تقاريرعربي ودولى

مجاعة وشيكة في شمال غزة ودمار شامل في سوريا

في ظل تصاعد المعارك والقصف العنيف في غزة تحذر المنظمات الإنسانية بشكل متسارع من كارثة إنسانية وشيكة فالبرنامج الغذائي العالمي يعلن وبأشد العبارات أن المجاعة في شمال غزة باتت قاب قوسين أو أدنى

وفي وقت تشهد فيه المنطقة حصاراً خانقاً على كافة الأصعدة فإن آلاف العائلات أصبحت على حافة الجوع مما يضع حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين في خطر مميت

المجاعة في شمال غزة .. حقيقة أم تهويل؟

الحديث عن المجاعة لم يعد مجرد تقارير أو توقعات بل أصبح واقعاً مريراً يعاني منه سكان شمال غزة جراء الهجمات المستمرة والقصف الذي لا يتوقف والذي دمر البنية التحتية بشكل كامل وأدى إلى انهيار كافة سبل العيش ووسائل توفير الطعام بعد تدمير الأسواق والمرافق الحيوية وتدمير الطرقات التي كانت تستخدم لنقل المواد الغذائية

ويقول مسؤولو برنامج الغذاء العالمي إن الوضع الراهن في شمال غزة يشير بوضوح إلى أن المجاعة ليست مجرد احتمال بل أنها أمر واقع بعد أن دمرت آلة الحرب الإسرائيلية كافة سبل الوصول إلى الغذاء وأدى الحصار المستمر إلى تفاقم الأزمة مع نقص حاد في الوقود والمساعدات الأساسية

التهديد بالمجاعة في ظل القصف المستمر
تواصل إسرائيل قصفها العنيف لمناطق متعددة من القطاع في محاولة لتدمير كل ما هو حي فقد سقط عشرات الشهداء في قصف متواصل على شمال وجنوب قطاع غزة والتي حولت حياة المدنيين إلى جحيم لا يمكن تحمله وفي هذا السياق شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات متواصلة على المناطق السكنية والمرافق المدنية ومنها مدرسة فهد الصباح التي كانت تؤوي مئات النازحين في حي التفاح شمال مدينة غزة حيث تحول المكان إلى ركام ودمر بشكل شبه كامل ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة

أرقام الصدمة: عشرات القتلى والجرحى يومياً
الإحصاءات الميدانية تشير إلى أن عشرات الفلسطينيين سقطوا قتلى أو جرحى خلال الساعات القليلة الماضية جراء الهجمات العنيفة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على مختلف المناطق في قطاع غزة وفي مشهد مروع يكشف عن الفجوة الإنسانية العميقة فإن معظم الضحايا من النساء والأطفال الذين تحولوا إلى أرقام في هذه المعركة التي لا هدف لها سوى تدمير كل شيء

هل سيقف العالم مكتوف الأيدي؟
التساؤلات المطروحة اليوم تزداد حدة حول الموقف الدولي من هذه الجرائم الإنسانية المستمرة في قطاع غزة فبينما يتعرض آلاف المدنيين للقتل والتهجير وتدمير مدنهم ومنازلهم تظل دعوات المجتمع الدولي ضعيفة وغير فعالة في إيقاف هذه المجازر حيث يكتفي معظم القادة الدوليين بإصدار بيانات تعبر عن القلق دون اتخاذ أي إجراءات حقيقية للضغط على إسرائيل لوقف هجماتها ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة

في الوقت نفسه تقف المنظمات الإنسانية عاجزة أمام تعنت السلطات الإسرائيلية حيث يجد عمال الإغاثة أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الجوع والموت الذي يهدد حياة مئات الآلاف في ظل معركة لا نهاية لها فالمجاعة تتسارع في الشمال ويكاد لا يوجد أمل في الفرج إلا بضغط دولي قوي لا يبدو في الأفق

الدمار يتوسع إلى سوريا: قصف مجمع البحوث العلمية في حلب
أما في سوريا فتستمر المعاناة على جبهات أخرى حيث أفادت المصادر السورية عن قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مجمع البحوث العلمية في منطقة السفيرة بريف حلب في خطوة تصعيدية جديدة ضد البنية التحتية للبحث العلمي في البلاد ويعكس هذا الهجوم حجم التدمير الذي لا يتوقف والذي تطال آثاره الجميع في المنطقة حيث تدمر المصانع والمرافق الحيوية في مختلف الأماكن دون تمييز

ويستمر الاحتلال في استهداف المنشآت المدنية والعسكرية على حد سواء في ظل غياب أي رد فعل دولي جدي يحمي هذه المنشآت والمرافق التي تقع تحت طائلة القصف العشوائي حيث تعيش سوريا أيضاً في أزمة اقتصادية خانقة تتضاعف كلما استمرت الهجمات ضد منشآتها الحيوية

السؤال الأكثر إلحاحاً: إلى متى؟
إن الساعات التي تمر في غزة وسوريا لا تحمل أي بوادر للانفراج بل تزداد الأمور تعقيداً يوماً بعد يوم فبينما يلوح شبح المجاعة في شمال غزة نجد أن الدمار في سوريا لا يتوقف ومع كل ساعة تمضي يزداد عدد القتلى والمشردين بشكل متسارع دون أن يكون هناك أي تحرك حقيقي من قبل المجتمع الدولي لوقف هذا التصعيد الكارثي والذي يهدد بتدمير ما تبقى من الأمل في تلك المناطق

والسؤال الأهم اليوم: إلى متى ستظل هذه الجرائم الإنسانية مستمرة في ظل غياب المساءلة والمحاسبة؟ إلى متى ستظل الدول الكبرى تتنصل من مسؤولياتها وتترك الشعوب في غزة وسوريا يدفعون الثمن الأعظم في صمت قاتل؟

إن العالم اليوم أمام اختبار حقيقي في مدى جديته في معالجة الأزمات الإنسانية في الشرق الأوسط وإلا فإن المستقبل سيحمل كارثة إنسانية أكبر قد تتجاوز الوصف

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى