تقاريرعربي ودولى

الاحتلال ينسحب من جنين بعد معركة دامية والطيران الحربي يواصل القصف

في مشهدٍ درامي متواصل شهدته مدينة جنين ومخيمها طوال 24 ساعة، سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته بعد عملية عسكرية طاحنة خلفت آثاراً كارثية على الأرض من الدمار والدماء، عملية كانت في جوهرها جزءاً من سلسلة هجمات لا تتوقف ضد الفلسطينيين الذين يعانون من شبح الاضطهاد.

انسحاب الاحتلال لم يكن سوى بداية لفصل جديد من القتل والتدمير في لبنان، حيث استمر الطيران الحربي الإسرائيلي في غاراته العنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى محيط بلدة البازورية في جنوب لبنان، ليدشن بذلك سلسلة جديدة من الاعتداءات على الأراضي اللبنانية، ما يثير تساؤلات ضخمة حول المستقبل الذي ينتظر هذه المنطقة المشتعلة بالفعل.

بدأت العملية العسكرية في جنين بتكتيك دقيق حاول من خلاله الاحتلال زرع الخوف والترهيب بين المواطنين، وقد تمكنت قوات الاحتلال من تنفيذ العديد من الغارات والاشتباكات المسلحة مع المقاومة الفلسطينية، لكن الهدف الأساسي كان تركيع المدينة وأهلها وتدمير البنية التحتية للمخيمات.

الاحتلال الإسرائيلي سعى، خلال هذه الـ 24 ساعة من العمليات العسكرية، إلى فرض مزيد من السيطرة على أراضٍ فلسطينية مأهولة بالمدنيين، حيث عمد إلى استهداف المنازل والمرافق الحيوية بشكل متعمد، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا بين الشهداء والجرحى.

لكن وبالرغم من القوة المفرطة التي استخدمها الاحتلال، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والمدرعات والضربات الجوية، إلا أن المقاومة الفلسطينية ثبتت في الأرض وواجهت بأيديها الفولاذية آلة الحرب الإسرائيلية.

المواجهات الحامية التي اندلعت بين الجانبين شكلت تذكيراً قاسياً بأن الاحتلال لن يمر بسلام في تلك الأرض. الاشتباكات الشرسة أدت إلى تعطيل تحركات الاحتلال وخلق موجات من الهلع بين صفوف جنوده الذين كانوا يسعون للوصول إلى أهدافهم العسكرية.

في وقتٍ لاحق، ومع استمرار الضغط الدولي على إسرائيل بسبب تصاعد العنف، اضطرت قوات الاحتلال إلى إعلان انسحابها من المدينة والمخيم، ولكن هذا الانسحاب لا يعني بأي حال من الأحوال نهاية القصف والمعركة.

بل على العكس، فقد تحولت الأنظار إلى الجنوب اللبناني حيث كانت طائرات الاحتلال الحربي تُنفذ غارات متواصلة على مناطق مدنية، مستهدفة بشكل رئيسي حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي منطقة مأهولة بالسكان.

تزامن هذا التصعيد العسكري مع حالة من الاحتقان في المنطقة، إذ أصبح واضحاً أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال مصمماً على تأجيج الوضع في المنطقة، مستهدفاً مدنيين وأبرياء في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية.

ومع تزايد الحملة الجوية على الضاحية الجنوبية، وجد سكان بيروت أنفسهم في مواجهة تهديدات جديدة من قبل طيران الاحتلال الذي لا يميز بين أهداف مدنية وعسكرية. القصف العنيف على محيط بلدة البازورية في الجنوب اللبناني كان هو الآخر جزءاً من حملة تصعيد لا يبدو أن لها نهاية قريبة.

الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يزال يحاول فرض سيطرته على الأرض الفلسطينية وعلى الأراضي اللبنانية المجاورة، يواصل استفزازه لكل من الفلسطينيين واللبنانيين، مسبباً المزيد من الموت والدمار.

جنين التي شهدت انسحاب قوات الاحتلال منها، لا تزال في حالة صدمة من تداعيات العمليات العسكرية، في حين أن المدن اللبنانية مثل بيروت والجنوب اللبناني تواجه مآسي جديدة بسبب العدوان المتواصل.

على الرغم من انسحاب جيش الاحتلال من مدينة جنين، إلا أن التوقعات تشير إلى أن هذا الانسحاب ليس سوى إعادة تموضع أو تحضير لجولة جديدة من القتال.

إن استراتيجية الاحتلال في تصعيد الأوضاع في مختلف الجبهات على الجانبين الفلسطيني واللبناني تهدف إلى خلق المزيد من الفوضى والتأثير على استقرار المنطقة، الأمر الذي ينذر بتداعيات كارثية ستؤثر على الأجيال القادمة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى