انقلاب انتخابي مفاجئ: العرب في ميشيغان يصوتون لترامب بشكل غير مسبوق

في حدث غير مسبوق وتطور انتخابي مثير أظهرت نتائج فرز الأصوات في ولاية ميشيغان أن مدينة ديربورن التي تعرف بتواجد غالبية عربية كبيرة صوتت بشكل غير متوقع لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب هذه النتائج تثير الكثير من التساؤلات حول التحولات الكبيرة في مواقف الناخبين العرب خلال هذه الانتخابات الأخيرة والتي تختلف بشكل كبير عن اتجاهاتهم السابقة التي كانت تميل بشكل واضح نحو الديمقراطيين

ولاية ميشيغان التي توصف عادة بأنها عاصمة العرب في الولايات المتحدة شهدت مفاجأة هائلة بفوز ترامب بنسبة 425 بالمئة من الأصوات مقابل 36 بالمئة فقط لمنافسته الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس هذه النسب تشير إلى تغير كبير في الخريطة الانتخابية في ديربورن التي كانت معقلًا للديمقراطيين على مدى عقود

ما يجعل هذا التحول أكثر إثارة أن الناخبين العرب يمثلون حوالي نصف عدد المسجلين للتصويت في الانتخابات العامة في ديربورن وهي نسبة هائلة تعكس التأثير الكبير لهذا المجتمع على نتائج الانتخابات وقد وصف كثير من أبناء الجالية العربية الانتخابات الحالية بأنها تاريخية وحاسمة وهو ما يجعل قرارهم بالتصويت لصالح ترامب حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس

على مدار سنوات طويلة كان العرب في ديربورن يميلون للتصويت لصالح الديمقراطيين ولكن هذا العام حمل معه تغيرات جذرية وكبيرة في المزاج الانتخابي للعرب الأمريكيين في الولاية إذ يشير الكثيرون إلى أن الأحداث العالمية والمحلية التي شهدها العام وعلى رأسها الصراع في غزة قد أثرت بشكل مباشر في اختياراتهم السياسية دفع ذلك العديد من الناخبين العرب إلى تغيير توجهاتهم وتحويل دعمهم نحو الحزب الجمهوري ورأى بعضهم أن السياسات الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تحت حكم الديمقراطيين لم تكن في مصلحة قضاياهم

الانقلاب الانتخابي الذي حدث في ديربورن لم يكن مجرد حادثة محلية بل كانت له أصداء واسعة على مستوى الولايات المتحدة إذ كان فوز ترامب في هذه المدينة ذات الأغلبية العربية مفاجأة للجميع بما في ذلك الخبراء السياسيين والمحللين الذين توقعوا أن تظل ديربورن تحت سيطرة الديمقراطيين بشكل تقليدي إلا أن النتائج أظهرت عكس ذلك تمامًا فقد راهن ترامب على أنه قادر على العودة للبيت الأبيض وقد تحقق هذا الرهان بفوزه الساحق في المدينة

إضافة إلى ذلك هذه النتائج تعيد فتح النقاش حول مدى تأثير قضايا الشرق الأوسط والسياسات الخارجية الأمريكية في توجيه أصوات الناخبين العرب في الولايات المتحدة خاصة في المدن التي تضم نسبة كبيرة منهم كما تعزز هذه النتائج فرضية أن العرب الأمريكيين ليسوا كتلة انتخابية متجانسة يمكن توقع تصويتها بشكل ثابت لدعم حزب معين بل تتأثر بشكل مباشر بالعوامل الدولية والمحلية التي تمس مصالحهم وقضاياهم المباشرة

حصل ترامب حتى صباح الأربعاء على 277 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي مما يجعله الرئيس المنتخب رسميًا لفترة جديدة هذه النتيجة لم تكن متوقعة خاصة بعد الخسارة التي مني بها في الانتخابات السابقة أمام الرئيس الحالي ولكن يبدو أن التحول الكبير في ميشيغان وخصوصًا في ديربورن ساهم بشكل كبير في إعادة انتخابه الأمر الذي قد يكون له تداعيات سياسية كبيرة في المستقبل

وفيما يتعلق بالتأثيرات المحتملة لهذا التحول الانتخابي يرى المحللون أن دعم العرب لترامب قد يغير طبيعة العلاقات بين الإدارة الأمريكية الجديدة والمجتمعات العربية في الولايات المتحدة وربما يقود إلى إعادة رسم سياسات داخلية وخارجية مختلفة خلال السنوات القادمة إذ من الممكن أن يتخذ ترامب سياسات أكثر توافقًا مع مطالب الجاليات العربية بهدف الحفاظ على هذا الدعم الذي حصل عليه بشكل غير متوقع

التصويت لصالح ترامب في ديربورن لم يكن مجرد رسالة سياسية بل هو تعبير واضح عن الإحباط الذي يشعر به العديد من العرب الأمريكيين تجاه السياسات السابقة التي لم ترق لتوقعاتهم وأدت إلى حالة من الاستياء بين أوساط الناخبين مما دفعهم إلى البحث عن بديل قادر على تحقيق تغيير حقيقي في الوضع السياسي الداخلي والخارجي

بهذا الفوز غير المتوقع يؤكد ترامب أنه ما زال قادرًا على الفوز بكتل انتخابية جديدة رغم كل التحديات والانتقادات التي واجهته خلال فترته الرئاسية السابقة وبهذا يثبت مرة أخرى أن قدرته على التواصل مع شرائح جديدة من الناخبين تتجاوز الحدود التقليدية للأحزاب السياسية

النتائج في ديربورن تعد مؤشراً على أن الانتخابات الأمريكية ليست مسألة محسومة أو ثابتة فالتحولات الكبيرة قد تحدث في أي وقت بناءً على تغير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتظل هذه النتائج درسًا كبيرًا لكل الأطراف السياسية حول أهمية متابعة المزاج العام للناخبين وفهم أولوياتهم المتغيرة