مواجهة الرئيس السابع والأربعين المنتخب للولايات المتحدة، والذي لديه أجندة سياسية رائعة لإسرائيل ومسلية لجهلاء ومهرجين من بعض حكام العرب ( حسبما وصفهم دونالد ترامب بعد فوزه ) وثاقبة لأمريكا تدعم بلا حدود إسرائيل لبناء منطقة شرق أوسط جديد وتغيير جغرافية المنطقة العربية تدفعنا لمعرفة ما هو القادم ؟. كيف سيتعامل مع بعض من الحكام العرب ممن هم اذيال لأمريكا وتابعين لسياساتها في الخفاء؟ ما هو أسلوب التعامل الجديد ومن سيبقي ومن سيرحل ؟
الرئيس ترامب يوفر الأمن والضوء الأخضر لنتانياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين وذو العقلية الصهيونية البارعة لتقويض حليف أمريكا لأكثر من ٧٠ عاما والذي يدفع له ٣٦٠ مليون دولار لأجل التزام الأردن بالسلام والاستقرار والاعتدال و دمج الفلسطينيين في النسيج الاردني، الأردن الذي سمح لأمريكا بقواعد عسكرية على ارضه دون قيد او شرط ، الأردن الذي قررت أمريكا زيادة المبلغ المدفوع له سنويا ب ١٠٠ مليون دولار بعد احداث الربيع العربي لأجل إيقاف نمو وازدهار التيارات الإسلامية وتمدد الإخوان ، محاربتهم، والأردن الذي اسقط صواريخ المقاومة ومسيرات وصواريخ ايران واقصد المملكة الأردنية الهامشية واستبدالها بدولة فلسطينية على الأرض الأردنية، وإسقاط عرش الملك، فقد ارتآت أن الدور المناط به قد انتهى و مهما قدم من تنازلات فما تراه إسرائيل لمصلحتها يجب كل ما قدمه الأردن ، الدور انتهى.
الرئيس ترامب صاحب الصفقات الذي دفع احد الصهاينة تبرعا لحملته ٤٠ مليون اول مره لأجل نقل سفارة إسرائيل الي القدس ودفع لحملته ١٠٠ مليون دولار في ثاني مره امام كاميلا هاريس مقابل تعهد بالسماح لإسرائيل بتوسيع حدودها من خلال الاستيلاء جزئياً على سيناء، وضم الضفة الغربية لإسرائيل، وهنا ضم لتكون جزء من إسرائيل وليس احتلال فهناك فرق بين الطرحين. ويسمح ترامب ويدعم ويؤيد بشدة التمدد الإسرائيلي إلى حدود المملكة العربية السعودية بحجة انها – دوله إسرائيل المصطنعة – مساحتها لا تكفي وذات جغرافية صغيرة!!!!.
إذن كل من يفكر ويعتقد ويشيع واهما ان هناك حل الدولتين عليه ان يراجع نفسه ويخرج من هذا السراب الواهم والأكاذيب والمخادعة ، فقد كان مستقبل الأردن يمر في مرحلة تنازع الروح في غرف الانعاش الاستعمارية أيام الديمقراطيين، واليوم في عصر الجمهوريين اعلان الدفن ونشر النعي جاهز، والأردن هي فلسطين والتوطين والتهجير وسرقة العرش وانهاء الحكم ضمن رحلة نتانياهو في الشرق الأوسط ونزهته العسكرية بلا اعتراض فعلي او تصريح قوي، كلها اعتراضات حنجورية في العلن و ركوع واسترحام تحت الطاولات وفي الخفاء فضحتهم كتابات بوب وود وارد خصوصا وأن بعض من الحكام العرب جزء من الانهزامية والاستسلام.
وبغض النظر عن الخسائر التي تكبدتها إسرائيل وفقدان بعض الجنرالات والخسارات الاقتصادية التي حتما ستعوضها إياه أمريكا عبر حلفائها من الخليج الثري، ( ٢١٢ مليار دولار قيمة الاستثمارات الخليجية في السندات والأذونات بالخزانة الامريكية غير الاستثمارات الحكومية والخاصة وأموال الشيوخ والأمراء والتي تتجاوز ٢تريليون دولار حسب احصائيات ٢٠٢٢)، وكانت امريكا قد أرسلت ١٤ مليار دولار في عهد الرئيس بايدن لربيبتها إسرائيل وإمدادات عسكرية من قواعدها في الدول العربية بمعدل طائرة كل ١٦ ساعه.
ومن معرفة الرئيس ترامب بالرؤساء والملوك العرب المهرولين اليه و المباركين بفجاجة وركوع مذل خانع، مباركة تمت قبل تهاني الشعب الأمريكي نفسه وقبل مباركة أفراد عائلته له وقبل تهنئة ربيبة أمريكا وذراعها دولة إسرائيل ، لم يُخفى فهمه لدورهم ويصفهم لا بل يتهم زعماء الشرق الأوسط بلا استثناء بالمهرجين دون أي رد من أي ملك او رئيس او وزير خارجية او حتى حارس امن على هذا الوصف الوقح و المشين!!!.
ويتيح ترامب علانية لإسرائيل أن تقرر وتتصرف في واحدة من أكثر فترات التاريخ سوأ يتم أباده الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني فيها بحجة القضاء علي إرهاب “حماس في غزة وحزب الله في لبنان” ودون الانصياع لأي قانون دولي أو نظام عالمي و دون الاعتراف بحق مقاومة الاحتلال .
الأجندة التي علي طاولة القرارات الأمريكية ليست بجديدة، هي مملكة الأردن ملكا الي زوال وارضاً الي ضم واحتلال وتغيير الجغرافية و التركيبة السكانية، و السعودية حدودها تحت الدراسة للالتهام والضم لإسرائيل الكبرى وثرواتها وخزائنها ونفطها تحت التصرف المارد الأمريكي ، وضم أجزاء من سيناء وانشاء قناة لنقل المياه عبر صحرائها لتآمين احتياجات إسرائيل ضمن صفقة لحل مشكلة سد إثيوبيا بالمقابل. اما جنوب لبنان و غزه فأمرهما منتهى .
ولا مانع لدى الأمريكان من تطبيق خطة مالية بتمويل خليجي لتعويض الأردن ٢٠ مليارا لاقامة الدولة الفلسطينية علي ارضه وتحت أي مسمى حتى ولو كان أعاده الأمير حمزة ملكا صوريا يقبل بالوطن البديل والنظام البديل. ولمصر ٧٠ مليارا علي عشر سنوات مقابل إنشاء قناه عبر سيناء للمياه تصل إسرائيل و٣٢ كيلومتر مربع مقتطع من حدود سيناء بالقرب من العريش.
و للعلم فأن ٩٠ مليار ليس بكثير اذا ما قورن ب ٦٠ مليار دفعتها الكويت وحدها لأمريكا مقابل اخراج العراق من المعادلة وتحرير الكويت. و هو مبلغ اقل بكثير من مستوردات عسكرية أمريكية لبعض من دول الخليج في عام واحد من ضمنها كانت غواصات حربية حسب مجلة الدفاع الأمريكي!!!!!
ولقد استمع العالم الي حديث ترامب بعد فوزه عندما صرح:” هذه افضل حركة وانتخابات سياسية في التاريخ ونصر تاريخي لم تشهده أمريكا من قبل وسوف نحارب بكل نفس يخرج من الجسد لدعم إسرائيل ولن ارتاح الي ان تعود أمريكا مزدهرة وستكون فترة ولايتي هي العصر الذهبي لأمريكا”. انتهى الاقتباس
التساؤل أي عصر ذهبي هذا الذي يتحدث عنه وذهبي لمن واسود لمن ؟ ، ونشاهد و نقراء عن تسريب حديث هاتفي مع نتانياهو تم الاتفاق علي انهاء مهمته ّ (إبادة و ضم وقصف واغتصاب أراض ) في المنطقة قبل ان يستلم دونالد ترامب رسميا مقاليد الحكم حتى يقال انه تسلم الرئاسة و أنهى الحروب !!!!.
و هذا يعني ان ٢٠٢٥ سيشهد احداث السماح لإسرائيل وبحماية أمريكية من قواعد بالمنطقة العربية و بتمويل عربي التمدد حتى في الدول التي لديها اتفاقيات عسكرية والعزل للحكام وسرقة الأموال العربية و جنازة “حل الدولتين” رسميا.
بعض من كلمات وردت في برقيات التهنئة للرئيس ترامب دليلا اخر فيما احتوته من ” رجاء مبطن ” تحت مسمى التطلع للعمل مع ترامب و كأنه الناصر صلاح الدين محرر القدس دليلا علي دعم مخطط التصفية للمقاومة والتنازل عن السياده الوطنية في مقابل ضمان البقاء ، و لكن الحقيقة أن مصالح أمريكا واسرائيل لا يهمها ملكا ولا رئيسا ولا قانون دولي ولا حقوق إنسان، مصالحها فوق كل شيء. رغم أن الفرح ليس فرحنا ومع ذلك يرقص ويدبك فيه بعض حكام العرب ولا يجرؤ احد ان يقول لنتانياهو ” انضب”.