مجازر غزة مستمرة.. نتنياهو لم يحقق حلمه الدموي بعد
في تقرير جريء ومثير للجدل نشر موقع “العرب في بريطانيا AUK” مقطع فيديو صادم لـ ديفيد هيرست رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي يكشف فيه الأسباب الحقيقية وراء استمرار المجازر المروعة التي ترتكبها إسرائيل في غزة على الرغم من بشاعتها وصفتها بأنها من أفظع المجازر في تاريخ البشرية الحديث وتفوق في فظاعتها أي حرب إبادة سابقة في التاريخ.
الفيديو الذي انتشر بشكل واسع أثار موجة من الغضب والتساؤلات حول ما إذا كان العالم يغمض عينيه عن واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها الإنسانية
هيرست في حديثه لم يُخفِ حقيقة أن الحرب على غزة ليست مجرد نزاع عسكري عادي بل هي عملية إبادة مدروسة وممنهجة تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية واضحة وأهم هذه الأهداف هو ما يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحقيق حلمه القديم بإفراغ غزة من سكانها وتهجير الفلسطينيين بشكل نهائي عن أرضهم.
ويضيف هيرست أن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة لم يحققوا غايتهم بعد رغم كل الدمار والدماء التي أريقت في القطاع لذا تستمر المجازر وتتفاقم يومًا بعد يوم
يكشف هيرست في الفيديو أن ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب تهدف إلى القضاء على قدرات المقاومة العسكرية بل هو خطة طويلة الأمد تهدف إلى إبادة سكان القطاع وتجريدهم من أي وسائل للحياة يتحدث هيرست عن الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة لسنوات وكيف أن هذا الحصار الذي حوّل القطاع إلى سجن كبير جعل من المستحيل على سكانه العيش بشكل طبيعي.
الحصار الإسرائيلي وفقًا لهيرست هو خطوة متعمدة تهدف إلى خنق حياة الفلسطينيين الاقتصادية والاجتماعية ودفعهم نحو الهجرة الجماعية أو الموت البطيء
وبينما يعتبر العالم ما يحدث في غزة صراعًا مسلحًا، يوضح هيرست أن المجازر الجارية في القطاع ليست نتيجة لحرب تقليدية بين جيشين متنافسين بل هي حملة إبادة متعمدة تستهدف السكان المدنيين الأبرياء.
يشير هيرست إلى أن القصف العشوائي للمنازل والمستشفيات والمدارس واستهداف البنى التحتية الحيوية مثل محطات المياه والكهرباء لم يكن عن طريق الخطأ بل هو سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى إجبار السكان على الفرار من منازلهم والبحث عن ملاذات آمنة خارج غزة
يتساءل هيرست في الفيديو عن الموقف الدولي إزاء هذه الجرائم ويتساءل لماذا يقف المجتمع الدولي صامتًا أمام هذه المجازر الوحشية لماذا لا تتحرك القوى الكبرى والمنظمات الدولية لوقف هذه المجازر التي تتنافى مع كل المبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان الأساسية
يشير هيرست إلى أن هذا الصمت الدولي لم يكن عشوائيًا بل هو جزء من اللعبة السياسية الكبرى التي تشترك فيها العديد من القوى العالمية التي تدعم إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر لتحقيق مصالحها الخاصة
وفي السياق ذاته يشدد هيرست على أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن استمرار هذه الجرائم حيث يشير إلى أن الدعم الأمريكي اللا محدود لإسرائيل سواء من خلال المساعدات العسكرية أو السياسية هو ما يسمح لتل أبيب بمواصلة حملاتها الوحشية ضد غزة دون خوف من المحاسبة أو المساءلة الولايات المتحدة
كما يوضح هيرست تستخدم حق النقض الفيتو في مجلس الأمن لمنع أي محاولات لفرض عقوبات أو اتخاذ إجراءات دولية ضد إسرائيل مما يجعلها شريكًا فعليًا في الجرائم التي تُرتكب في غزة
كما يُلقي هيرست الضوء على الموقف الأوروبي المتخاذل تجاه ما يحدث في غزة إذ أن الاتحاد الأوروبي رغم انتقاداته المتكررة لإسرائيل ورغم بياناته التي تدين العنف إلا أنه لم يتخذ خطوات حقيقية لوقف هذه المجازر.
يتهم هيرست الحكومات الأوروبية بالتواطؤ الصامت مع إسرائيل لأنها تعتمد على علاقاتها التجارية والاقتصادية والسياسية مع تل أبيب ويشير إلى أن الدول الأوروبية تغض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في غزة مقابل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية مع إسرائيل
هيرست لم يكتفِ بتحليل الموقف الدولي والمحلي بل تعمق في الحديث عن الأهداف الحقيقية وراء هذه الحرب التي تتجاوز مجرد السيطرة على الأرض
يتحدث هيرست عن أن إسرائيل تسعى لتفكيك المجتمع الفلسطيني في غزة وتحويله إلى مجموعات مشتتة وغير قادرة على المقاومة أو البقاء داخل أراضيها الهدف ليس فقط هزيمة المقاومة المسلحة بل هو كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتدمير هويته الوطنية وضمان عدم قدرته على الوقوف في وجه الاحتلال في المستقبل
ويضيف هيرست أن إسرائيل تعمل على استغلال هذه الحرب لتعزيز مشاريعها الاستيطانية وتوسيع نفوذها في المنطقة إذ أن استمرار القتال وتدمير غزة يتيح لها فرصة لفرض حقائق جديدة على الأرض وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية
كما يشير إلى أن الحملة العسكرية في غزة تُستخدم كوسيلة لصرف الانتباه عن المشكلات الداخلية في إسرائيل مثل الاحتجاجات الشعبية والانقسامات السياسية الحادة داخل المجتمع الإسرائيلي
كما يكشف هيرست عن الأثر النفسي العميق الذي تتركه هذه المجازر على المجتمع الفلسطيني وخاصة الأجيال الشابة التي نشأت في ظل الحرب والحصار
يُحذر هيرست من أن هذه الحرب لن تنتهي بمجرد وقف إطلاق النار أو انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع بل ستظل آثارها الكارثية قائمة لعقود طويلة وستظل جروحها مفتوحة في قلوب وعقول الفلسطينيين الذين فقدوا أحبائهم ومنازلهم وأحلامهم
في ختام الفيديو يؤكد هيرست أن الحل الوحيد لوقف هذه المجازر هو تحرك دولي حقيقي لفرض عقوبات صارمة على إسرائيل ووقف الدعم العسكري والسياسي الذي تتلقاه من حلفائها
يشدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية وتقديمهم للعدالة مشيرًا إلى أن استمرار الصمت الدولي يعني أن العالم يشترك في هذه الجرائم ويرتكبها بصمته