كلمة الدكتور أيمن نور في مؤتمر القمة العربية للشعوب
افتتح الدكتور أيمن نور، القمة العربية للشعوب، الدورة الثانية من المؤتمر في العاشر من نوفمبر 2024، حيث اجتمعت عناصر من مختلف الدول العربية لتوحيد أصوات الشعوب وتتجاوز أنظمة الحكم.
في كلمته الافتتاحية، طرح الدكتور نور تساؤلات عميقة حول معنى هذا الاجتماع الثاني وأهمية انعقاده في الوقت نفسه من العام الماضي، مشددًا على أن القمة تمثل منصة تُعبر عن إرادة الشعوب وليس مجرد لقاء بين ممثلي الحكومات. وأكد أن حضرة 50 شخصية بارزة من مجالات الفكر والسياسة تساهم في هذا الحدث، مشيرًا إلى تواجد قيادات بارزة مثل الرئيس التونسي الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي ونواب رؤساء سابقين مثل الأستاذ طارق الهاشمي.
عبر الدكتور نور عن فخره بوجود شخصيات مؤثرة مثل الدكتور سعد العثماني، رئيس الوزراء المغربي السابق، ووزير خارجية لبنان عدنان منصور، إضافة إلى الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان.
“إن اجتماع اليوم يشكل رمزًا حقيقيًا للتضامن الذي يتجاوز الحدود ويرسم مسارات الأمل لمستقبل أفضل”، قال الدكتور نور، مشيرًا إلى أهمية الاستماع لأصوات الشعوب ومطالبها المشروعة.
وكان نص كلمه كالتالى
السيدات والسادة الكرام،/
نفتتح اليوم الدورة الثانية من القمة العربية للشعوب، في العاشر من نوفمبر، الموافق 18 جمادى الأول 1446 ه / قبل ساعات من انعقاد قمة الرياض غدًا، في 11 نوفمبر 2024. / فما معنى هذا اللقاء الثاني؟
وما الدلالات العميقة لانعقاده في نفس الوقت من العام الماضي، عندما اجتمعت أصوات الشعوب لأول مرة لتعلو فوق أصوات الأنظمة؟
هذه القمة ليست لقاءً بين ممثلي الحكومات، بل منصة تجسد إرادة الشعوب، حيث يشاركنا اليوم نخبة من قادة شعوبنا من مختلف الدول العربية.
يشارك معنا نحو 50 شخصية غير حكومية، من رموز الفكر والسياسة، بدءًا من رؤساء دول سابقين، وعلى رأسهم الرئيس التونسي الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي، إلى نواب رؤساء سابقين مثل الأستاذ طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي الأسبق.
كما يحضر معنا رؤساء وزراء سابقون، مثل الدكتور سعد العثماني، رئيس الوزراء المغربي السابق، ووزراء خارجية، مثل وزير خارجية لبنان عدنان منصور.
بينهم أيضًا مساعدو وزراء خارجية سابقون مثل الدكتور عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، ووزراء إعلام كوزير الإعلام السوداني السابق.
ونفخر بمشاركة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، الأستاذة توكل كرمان، إضافة إلى زعماء سياسيين وقادة أحزاب عربية، من أمثال السياسيّ المهندس أكمل قرطام، مع مجموعة من المفكرين والكتّاب والمثقفين، الذين يمثلون صوتًا عربيًا مستقلًا.
السيدات والسادة الكرام،
تداعينا اليوم تحت مظلة المجلس العربي وشبكة الديمقراطيين العرب، بعد أيام من مؤتمر المجلس العربي السادس، الذي انعقد في مدينة سراييفو يومي 19 و20 أكتوبر 2024.
اسمحوا لي أن أطلب من الحضور لحظات من الصمت، حدادًا على أرواح شهداء العزة والكرامة، شهداء غزة، ضحايا المذابح الصهيونية المتواصلة. (لحظات صمت – 30 ثانية).
أيها الأخوات والإخوة،
على مدار 78 عامًا، عقد الحكام العرب 49 قمة، منها 16 قمة طارئة، كانت أول قمة في أنشاص بمصر عام 1946، قبل النكبة بعامين. وتوالت القمم، وتوالت النكبات من قمة إلى قمة، إلى أن وصلنا إلى القاع. ففي مقدمة قرارات أول قمة دعا إليها الملك فاروق الأول، وحضرها فقط سبع دول، جاء “اعتبار القضية الفلسطينية قلب القضايا القومية”، وأن كل سياسة عدوانية ضد فلسطين من بريطانيا أو أمريكا هي عدوان تجاه كافة الدول العربية.
في القمة الثانية، التي دعا إليها كميل شمعون في لبنان في 13 نوفمبر 1956، أكدوا حق العرب في الدفاع المشروع عن أرضهم، حال عدم التزام إنجلترا وفرنسا وإسرائيل بقرارات الأمم المتحدة. وفي القمة الثالثة، بالقاهرة في 13 يناير 1964، أُقر تشكيل قيادة موحدة للجيوش العربية، ردًا على تحويل إسرائيل مجرى نهر الأردن. وتوالت القمم، واحدة تلو الأخرى، ولم تثمر سوى مزيد من التفكك لهذه الأمة.
إن 48 قمة للحكام غلب عليها الخلافات البينية بين الحكام، وخفت فيها صوت الشعوب، إلى أن تحولت الجامعة العربية إلى نموذج يعكس فشل العمل العربي المشترك، فتداعى علينا الأعداء، وصارت مطالب اليوم ما كنا نرفضه أمس. دون سقف للتنازل، حتى تلاشى الخط الفاصل بين التفريط والعمالة، تحت وطأة الأكاذيب الصهيونية.
السيدات والسادة،
ما نراه هنا اليوم هو دعوة من القوى الديمقراطية والوطنية لإعلاء صوت الشعوب وضمير الأمة العربية، هذا اللقاء الثاني للشعوب ليس بديلاً عن الحكام وقممهم، ولا نرفع لهم مطالب، بل نرفع صوت شعوبنا الحرة عبر أحزابنا وتياراتنا ومؤسساتنا المدنية، التي كانت دومًا سباقةً في الوقوف إلى جانب القضايا العادلة للأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي هي القضية الوطنية لكل عربي وحرّ.
باسم حزب غد الثورة، الذي أنتمي إليه، وباسم اتحاد القوى الوطنية المصرية واتحاد الليبراليين العرب،
أُعلن عن ما يلي:
● أولاً: تبني أي خطوات تعلن عنها القمة العربية للشعوب، والمجلس العربي، وشبكة الديمقراطيين العرب، نحو محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وندعو لتحويل القمة إلى مؤتمر سنوي، يكون نواة لتأسيس جامعة الشعوب العربية.
● ثانيًا: العمل على زيادة الضغط الشعبي لإلزام الأنظمة العربية بتجميد العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني استجابةً لإرادة الشعوب،
ودعم قرارات المقاطعة الشعبية للكيان والدول الداعمة لجرائمه.
● ثالثًا: التضامن الكامل مع مواقف الدول الرافضة للتهجير القسري لسكان غزة، وحقهم في تقرير مصيرهم دون وصاية خارجية.
● رابعًا: تكثيف التواصل مع البرلمانات وممثلي الشعوب حول العالم، ودعم الدبلوماسية الشعبية من خلال تشكيل وفد شعبي ينبثق عن القمة.
● خامسًا: نطالب الأنظمة العربية بالتخلي عن الخلافات البينية والاصطفاف صفًا واحدًا، وقطع مساعي التطبيع مع العدو، والعمل على المصالحات الداخلية التي تسد الثغرات التي أضعفت الأمة.
في نهاية كلمتي، أتوجه بالشكر لمؤسسة المجلس العربي، رئيسًا وأعضاءً، وأُقدم لكم القائد الدكتور المنصف المرزوقي، الرئيس الأسبق لتونس، لإلقاء كلمته.