أصدر مجموعة من الوفديين المناهضين لفساد وتقاعس الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد بياناً في خضم الانحدار السياسي الذي يعيشه حزب الوفد المصري، والذي يعد الحامل التاريخي للحزبية المصرية، يصر الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس الحزب، على تعميق الأزمات الداخلية وإهمال قضايا الحزب والمجتمع، مما أدى إلى تدهور غير مسبوق في أداء الحزب ومكانته.
إن الوفد الذي كان رمزًا للصوت الحر والتمثيل الشعبي على مدار قرن كامل، بات اليوم ضحية لقيادة مهملة وفاسدة، تعمل على تهميش دوره الوطني والسياسي وتعطيل مؤسساته.
منذ أن فشل عبدالسند يمامة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتذيله قائمة المرشحين حتى في مواجهة رؤساء الأحزاب الصغيرة، أصبح الحزب أسيرًا لسياساته العقيمة، مما دفع أعضاؤه إلى اليأس والانسحاب من المشاركة الفعالة.
تعطيل الحزب وتهميش دوره الوطني
لقد أصر الدكتور عبدالسند يمامة على عرقلة سير الحزب بشكل ممنهج، إذ قام بتجاهل اللائحة الداخلية للحزب بشكل متعمد، وهي اللائحة التي تشكل أساس عمل الحزب وتنظيمه.
لقد أفشل مؤخرًا المساعي لاختيار رئيس للهيئة البرلمانية عبر انتخابات شفافة وديمقراطية، مفضلاً فرض سيطرته الشخصية على الحزب بعيدًا عن أي التزام باللوائح والقوانين الداخلية.
ليس هذا فقط، بل عمد أيضًا إلى تهميش الهيئة العليا للحزب وتجاهل دورها في اتخاذ القرارات، مما جعلها مجرد ديكور بلا تأثير حقيقي.
وفي ظل هذه الإدارة الفاشلة، باتت مؤسسات الحزب مشلولة، بما في ذلك جريدة الحزب التي كانت لسنوات طويلة منبرًا للنقد البناء وطرح القضايا الهامة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم تغييب دور شباب ونساء الحزب الذين انضموا للوفد بأمل المساهمة في تحقيق مبادئه وثوابته، فوجدوا أنفسهم مهمشين دون أي دور حقيقي في إدارة الحزب أو اتخاذ القرارات.
فساد مالي وصمت مريب
الأمر الأكثر خطورة هو عدم الشفافية في التعامل مع أموال الحزب. لقد رفض عبدالسند يمامة بشكل متعمد الكشف عن الموقف المالي للحزب، خاصة فيما يتعلق بالمديونيات التي عهدت إليه الهيئة العليا بالحفاظ عليها كأمين ومحامي لها.
هذا التجاهل المتعمد لمطالب أعضاء الحزب بالكشف عن أوجه صرف الأموال يثير الشبهات حول وجود فساد مالي داخل الحزب، مما يزيد من حالة الاستياء والغضب بين الأعضاء.
انزواء الحزب وتراجع شعبيته
هذه السياسات الفاشلة والفساد المستشري أدت إلى تراجع دور الحزب بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. فقد انزوى حزب الوفد، الذي كان تاريخيًا صوت الشعب، عن التفاعل مع القضايا الوطنية، وأصبح نشاطه الحزبي في اللجان العامة مجرد عمل روتيني فاقد لأي روح أو حماس.
بينما كان الوفد على مدار 100 عام في صدارة القوى الحزبية في مصر والمنطقة، أصبح اليوم غائبًا عن المشهد السياسي بفعل إدارة عبدالسند يمامة التي قزّمت دوره وشوهت تاريخه.
دعوة للإنقاذ والتغيير
إن هذه الأوضاع الكارثية دفعت مجموعة من شباب وكوادر الحزب إلى الاجتماع ووضع رؤية عاجلة لإنقاذ الحزب من الفوضى الإدارية والفساد المتفشي داخله.
أوضح بيان اتحاد إنقاذ الوفد بأنهم أعضاء ملتزمين بمبادئ الوفد نرفض الصمت ونرفض الرضوخ لهذا الفشل. لقد بات واضحًا للجميع أن عبدالسند يمامة لم يعد يصلح لإدارة الحزب، وأن بقاءه في هذا المنصب يشكل خطرًا حقيقيًا على مستقبل الحزب.
نحن نطالب الهيئة العليا والجمعية العمومية وكل أعضاء الحزب بالوقوف معنا في مطالبنا العاجلة لإنقاذ حزب الوفد
سحب الثقة وإسقاط عضوية الدكتور عبدالسند يمامة فورًا، بناءً على ما تنص عليه اللائحة الداخلية للحزب. هذا الرجل الذي قاد الحزب إلى الفشل الذريع لا يستحق أن يستمر في موقعه دقيقة واحدة بعد الآن.
تولي رئاسة الحزب لمن تنص عليه اللائحة الداخلية بشكل عاجل لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. لن نسمح بتأجيل هذا الأمر أو التسويف فيه، فالحزب لا يمكن أن يتحمل مزيدًا من الفوضى تحت قيادة يمامة.
تنقية الجمعية العمومية من الأسماء الورقية التي تمت إضافتها مؤخرًا في الغرف المغلقة بهدف السيطرة على أصوات الجمعية. هذه الأسماء لا تمثل الوفد الحقيقي ولا تخدم أهداف الحزب الوطنية.
هذا البيان هو بداية تحرك جاد لإصلاح الحزب من الداخل. نحن في “اتحاد إنقاذ الوفد” عازمون على مواجهة كل محاولات إفساد الحزب، وسنواصل الضغط على الهيئة الوفدية لبدء عملية المصالحة ولم الشمل بين كل الوفديين المخلصين. إننا نؤمن بضرورة أن يتوحد الجميع لإنقاذ الحزب من الانهيار الكامل الذي وصل إليه تحت قيادة يمامة.
خلاص الوفد بيد أبنائه
ونوه البيان بأن حزب الوفد لن يعود إلى مجده إلا بيد أبنائه المخلصين. لن نسمح لأي فرد أو جماعة بالعبث بتاريخ الحزب أو تحويله إلى أداة لتحقيق مصالح شخصية ضيقة.
إن الوفد ملك لكل المصريين، ومكانته يجب أن تعود كما كانت دائمًا في مقدمة الأحزاب السياسية، ممثلًا لصوت الشعب والمدافع عن حقوقه.
وأوضح البيان بأنهم يدركوا بأن معركتهم ليست سهلة، ولكنهم مصممون على الانتصار من أجل تحرير الحزب من الفساد الذي تفشى في أركانه. كل وفدي حر شريف مدعو اليوم للوقوف معهم في هذه المعركة المصيرية.
وأشار البيان بأنهم لن يتركوا الحزب يسقط في مستنقع الفساد والتهميش، وسيعملوا معًا لاستعادة مكانته ووضعه الطبيعي على الساحة السياسية المصرية.