمكين وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أداء دورها الحيوي في دعم اللاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن منع الأونروا من القيام بواجبها هو بمثابة إمعان في معاناة الشعب الفلسطيني وتجاهل لمعاناتهم المستمرة.
وأضاف بن سلمان أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك فوراً لدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة.
كما شدد ولي العهد على أن دولة فلسطين تستحق الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن تجاهل المجتمع الدولي لهذا الحق المشروع هو إخلال بمسؤولياته الأخلاقية والسياسية.
وطالب المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات فعلية لدعم هذا المسار من خلال الضغط على الكيان المحتل لوقف سياساته العدوانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي.
وفي نفس القمة، تناول رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الأوضاع المأساوية في لبنان نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على السيادة اللبنانية.
وأوضح ميقاتي أن لبنان يمر بمرحلة تاريخية غير مسبوقة من الأزمات، موضحاً أن العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان تسبب في نزوح أكثر من مليون شخص، مما يفاقم الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد.
وشدد على أن الانتهاكات المستمرة من قبل الكيان المحتل تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار في المنطقة، وأن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته في وقف هذه الانتهاكات.
كما وجه ميقاتي نداءً إلى الدول المشاركة في القمة بضرورة التضامن مع لبنان ودعمه في مواجهة هذه التحديات، مشيراً إلى أن لبنان لا يمكنه مواجهة هذه الأزمات بمفرده، وأنه بحاجة إلى دعم دولي قوي يضمن وقف العدوان واستعادة الاستقرار.
في سياق متصل، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته أمام القمة على إدانة بلاده الكاملة لحملة القتل الممنهجة التي يشنها الكيان المحتل ضد المدنيين في قطاع غزة، معتبراً أن ما يجري هو جريمة ضد الإنسانية لا يمكن التغاضي عنها.
وأضاف السيسي أن مصر تقف بكل حزم ضد أي محاولات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، مشدداً على أن الحل الوحيد الممكن هو إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار السيسي إلى أن هناك مؤامرات تحاك ضد الشعب الفلسطيني تهدف إلى فصل غزة عن الضفة الغربية والقدس، مؤكداً رفض مصر القاطع لهذه المخططات.
ووجه نداءً إلى المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف حازم إزاء هذه التطورات الخطيرة التي تهدد بتفجير الوضع في المنطقة بأسرها.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد استغل الفرصة في كلمته ليوجه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي، طالب فيها بتولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية على أراضيها، مؤكداً على ضرورة عودة النازحين إلى بيوتهم قبل البدء في أي عمليات إعادة إعمار.
وشدد عباس على أن المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى فصل غزة عن القدس والاستمرار في التوسع الاستيطاني تمثل تهديداً وجودياً للقضية الفلسطينية، محذراً من مغبة التهاون مع هذه المخططات التي تسعى إلى فرض واقع جديد يعيق قيام الدولة الفلسطينية.
وأكد عباس أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه المحاولات الإسرائيلية، وأنه سيستمر في المقاومة حتى نيل حقوقه المشروعة.
كما دعا إلى توحيد الجهود العربية والإسلامية لدعم القضية الفلسطينية والضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة في مواجهة الاحتلال وممارساته.